الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشروق... والغروب... خواطر إنسان عادي...

غسان صابور

2020 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الــشــروق... والــغــروب...
خـواطـر إنــســان عـــادي...

كلنا نعلم عن طبيعة الشروق والغروب... الضوء يبتدئ مع الشروق.. وينتهي مع الغروب... قانون طبيعي.. منذ بداية بدايات الكون والطبيعة... اعتادت عليها شعوب العالم... غالب البلدان الاسكندنافية.. فترات العتمة.. كالسويد والنرويج.. تدوم أياما وأشهرا كاملة.. اعتادت عليها شعوب هذه الدول.. واحتاطت لكل صعوباتها.. ولا تختفي منها أضواء الكهرباء.. كاملة.. موجودة.. مؤمنة.. كافية.. لجميع الشعب.. وخدمات الشعب.. وأعداد سكانها.. لا يتجاوز عدد سكان مولد بلدي.. حيث خلقت.. بحدث.. هناك.. بمدينة سورية.. بالقرن الماضي من الزمن.. ببلد يغمره ضوء الشمس.. وتغلفه الحرارة الناعمة باعتدال... ومع هذا تغلفه العتمة.. وتنقصه الحرارة... بلد عرف جحافل الفاتحين من الرومان والعرب.. حتى التتر والمماليك وبني عثمان... حتى لم نعد نعرف من هم أجدادنا الحقيقيون.. وأي دم يسري في عروقنا... وحتى الكورونافيروس ـ بأيامنا هذه ـ واجهت عتمة وأبوابا مغلقة... خاطفة أرواحا لا تتجاوز عدد أصابع يد واحدة على ما يظهر... وحسب السلطان ووزير رعاية الشعب وعاداته.. أن هذا الوباء أتى مع عاصفة رملية عابرة.. عــبــر... ورحل معها.. كجميع رياح الـغــزاة... ولكنها لم تترك أثـرا.. كجميع جحافل الغزاة السابقين والتاريخيين... ومع هذا طلب كل ولاة كل المدن السورية.. الاعتصام بالبيوت أو بالخيم... بــأمــر من سلطان دمشق.. بعد تبصيرة من مبصريه الرسميين.. رأوا بتبشيراتهم الغيبية.. عواصف أخرى.. قادمة... تحمل كل علامات الموت.. بعد الشروق.. وبعد الغروب...

واليوم.. حتى بالبلدان التي تسمى غربية أو حضارية... متقدمة جدا... بالعناية والوقاية.. بأشكال حسابية روبوتية.. أو لوغاريتمية للإصابات بوباء الكورونا والكوفيد.. حسابات قاسية مرعبة... لاإنسانية... أحيانا... والبشر يتساوون مع الأشياء.. أو القطيع... ولكن كل البشر.. مهما كانت ألوانهم.. يتساوون بالخوف والمرض والموت... معتصمين.. أو غير معتصمين....
فــرنــســا.. فرنسا بلد العالم Pasteur ومخابره العالمية باكتشافات اللقاحات.. فرنسا بلد التأمين الصحي للجميع... ضحايا الكورونا والكوفيد تجاوزوا التسعة آلاف مساء البارحة.. والمصابون تجاوزوا عشرات الآلاف.. والمستشفيات... آلاف سرائرها... مليئة بمرضى الوباء.. ولا لأي مرض آخر... كـارثــة.. كارثة حرب شاملة... لم تعرفها منذ بدايات القرن الماضي.. وكوارث الحرب العالمية الأولى والثانية... وسكانها معتصمون... خائفون.. منتظرون... أبطالها الحقيقيون اليوم فقط.. من يعملون لمكافحة الوباء.. والذي يبقى بشراسته العدو الأول... العدو المتسلل ضد الحياة.... الذي يترقبه الناس من وراء نوافذهم وأبوابهم المغلقة... ووسائل النت.. سكايب.. انستاغرام.. تويتر... مكالمات صوت وصورة... ولكن هناك مئات الآلاف المسنين.. لوحدهم... أو في بيوت الــعــجــزة... لوحدهم بلا نــت.. بلا أبسط وسائل التواصل الاجتماعي.. يموتون لوحدهم.. وعادت المقابر الجماعية.. بلا صلوات.. ولا كلمات رثــاء.. كأيام أصعب الكوارث التاريخية... ورغم كل هذا يتحدث بعض المعلقين والسياسيين الليبراليين.. عن المشاكل الاقتصادية.. والديون العالمية.. للبنوك العالمية... ولماذا نسميها شركات عالمية؟؟.. أو بنوك عالمية؟؟؟... إنها شركات وبنوك جهنمية... لا علاقة لها لا بالعالم ولا بالعالمية... العالم الحقيقي والعالمية الحقيقية هـمـا الدول والشعوب الراقية.. والتي لم تعان كثيرا من الكورونافيروس أو الكوفيد.. والتي فتحت أبواب وأسرة مستشفياتها لدول لم تتحمل طاقة حماية منكوبيها... وأسميها عودة الإنسانية العتيقة المخبوءة المنسية... لا مثل قراصنة ترامب الذين قرصنوا كمامات صينية متوجهة لمستشفيات ألمانية مزدحمة... الصين ترسل أطباءها وخبراءها لمساعدة الأوروبيين والإفريقيين بمحاربة انتشار الكورونا والكوفيد.. ببلدانهم.. مجانا.. أخويا.. إنسانيا!!!...
هذه الإنسانية الضائعة.. بدأت تتسرب ـ ببطء ــ بين الشعوب المنكوبة... وأنا آمل أن تبقى أثناء الكورونا وبعد الكورونا... دائمة.. مستمرة.. بين الشعوب وبين الطبيعة.. لحماية البشر.. وحماية الطبيعة...
حينها ينتهي قلقي وخوفي.. لا على شخصي بالذات.. إنما لإنهاء واكتمال كتاباتي وبعض ذكرياتي... وتنبؤاتي وأمنياتي المعقولة والغير معقولة.. لأولادي.. لأولادنا.. للطبيعة... ولـلإنـسـانـيـة الــمــتــعــبــة الـمــريــضــة!!!...

***************
عـلـى الــهــامــش :
ــ جيراني... وأنا
من نافذة غرفة اعتصامي.. ببيتي.. حاولت هذا المساء أن أنظر لشبابيك الأبنية المواجهة لنا.. ببداية هذا المساء.. غالبها.. شبابيك وبالكونات معتمة.. وتساءلت هل جيراني نائمون.. أم بيوتهم مهجورة.. وباشرت الاتصالات بالغالب ممن أعرفهم من جيراني.. كلهم معتصمون.. موجودون.. بالعتمة.. يتابعون برامج تفسيرات الكورونا والكوفيد.. من جهابذة إعلاميين اختصاصيين بتلوين الموت والحقائق... والأرقام.. وإعطاءها صورا وأرقاما مقبولة حقيقية.. من يسمع ويشاهد هؤلاء اللاعبين بصور الموت.. يطمئنونهم أنها ليست عندهم ولا ببيوتهم.. وطالما أنهم معتصمون.. يطمئن خاطرهم هذا المساء... هذا المساء على الأقل...
أما أنا هذا المساء سوف أتابع قراءة بعض الصحف الأمريكية والأوروبية.. وما أمكن من العربية.. كلها لا تطمئن الخاطر.. ولا تساعد على ليلة نوم هادئة... ولا انتظار غد أفضل... ولا تغيير فيما بعد الكورونا والكوفيد...
طبيعتي.. طبيعتي ما زالت متشائمة حذرة... إيــجــابــيــة!!!...
ــ قبل أن أنسى
بسبب تقدم العمر والنسيان.. أريد طرح سؤال ضروي.. قبل أن يطرحه بعدي.. بأيام.. أو أشهر أو سنوات...
هذا الوباء من اخترعه.. لحسم نصف سكان البشرية على الأقل؟؟؟... الطبيعة نفسها.. التي وسخناها يوما بعد يوم.. منذ ملايين السنين... أم أن هناك عقلا معتوها؟.. خلقه.. لأنه يريد حسم نصف البشرية.. والسيطرة على النصف الباقي.. لاســتــعــبــاد من تبقى منها فيما بعد...
ســـؤال بسيط عادي.. من إنسان بسيط عادي... يتساءل ويسأل عن كل شيء... ويريد تفهم كل شيء.. يبقى غالبا بلا جواب...
نقطة على السطر... انتهى.......
غـسـان صــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية