الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بسم الجوكر والتتش وروح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي

سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)

2020 / 4 / 7
الادارة و الاقتصاد


آلية جديدة تُدار بها كرة القدم في مصر، ألا وهي الدروشة، لا حديث عن الاحتراف، فمفهوم الإدارة أصبح مُولد والدراويش يسيّرون الأمور، وهذا ما جعل أحمد فتحي، لاعب الأحمر خائنًا، لرفضه التجديد للنادي الأهلي.
في غمضة عين، تحول أحمد فتحي من الجوكر، والكينج وأبو 100 لاعيب، إلى متمردٍ خائن، وبجرة بوست وتويتة نسفنا تاريخه، الذي لا يُمكن لعاقلٍ أن يطرحه للمزايدة.
"الجوكر".. ذلك اللاعب الذي تغنينا بلعبه في كل المركز، وكان سؤالنا الهزلي له دائمًا متى تحرس المرمى، استنادًا في ذلك إلى تاريخ طويل من الأزمات التي حلها "فتحي" بمرونة.
12 عامًا قضاها الجوكر داخل النادي الأهلي، شهد له الجميع فيها أنه لم يدخر جهدًا في أي مباراة، وكان عنوانًا دائمًا لروح الفانلة الحمرا، وعرق تدريبه روى ملعب التتش، لكنه في النهاية رأى أن الموسم الحالي سيكون الأخير له، فانطلقت عليه السهام المسمومة التي ترى أنه جرى وراء الفلوس.
البحث عن الفلوس ليس تهمة، ولا عارًا يمكن لجمهور أن يُلاحق به لاعب، وإلا فإن كريستيانو رونالدو كان خائنًا حينما انتقل من ريال مدريد الإسباني إلى يوفنتوس الإيطالي.
بنفس المنطق، فإن محمود الخطيب، رئيس النادي، الذي واجه دراويشه "فتحي"، خائن أيضًا، لأنه سبق له أن ساوم على المال في انتخابات النادي عندما تلقى دعمًا من المستشار تركي آل الشيخ، وهو ما فضحه الوزير السعودي عندما قال إن الخطيب حصل على 4 ملايين جنيه، وطلب دعمًا إضافيًا قيمته مليون جنيه وحصل عليه بالفعل، فحسبة رئيس النادي هنا أيضًا كانت فلوس.
كيف يُمكن أن نعتبر "فتحي" خائنًا، ومحمود كهربا هو الفولت العالي؟.. كيف نرى أنه من حق الأهلي الاستغناء عن حسام عاشور مثلما فعل، ونحرم على "فتحي" حقه في الرحيل؟.. كما أن فتحي لن يكون أعز من عاشور، لو قرر المدير الفني له الرحيل.
الجوكر له مبرراته المنطقية، منها المقابل المالي الذي يتجاوز 3 أضعاف ما عرضه الأهلي، وبحسبة لاعب خريج كلية تجارة في الأساس فإن الحسبة البرجماتية ستختلف وتتجه لمعادلة الأرقام، والأمر الثاني أنه لم يعد اللاعب الذي يشارك باستمرارية، ويخشى من تغول الشاب محمد هاني عليه، خاصة أنه مستقبل الفريق بعده.
المؤكد أن "فتحي"، فكر في كل الأمور، وأدرك يقينًا أنه جماهير الأهلي ستتفهم موقفه آجلًا أم عاجلًا، حتى لو انتقل إلى الزمالك وليس بيراميدز، بدليل أن واحدًا من لجنة الكرة التي تفاوضت معه اختتم مشواره في الزمالك، لكنه ظل رمزًا أهلاويًا، ألا وهو زكريا ناصف، وبالتالي طبيعي أن يفكر فتحي في ذلك.
ما لا يُدركه دراويش كرة القدم في مصر حتى الآن أن الكرة أصبحت صناعة وجزء من الاقتصاد العالمي وتحكمها المصالح أولًا وأخيرًا، ولا تعرف لغة الانتماء.
مهما فعل المزايدون على "فتحي" فلن يمحو تاريخًا يشمل المشاركة في كأس العالم للشباب، ومونديال 2018، والفوز بكأس الأمم الإفريقية للشباب 2003، وثلاثية البطولة الإفريقية التاريخية من 2006 حتى 2010، وبطولة الدوري مع الإسماعيلي، و9 دوري مع الأهلي، و3 بطولات دوري أبطال إفريقيا، و2 سوبر إفريقي، والكونفيدرالية، و3 ألقاب سوبر وكأس مصر، والمشاركة في الأولمبياد.
السؤال الذي يجب أن نطرحه كجمهور النادي الأهلي، هل كان "فتحي" وفيًا حتى آخر مباراة؟ الإجابة: نعم، إذًا صل على الحبيب أحمد فتحي بـ100 لاعيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم


.. د. أحمد غنيم لخالد أبو بكر: كلما تقدمت الدول كلما تحولت من ا




.. كل يوم - د. أحمد غنيم :الدولة تقدم الدعم النقدي لأصحاب المع