الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا واحدى لياليها

انيس شوقي

2020 / 4 / 7
الادب والفن


تلك الليلة ..
لم تفارقني الافكار .. واخذت اتقلب في مضجعي والافكار تتزاحم في مخيلتي حتى مللت وسادتي ورحت اجوب البيت يميننا ويسارا . ذهاباٌ و اياباُ.. وتارةٌ اخرى استرق النظارات الى الشارع الكئيب من خلال شباك نافذتي المطله اليه . واتذكره كيف كان مزدحمأ بالمارة وخطواتهم اللاهثة باتجاه محدد او غير محدد .وعربات الباعة المتجولين تنادي باصوات مرتفعه ( نفط عل البطاقة ) او ( غاز – غاز بسبعه ) او عند الظهيرة حين ناخذ قيلولتنا من يوم عملٍ متعب ياتي بائع الخضار وينادي بصوت عالي او مكبر الصوت ( كيلوين طماطه بالف ) او ( خضورات عشره بلف ) واصوات الاطفال الضاحكه بشغب ولعبهم بقذف الحجاره على اشجار السدر المثمره المزروعة على اكتاف الطريق . او لعبهم بالكره . واكتضاض الاسواق بالمتبضعين وزحام الطرقات وازعاج السيطرات وتبادل الزيارات وحياتياتنا اليومية كانت ميسرة ولايهم ان نقصت طاولة الطعام رغيف خبزا لانها كانت مستوره والحمد لله .. كل هذه المظاهر اختفت .. كنا نتذمر منها .. مع انها كانت احدى نعم الله علينا ولم نشعر .
والان ماذا بعد ان جاءت كورونا . والغضب الالاهي
مع العلم استقبلناها باستهزائنا المعهود . وفطريتنا البليدة ( مع احترامي واعتذاري لمفرداتي لمن يقرأ ) هل ممكن ان نتمعن بما قد حل . حجرا صحي , شوراع مقطوعة , مساجد وكنائس مغلقة , حضرا للتجوال , خطوات محسوبة وحذره يصحبها خوف الاصابه , خروج عند الضرورة , والحذر من التصافح , تجنب الزحام والاختلاط . حياة اجتماعية كـــــــــــــــــــــــــــــاملــــــه سكنت ولم يتبقى منها الا نظرات تراقب بما سيحل من كارثه لاقدر الله في بلدا ثري ويفتقر الى ابسط الخدمات . انها مفارقة غير مالوفه كيف له ان يقاوم وباءٌ اسقط بلدان عظمى بصناعتها وتكنولوجيتها وثقافاتها من حيث استيعابها لخطورة مايحدث . وقد حدث فعلا وانهارة . بل شلت بلكامل .. وهي في ردهة الانعاش اما البقاء او يدفنون بأمتار تحت الارض . ونحن بين هذا وذاك نقاوم ونتحدى الياس حتى لانستسلم لما قد يحدث لاقدر الله . نعالجه بالنسيان او التناسي حتى نستمر . ( الكاتبه الله نشوفه )
نعم اكيد نحن ضحية سياسات واطماع خارجية لما نمتلكه من ثروات بأت علينا بالنقم والحزن ولم نتمع لابخيراتنا ولا نعمنا بيوم سلاما واحد . ان لم تكن حربا . كانت حصارا وان لم تكن هذا او ذاك كان جوعا كافرا .
كنا قد استبشرنا خيرا بما اتى من حكومات تنادي بالحرية والديمقراطية والتغيير الشامل .. لكن تبين بعد اعوام ان التغيير كان خاصا وليس عاما .. لااريد ان اتعمق اكثر ولا استسلم للقلم حتى لايجرفني في متاهات ليس من شأنها ان تغني موضوعي فتصبح خربشات قلم رصاص .
لكن العتب وكل العتب يرمى لاصحاب القرار قدر تحملهم المسؤوليه بما اصاب هذا البلد من جوع وتخلف وقلة انضباط وعدم الحرص وانعدام الاحساس بالمسؤولية .
لكن لمن تنادي . اذ لاحياء لمن تنادي .
احترامي وتقديري لمن مرت علية كلماتي وترك هامشا يليق بما يحدث ..
كتبت ببقايا قلم رصاص . تحياتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05