الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ستكون ملامح العالم مابعد الكورونا؟ من حوارنا مع الكاتب والمحلل السياسي شاهو القره داغي- عن تيار جائحة كورونا وتيارات القيادة السياسية والناس- الحلقة الرابعة

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2020 / 4 / 7
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات




مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات شاهو القرة داغي:

قد يكون من المبكر الحديث عن مرحلة ما بعد الكورونا أو ملامح العالم في المستقبل، ولكن كما يقول هنري كسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: "إن العالم ما بعد كورونا ليس كما قبله، ويتوقع العديد من الاضطرابات السياسية و الاقتصادية التي قد تستمر لأجيال".
ومن المؤكد أن المتغييرات التي ستجري على ملامح العالم تبدأ بالأفراد مرورًا بالحكومات والأطراف الدولية، وحسب أحد التقارير فإن السياح الصينيين كانوا معروفين بكثرة الإنفاق قبل جائحة كورونا، فقد أنفقوا عام 2018 أكثر من 277 مليار دولار أثناء رحلاتهم وهذا المبلغ كبير جدًا مقارنة بباقي الشعوب، ولكن حسب التقرير فإن الكثير من الصينيين صرحوا بأنهم سيغيرون عقلية إنفاقهم للأموال بعد رؤية الحياة مع فيروس كورونا، وسيركزون على المستلزمات البدائية وادخار الأموال، والتقليل من شراء السلع الثمينة وغير الضرورية.

- يقول المرحوم " مصطفى السباعي" أن (المرض مدرسة تربوية لو أحسن المريض الاستفادة منها لكان نعمة لا نقمة ).

تفكير الشعوب سوف يتغير من التفكير التقليدي التكتيكي إلى التفكير الاستراتيجي والنظر إلى المستقبل، لأن خسارة ملايين الوظائف والظروف المعيشية القاسية ستكون دافعًا للمواطنين لأخذ الاحتياطات لتجنب أي أزمة قادمة مستقبلًا.
توجه العالم إلى عالم الانترنت بعد فرض الحجر الصحي وإجراءات حظر التجوال، وهذا الأمر سيكون من أبرز ملامح المستقبل، حيث سيكون الانترنت ميدان التعليم عن بُعد والتجارة والتسوق والشراء وعرض الخدمات بشكل أوسع وأكبر عن الماضي، وسيكون المنافسة أشرس على طريقة استخدام التكنولوجيا والمهارة في هذا القطاع على حساب باقي المجالات.

أما من الناحية الاقتصادية فإن قطاع الصناعات والإنتاج الداخلي سوف يزدهر في الكثير من الدول، وخاصة أن فيروس كورونا أثبت ضعف الكثير من الدول ووقوعها تحت رحمة الدول المنتجة كالصين أو غيرها من الدول، لأنها لم تُفكر الاحتفاظ بمخزون استراتيجي لمواجهة الأزمات في المستقبل وهذه الأزمة ستكون فرصة ذهبية لهذه الدول لإتخاذ خطوات تصحيحية والتركيز على المصانع والإنتاج الداخلي.

سوف تتحول المنافسة بين الدول من المنافسة العسكرية وصنع الأسلحة وتعزيز الدفاع إلى المنافسة في البحوث والدراسات وقطاع الصحة، بعدما رأينا أن العتاد العسكري والأسلحة عجزت عن مواجهة هذا الفيروس، حيث لجأ العالم إلى الأطباء والعلماء لاحتواء الوباء والبحث عن علاج للقضاء عليه وفهم تركيبته، وهذا الأمر سيعزز من اهتمام الدول لهذا القطاع بعدما كان جل اهتمامهم للأسلحة في الماضي.

ومن المؤسف أن التضامن الإنساني بين الدول انخفض، لأن الدول التي كانت تقدم المساعدات والمساهمات للدول الفقيرة والضعيفة في العالم الثالث، أصبحت بنفسها تعاني من المشاكل وتشعر بقصور كبير في الكثير من الجوانب الصحية، وهذا الأمر يتطلب تركيزًا أكبر على الداخل مع مطالبات شعبية لهذا الأمر وخاصة في أوروبا، بينما الدول الضعيفة والهشة في المنطقة تعاني أكثر في المرحلة القادمة وقد تؤدي إلى مزيد من الانهيارات بسبب انفجار الغضب الشعبي نتيجة لعجز الدولة عن توفير وتحقيق حاجيات ومطالب الشعوب.

انتظروا جديدنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تنمو بشكل عكسي-.. طفلة تعاني من مرض نادر وهذا ما نعلمه عنه


.. بريطانيا.. مظاهرة في مدينة مانشستر تضامنا مع أطفال غزة وتندي




.. ما أبرز محطات تطور العملات في فلسطين؟


.. نازح فلسطيني: -نفسي نرجع زي قبل.. الوضع الحالي حسسنا إن كنا




.. انتبه!.. القوارير البلاستيكية قد تصيبك بالسكري #صباح_العربي