الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب في زمن الكورونا(قصة سوريالية)

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2020 / 4 / 8
الادب والفن


عذرا سيدي ماركيز, استعرت جزءا من عنوان روايتك الحب في زمن الكوليرا, يداي ترتجفان , كدت اسكب ما تبقى من قارورة شرابي على الطاولة, تفاديت الموقف ,وقفت فوهة القارورة مباشرة في فم الكاس , هو ما تبقى لي هذه الليلة, ارشفها بلذة خاصة, كأنها ما تبقى لي من هذه الدنيا الفانية , انا مصاب بال كورونا , في معتزلي ,قالوا ان الكحول يطرد الكورونا, كما الحرمل يطرد الشيطان, عيناي ساهمتان على التلفاز, اتابع نشرة الاخبار ,اخبار هذه الجائحة ,خطيرة, لا دواء, الوفيات بالجملة, الجيوش احتلت شوارع المدن, حتى في البلدان المحتلة, تطارد هذا العدو اللا مرئي, منع تجوال عام, الأسلحة, الدبابات, منصات الصواريخ ,وقبضات الكاتم, الشوارع فارغة, الطائرات تغفو في مطاراتها, في بعض المدن الجثث طافية في المياه الاسنة, تصدع راسي, لعب النعاس لعبته الجميلة, اغمضت عيني, دخلت حلمي العتيق, وانا في عز حلمي, انتابتني الرغبة بالدخول الى الحمام, كان داخل غرفة المطبخ, كهول وشباب يدخلون ويخرجون ,عراة الا من جيوبهم, يضعون الاوراق النقدية على حافة المغسلة وهي تشطف يديها من ماء الخلاط الازرق , تبدو حرارة الماء مرتفعة بعض الشيء, مسحت يدي بشعرها ووضعتهما على كتفها اقلد حركة الآخرين,
غابت من بين يدي في مياه البالوعة, لا استطيع متابعة عملي ,غادرت الحمام الى هاتفي علي اتواصل معها, فتحت تطبيق الماسنجر على هاتفي, ايقونته غير ملساء, جيوش من النمل والصراصير تحيط بها, اكتب باللون الاسود, تتمظهر الكتابة باللون الاحمر, كان دما يسيل ,آه إنها مصابة بالطاعون؟.... تلطخت يداي بسائل لزج يسيح من الايقونة, مسحتها بأصابعي, ازداد تدفق السائل أطفأت هاتفي....., ظهرت صورتها مغلفة الايقونة على الحائط قبالتي, تزيح العفن الذي غلفها من عشر سنين ,حاولت ان اهرب ,تمسكت بجلبابي, نظرت الي بخجل, عيونها لا تعرف الخجل, قالت حبيبي, انا الان في مستنقع الفيروسات, حاولت ابعادها,الى زاوية المطبخ, توجد قنينة عطر ومطهر, رشي قليلا من هذا وذاك لعلك تتطهرين, ذهبت سكبت دلو المطهر على راسها ,لم تستطع ان تدرك العطر, لأنها ذابت هي وشعرها المصبوغ حديثا, يبدو انها تعرف مستوى تلوثها, الوان صدئة, تخرج من البالوعة, توجهت الى الباب الخارجي, واذا جموع غفيرة تصفق, ضجت الحارة بالتصفيق, شبكت يدي فوق راسي بإيماءة بطل, صمت الجمهور وهو يحدق خلفي ,أ درت وجهي الى الخلف , اذا بكلب اسود شاهرا اسنانه, وسط التصفيق الحار تحركت يداي بحركة لا ارادية, وانا في حلمي ارتجفت غادرتني الكورونا بزي ضفدع ازرق ,تهشم كاسي على ارضية الغرفة ,اصدر صوتا يشبه صافرة انذار, صحوت من حلمي وانا مبتل كقطعة قماش اخرجت من النهر ,حمدت ربي ان الكلب لم ينهشني وانها ذابت بالمطهر مثل الملح ,سكبت قنينة المطهر في جوف البالوعة وغادرت الى عملي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-