الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريبي بالبوجات !

صادق البصري

2020 / 4 / 7
كتابات ساخرة


الزمن منتصف الخمسينيات من القرن الماضي
المكان جنوب شرق بغداد منطقة المعامل
التوصيف المملكة العراقية
رئيس الوزراء انذاك الباشا نوري السعيد
قرر الباشا نوري السعيد زيارة منطقة المعامل وبالخصوص ( معامل الطابوق الحكومية )
والاطلاع عن كثب على الانتاج وواقعها المأساوي ونسبة التلوث فيها وما يمكن فعله حكوميا من اجل تخفيف معاناة العمال و الأهالي فيها ،
وصل خبر زيارة الباشا كالبرق لآذان عمال المعامل وهي عادة قديمة في السبق الصحفي حيث يتم تلقف خبر السياسة وزيارة المسؤولين تلقف العلكة في البطانية الصوف
في ظل غياب الزاهي والقاصر ، تجمع العمال من شتى المداخن في ساحة تجميع الطابوق المفخور
وكانوا جميعهم يعملون بالأجراليومي وكان الجو انذاك صحوا والشمس الشتائية لذيذة ،
تكلم أقدم العمال وأكبرهم سنا امام حشد العمال وهم بالمئات
إن زيارة الباشا فرصة لاتعوض تعالوا نتظاهر امامه لنعرض مضلمتنا وسيكون مطلبنا الوحيد رفع اجرة العامل من خمسين فلسا الى مائة فلس هل توافقون ؟
وافق الجمع
ولكن في اثناء الحديث عن المطالب وتنسيق التظاهرة برز من بين المحتشدين شخص يدعى(حربي ) ويكنى تصغيرا - حريبي -
وهو احد العمال الذين تم توظيفهم بالواسطة رافة بحاله لضعف في تركيبته الجسمانية والنفسية يعني نص مخبل ،
اعلن حريبي بدشداشته البگعه وقبوطه الاثري وغليونه الطويل في فمه انه ليس معهم ولا يشترك في تظاهرتهم وانه سيختبأ في البوجات لأنه بصراحة جبان ويخاف الحكومة ولا شأن له في المظاهرات
لعنهم وحمل سبيله و بقجة طعامه وملابسه وأنزوى بين البوجات *
هنا وصل موكب الباشا ومرافقيه فرأى حشد العمال الغا ضب أمامه وسأل عن سبب تجمعهم وترك العمل في هذا الوقت !؟
اجابه رئيس العمال ان العمال يطالبون بزيادة اجرتهم من خمسين فلس الى مائة فلس
نظر الباشا الى مرافقية نظرة شك وتعجب ! وقال : انظروا انهم يبتزون الحكومة وأن تظاهرتهم فيها ما فيها وهذا ليس مطلبهم الحقيقي !؟
أمر مرافقيه
اجمعوا كبارهم وزجو بهم في السجن فورا
لما سمع العمال وكبارهم بهذه الأجراءات التعسفية السريعة خافوا وارادوا ان يتراجعوا عن مطلبهم خشية حبسهم وقطع ارزاقهم
بادر احدهم لتدارك الأمر بأرتجال هوسة او أهزوجة يطفى فيها نار الغضب والشك لدى الباشا
فصاح باعلى صوته ها خوتي ها :
هتلر بالحرب
وحريبي بالبوجات
اذا دخن سبيله چلقطار وفات
ها خوتي ها
الدرهم ما يسوه طلابه
والدرهم ما يسوه طلابه

هنا فهم الباشا المعنى من الأهزوجه ولكنه لم يفهم ماذا يقصد بحريبي بالبوجات !
قال : ماذا يريد هذا حريبي وما قصته
اظنه يقود ثورة أو يتزعم حزب من البوجات عليكم بأحضاره فورا مكبلا بالحديد حتى لو اضطررنا قصف البوجات بالطائرات والمدفعية
اجابوه باشا يرحم والديك
حريبي مخبل وبحلكه سبيل بطول الكصبه ولابد بالبوجات ويدور بالخرا حب ركي ، احنه بختك باشا انت شسولف !؟

شاهد سالفتنه تاريخ العراق السياسي حضيض عقلي وخلقي .. جائحة تجتاح العالم ويفترض ان العراق جزء من هذا العالم
ويجب ان يكون في امتحان عسير في استعداداته الصحية للحفاظ على سلامة الناس ووجودهم المادي والمعنوي
الا ان ما نراه من تصرفات الاقطاعيين اصحاب الدكاكين المسلحة عكس ذلك تماما وفي قمة الذيلية والانتهازية ، وكأنهم ورثوا حكم هذي البلادالى الابد ولايصيبهم ما يصيب اهلها !
ولادرس من دروس التاريخ استوعبوه.. شلة حريبي وجوق الذيول تريد الظفر بالسلطة والبقاء في حكمه الى مالا نهاية حتى لو فني جميع اهله واستحالت مدنه الى مدن اشباح ..
مشهد الدجاجة تحت يد الذباح وهي تراقب الحب المنثور لالتقاطه
ومشهد الخراف في حضيرتها وهي تؤخذ فرادى الى المسلخ للذبح ومن بينها أكباش تتصارع للظفر بأنثى !


*البوجات / مداخن كور فخر الطابوق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري