الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إخفاق الحضارة الإنسانية أمام فيروس كورونا
شلال عواد العبيدي
2020 / 4 / 7ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
الحضارة الإنسانية لحقبة زمنية ما ، هي ما توصلت إليه الإنسانية من علوم و ثقافة وفنون و اقتصاد و عمارة و تطور إجتماعي ، لذلك فإن لكل أمة حضارة خاصة بها ، الحضارة الرومانية ، الحضارة اليونانية ، الحضارة الصينية ، الحضارة الهندية ،الحضارة العربية ، الحضارة الإسلامية ,
و مجموع حضارات الأمم في فترة زمنية ما هي الحضارة الإنسانية أو العالمية في تلك الفترة وما قد توصلت إليه من تقدم في شتى مجالات الحياة الثقافية و العلمية و الفنون و الاجتماع و الاقتصاد ، و الحضارة الإنسانية اليوم هي قمة ما توصلت إليه الإنسانية من تطور في جميع النواحي و أهمها التطور العلمي و الثقافي و الاجتماعي ، و ما يترتب من خدمة للإنسانية ليعيش في كرماة إنسانية و مستوى معاشي يليق به .
و لنا تساءل حول ما بلغه العالم من تحضر و هل يعد إنجازاً يؤمن للإنسان العيش بسلام و أمان و رفاهية ، هل إن هذه الحضارة كانت إنسانية قد خدمت الإنسان و هل أخذت من الإنسان و راحته و سعادته موضوعا لها.
لا يمكن العزل بين الحضارة الإنسانية و ما هو عليه حال الإنسان اليوم ، فكل عنصر من عناصر الحضارة مسؤول عن ذلك ، و هذا يجرنا القول بأن العلم والثقافة و الأدب و الفنون في العالم بما يشهد لهن من تقدم و اتساع و انتشار هل كان من اجل بناء قيم إنسانية ، وهل أدى و وظيفته في حفظ الأمن الإنساني العالمي ، و هل كان له دور في بناء ثقافة المحافظة على البيئة الكونية ، بل اكثر من ذلك هل كان له دور في تثقيف الإنسان من ناحية الوعي الصحي ، هل كان في خدمة ثقافة من اجل عالم نظيف و صالح للعيش بأمان ؟
وهل إن الفنون كانت معبرة و مجسد لثقافة البيئة السليمة و قامة بغرس مبادئ عامة لدى الإنسان في الوعي الصحي و البيئي ، و هل أسهمت العلوم الصرفة في خدمة الإنسانية من ناحية تطوير البحث العلمي لخدمة الإنسانية في مجال المحافظة على الصحة و البيئة ؟و هل ساهم الأدب الحديث و العلوم السياسية في الحد من التعصب و العنصرية و بث روح التسامح و الإخاء و مناهضة سباق التسلح و انتشار الحروب و النزاعات، هناك دور كبير كان من الممكن أن تقوم به العلوم الصرفة والثقافة و الآداب و الفنون في خدمة الإنسانية.
بعد ظهور فيروس كورونا اتضح للعالم العجز في التقدم العلمي الإنساني ، حيثُ لا يوجد معلومات كافية على الفايروس و لا يوجد علاج له في كل دول العالم و لا يعرف عن مصدر هذا الفيروس شيء موكد ، بل اتضح إن العالم يعاني من نقص في كمامات الوجه البسطة و هي قطعة من قماش ، حيثُ أعلنت ذلك الدولة الأولى في العلم أمريكيا ، أما على صعيد الرقي الأخلاقي و الإنساني ، فقد ثبت إن كثير من الدول في خضم هذه الأزمة تحتكر ما هو ضروري لحياة الإنسان عن بقية الدول ، واكثر من ذلك تتسابق على اكتشاف علاج أو تبحث عن حق امتياز في صناعة علاج و احتكاره تجارياً ، و هذا امر يعد انتكاسه في القيم الأخلاقية مقارنة بما يجب أن تكون عليه الإنسانية اليوم من رقي .
كما أثبتت الأزمة إن ثقافة الإنسان التي كسبها عن طريق التربية و التعليم و المجتمع لم تكن بالقدر الكافي الذي يمكنه من التصرف خلال الأزمة بشكل صحيح من خلال التحوط و عدم الاختلاط و مطبقة التحوطات الصحية و النظافة و هي أمور يوميه ضرورية ليس فقط في فترة الأزمة .
إن التوجه المادي للعالم و ما ترتب عليه من توجه تجاري و اقتصادي نحو الربح و المادة فقط ، قد أثر كثيراً في التعليم و التربية و اخذ طابعاً معين من الثقافة و الفنون و الأدب يلائم هذا التوجه المادي مما غيب الكثير من القيم النبيلة و السليمة .
و لهذا شاهدنا الإخفاق على مستوى الإنسانية و هي في قمة تحضرها كما توصف ، حيثُ إن فيروس صغير يهاجم العالم و يهدد حياة الإنسانية و يشل اقتصاده ، دون أي مقاومة فاعله تجدي نفعاً سوى أن يحجر كل البشرية في منازلهم .
و هذا نتاج توجه العالم نحو سباق التسلح و الاحتكار الصناعي و التجاري و التكتلات العالمية على أساس التعصب القومي و الديني ، وغياب الفكر الإنساني المعتدل الذي يدعو إلى التنوير بالمبادئ الإنسانية و توحيد الخطاب الإنساني و الدعوة إلى التثقيف و التعليم و التربية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز