الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادات للتاريخ والأجيال - شيوعيون..أبناء رجال دين!(3)

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2020 / 4 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




شهادات للتاريخ والأجيال

شيوعيون..أبناء رجال دين!(3)

أ.د.قاسم حسين صالح



لدى قراءتي الكتابين الثاني والثالث " العراق " لمؤلفهما حنا بطاطو،لفت انتباهي أن الكثير من قادة الشيوعيين هم أبناء رجال دين !..كنت نشرت مقالة عنهم ،اعيد هنا اسماء ابرزهم:

· حسين محمد الشبيبي عضو اللجنة المركزية للحزب الذي أعدم مع فهد عام 949، نجفي شيعي،والده رجل دين " معزّي".

· سكرتير الحزب الشيوعي العراقي حسين أحمد الرضي " سلام عادل "،الذي مات تحت التعذيب عام 63، نجفي شيعي،والده "سيد " ورجل تقي.

· عامر عبد الله،عضو المكتب السياسي للحزب،سنّي، أبوه مؤذن للصلاة في جامع بمدينة عنه.

· جمال الحيدري،كردي من عائلة الحيدريين،عائلة أسياد.

· محمد حسين أبو العيس،مسؤول مكتب الفلاحين بالحزب، شيعي "كظماوي " من عائلة أسياد.

والمدهش أن حوالي " 32%" من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي للمدة من( 1955-1963 ) هم من عائلات أسياد ! وأنهم متوزعون بين سنّة عرب وشيعة وكورد!...ونضيف لهم المئات من قيادات محلية واعضاء..بينهم السيد عزيز السيد جاسم وكاتب هذا المقال..مسؤول خط الفلاحين بقضاء الشطرة.

ما اسباب تحول أبناء رجال دين الى شيوعيين مع ان المفهوم العام للدين في مجتمعنا هو الإيمان المطلق،والشيوعية كفر وإلحاد؟!

لقد عزا الكاتب القدير حنا بطاطو سبب ذلك الى أن " نسبة التعليم بين هؤلاء – يقصد أبناء رجال الدين – أكبر منها بين شرائح الشعب المتواضعة والمستاءة. ويضيف بأنه: لا يستغرب على الإطلاق أن يكونوا هم في المقدمة " (ص،313،الكتاب الثالث ). وأعتقد أنكم تتفقون معي بأن تفسير بطاطو هذا غير مقنع بمفرده ،ذلك أن المنطق يقضي بأن ينخرط هؤلاء في حركات دينية أو قومية أو وطنية، لا أن "يفرملوا " عقولهم وينعطفون بها 360 درجة !.

وتحضرني هنا نكتة حديثة خلاصتها، ان الحزب طبخ (هريسه وتمن وقيمه) في عشرة محرم وشارك بنشاط في مناسبة استشهاد سيد الشهداء..فاستغرب احدهم وسأل أحد الرفاق:شجابكم على الحسين وتطبخون هريسه!..فاجابه بلطافة: احنه ما عدنه مشكله وي الحسين..مشكلتنه وي الله.

انقسام الشيوعيين..نفسيا


أودت الكارثة المرعبة التي استهدفت الشيوعيين وانصارهم عام (963) الى أن يزج بأكثر من عشرة آلاف شيوعي في السجون العراقية.وفي تقديرات الشيوعيين،كان عدد القتلى في( 8 الى 10 شباط عام 963) لا يقل عن خمسة آلاف،فيما قدّر العدد مراقب دبلوماسي بألف وخمسمائة. ويشير حنا بطاطو الى أن العدد المعلن رسميا بإعدام(149) من الشيوعيين ليس صحيحا.ويذكر ما يسميها " طرفة!" رواها العقيد محمد عمران،العضو السوري في القيادة القومية للبعث أثناء المؤتمر القطري السوري الاستثنائي للحزب عام ( 964) أنه قال :"بعد المؤامرة الشيوعية ، طلب من أحد ضباط الجيش العراقي إعدام أثني عشر ولكنه أعلن أمام عدد كبير من الحاضرين أنه لن يتحرك إلا لإعدام خمسمائة شيوعيا،ولن يزعج نفسه من أجل أثني عشر فقط "( ص: 304 ، الكتاب الثالث).


وكان أن نجم عن الانكسار النفسي هذا أن أنقسم الشيوعيون،الذين صاروا الآن قدامى،على النحو الآتي:


• قسم رجعوا الى ما كان عليه آباؤهم،فأطلقوا اللحى وأكثروا من السجود،ربما للتكفير عن خطيئة وطلب الغفران،معتبرين انتماءهم للحزب ذنبا عظيما هم مسؤولون عنه وعليهم محوه بالإكثار من الصلاة وطلب الاستغفار..ومن يدري،فقد يكون بينهم من انتمى الآن الى أحزاب الأسلام السياسي.

• قسم عدّ الحزب مسؤولا عن خطيئة تحولهم الفكري من الإيمان الى الإلحاد،فأكثروا من اللعنة عليه "الحزب " كآلية نفسية في ترحيل الخطيئة على الحزب و تبرئة النفس وضمان الحصول على المغفرة،مع ان في الحزب من يصلّي ويصوم ويحتل مواقع متقدمة فيه.


• والقسم الأكبر في حينه ترك الحزب لهذا السبب أو ذاك،معتبرا هذه القضية مسألة شخصية.ومعظم أفراد هذا القسم ظلوا يحملون للحزب عتبا جميلا،أو لوما قاسيا على فرص اضاعها او اخطاء ارتكبها ،أو ودّا مكتوما في القلب شبيها بودّ لحبيبة نقية صادقة!.


• وقسم غادر الحزب وصار معاديا له اثر محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم،متهمينه بانه اذعن لطلب الحزب الشيوعي السوفييتي واضاع فرصة سهلة لاستلام السلطة عام (59) حيث كان مرافقو الزعيم وقيادة القوى الجوية والانضباط العسكري..من كوادر الحزب.


وكان من بين الذين غادروه ابن رجل دين ايضا هو الصديق (عزيز السيد جاسم)..الذي كنت وسيطا بينه ومحلية الحزب في الناصرية..وما عاد برغم ايصالي رسالة له من الحزب يدعوه للعودة ،فاستثمره صدام حسين في جريدة الثورة اولا ثم في مجلة (وعي العمال).وحين زرته في السبعينيات بمقر المجلة رايت على مكتبه ادوية متنوعة..ولحظة شعر انني سأساله عن احواله..اشار لي بعينيه الى حذر..وافاض بما كان يكبته ويخشاه في سهرة بشارع ابي نؤاس..وانه قد سلك الطريق الذي حدده له الطاغية بعد ان منحه الفرصة لأن يكون مشهورا..واخفاه بعد ان صار عزيز مفكرا كبيرا.

*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقاله بائسه جدا بعنوانها ومعلوماتها -سيدقاسم فضحتن
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 4 / 7 - 14:27 )
فضحتنه تعتبر نفسك اكاديمي وتكتب اسود من الاميين-تعلم رجاء

اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى