الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتصادات المتقدمة تتمحور حول الذات والفقيرة لها الدعاء

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2020 / 4 / 7
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


تشير التجربة التاريخية إلى أن ضحايا أي وباء أو كارثة طبيعية على الدوام هي تلك الفئات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت ، حتى قبل حالة الطوارئ في أوضاع الفئات الأكثر حرمانًا، هذه المجموعات كذلك هي الأكثر عرضة لخطر قطع العلاقات الاجتماعية التقليدية ونقص الرعاية الطبية الجيدة وزيادة البطالة ومشاكل أخرى .
مع بدء سريان القيود الصارمة في الهند ، تم فرض الحجر الصحي إلى حد ما على الأقل على 7.8 مليار شخص على هذا الكوكب ، و يعتبر الحجر الصحي في الهند غير مسبوق من حيث شدته ونطاقه وسيضرب الفقراء بشدة ، وهم الأشخاص الذين يعملون كبائعين وحمالين وعمال بناء وتنظيف ، لانهم يشكلون الجزء الرئيسي من سوق العمل في البلاد وفي نفس الوقت ليس لديهم تأمين صحي والقدرة على أخذ إجازة مرضية مدفوعة الأجر ، كما ان في القارة الأفريقية اليوم يعيش أكثر من 70%من المواطنين الأفارقة أي حوالي 200 مليون شخص في أحياء ومناطق فقيرة حضرية مزدحمة مع وصول محدود إلى الماء والكهرباء و في مثل هذه الظروف تكون المسافة الاجتماعية مستحيلة تقريبًا ، بعبارة أخرى ستصبح ضمن دائرة مناطق الغذاء المثالي للفيروس ، كذلك الخطورة من الجائحة تشمل قطاع غزة المكتظ بالسكان ، حيث ضعف النظام الصحي بسبب الحصار ، وهو نظام لم يتمكن من خدمة السكان بهذه الكثافة العالية حتى قبل ظهور COVID-19 ، ماذا عن أفغانستان ، حيث انتشرت العدوى عبر الحدود مع إيران والان تبذل الدولة الافغانية الجهود للتصالح مع طالبان من اجل مواجهة الفيروس ، ماذا عن ليبيا و جنوب غرب سوريا واليمن ، حيث يعيق العنف بالفعل الجهود المبذولة لمكافحة تفشي شلل الأطفال في سوريا والكوليرا في اليمن حتى يومنا هذا .

يجب على الدول المتقدمة ، حتى عندما تكون مشغولة بإنقاذ نفسها أن تحول اهتمام قطاعي الصحة والاقتصاد بشكل كبير إلى الدول الضعيفة والأسواق الناشئة ، لأن تأثير الفيروس عليها على الأرجح سيكون أكثر تدميراً وزعزعة للاستقرار وإطالة أمده ، فقد يواجه العالم أسوأ عواقب COVID-19 في الأحياء الفقيرة الصاخبة وحشود مخيمات اللاجئين والمناطق غير المحسومة الصراعات وحتى بين أكبر اقتصادات الأسواق الناشئة مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ، والاخيرة تعتبر أغنى دولة في القارة الافريقية ، والتي تراقبها الكثير من دول العالم ، ولكن اليوم يوجد فيها أقل من 1000 سرير للعناية المركزة لسكان يزيد عددهم عن 56 مليون شخص.
من المرجح أن يكون الضرر الواقع على الدول الضعيفة والأسواق الناشئة أعمق وأطول ويترتب عليه عدم استقرار سياسي أو حتى اندلاع العنف و من المرجح أن تؤدي الكارثة الاقتصادية في هذه الأجزاء من العالم إلى اضطرابات سياسية واجتماعية ، حيث اشار معهد التمويل الدولي أنه على مدى الشهرين الماضيين خرج أكثر من 70 مليار دولار من عشرين سوق من الأسواق الناشئة الرائدة ، بما في ذلك البرازيل أو الصين أو الهند أو جنوب إفريقيا وهذا يتناقض بشكل حاد مع التدفق إلى نفس البلدان البالغ 79 مليار دولار في العام الماضي.
جميع التقديرات تشير إلى أن وباء فيروس كورونا قد أثار بالفعل واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث ، لكن هذه ليست سوى البداية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -