الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوفيد 19 ... وكونية الوجود وعبثيته

مسار غازي
باحث

(Massar Ghazi)

2020 / 4 / 7
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


تشير سيكولوجية الأوبئة إن في الأزمات الصحية قد يُحفز الخوف والارتياب والهلع الإنسان نحو ارتياد سلوكيات مختلفة ومتناقضة في الآن ذاته ، مثل تصاعد التدين والتردد على دور العبادة وزيادة في ممارسة الطقوس والشعائر الدينية ، كما يشهد عالمنا اليوم الموبوء والمعتل بفايروس (كورونا / كوفيد-19) على نحو ما كشفت عنه المواقع الإعلامية بوساطة نشر فديوهات لزوار وهم يلعقون الأضرحة المقدسة في مدينتي (قم، ومشهد) تعبيراً عن إيمانهم بقدرة المقدس على حمايتهم وشفاءهم ، وقد يكون هذا أمرا طبيعياً في البلدان التي يشكل الدين أُس وجودها في هذه الحياة، إلا إن الحال قد يكون غريبا في تلك البلدان المتقدمة التي كانت تنفي أي تأثير للمقدس أو للدين في حياة الشعوب هو ما توثقه تقارير إعلامية بثتها شبكات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي منها أن 80% من المرضى في الصين تلقوا علاجاً تقليدياً عبر ممارسات شعبية عَقَدية، وكذلك الحال في الهند إذ لجأت فئة منهم إلى شرب (بول البقر) بوصفه وصفة شعبية ترتبط بمعتقدات دينية ، ولم يقف الأمر عند هذه البلدان بل تعداه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب اليابان ، وايطاليا التي حثت حكوماتها رعاياها على ممارسة طقوسهم العقدية داخل منازلهم والاستمرار بقراءة الكتاب المقدس والصوم.
فهل هذا يعني أن الانسان الذي يحتاج إلى لقاح يحصنه بيولوجيا ضد الوباء ، هو بحاجة إلى قوة معنوية يركن إليها لمجابهة الأخطار التي تتربص بوجوده ؟ أي هل أن الإنسان كائن ديني بطبعه ، والقوة المعنوية الدينية متغلغلة في وعي أي إنسان ، وما نشهده الآن هو فوضوية ظهور هذه القوى عند العقلانيين الذين سلموا الأمر للسماء ؟!
أم أنها مجرد لحظة راهنة(لحظة الوباء) تعيشها الذات الإنسانية الآن تحت ضغطها العاطفي غير العقلاني ..الكائن البشري ..في وعيه الجمعي عاشها مرارا وأنتج من تلك المعايشة فلسفات وأراء ما نزال نجترّها ؟ !
وإذا كان الأمر كذلك فإن هذا يعني أن العالم يشهد ثورة وجودية جديدة تهم علاقة الإنسان بذاته وبالعالم وبالإله. إنها ثورة قد تعيد من جديد إثارة النقاشات القديمة الجديدة حول العدمية ومعنى الحياة والألوهية . وعودة الديني أو استقالته الكلية. أي أنه ثمة أسئلة تبقى بعد انتهاء الازمات وهي زاد النقاش المحتدم والدائم ...بعد هجوع كورونا سيرجع الاسترخاء العقلي عند الجموع وسيظل مشعل الكلمات المتوقد في الأرواح الوثابة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين