الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطحية معايير تقييم النصوص الأدبية و الفكرية في المدرسة الكلاسيكية

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 4 / 9
الادب والفن


( سطحيَّة معايير تقييم النُّصوص الأدبيَّة و الفكريَّة في المدرسة الكلاسيكية )

قلم #راوند_دلعو

إلى بعض الكُتَّاب و النُّقَّاد من مقمِّشي سفاسف اللغة و مُتَتَبِّعي ثانويات الحركات الإعرابية و مُمِلّات التفعيلات الوزنية في تقييم النصوص الأدبية و المقالات العلمية ، كفاكم سذاجة✋ ... و ابحثوا عن لُب الفكرة أثناء تقييم العمل الأدبي أو المقال العلمي و دعكم من القُشرويَّات !

فمعلومة صحيحة مُهَيكَلَةٌ بنص ركيك فُصحَوِيَّاً ، خير بألف مرة من معلومة غبية مُسوَّقَة بنص فصيح ظاهرياً ركيك معرفيَّاً.

فها هي النبرة الراديكالية لأُمّتكم و قد سوَّقت أطناناً من الغباء الخرافي عبر أجزل النصوص القروسطية و أفصحها ... فما زادها ذلك إلا تقعُّراً و دموية و سفالة بين الأمم ... حتى باتت تتبوأ قمة الذيل و ذيل القمة ... و لتعلموا أثناء تمحيصكم للنص و تحبيركم له أن اللغة وسيلة و ليست غاية .... قالباً و ليست محتوى ...

لقد نشر ألبرت أينشتاين خمس وريقات عام 1905 م بلغة ركيكة خالية من أي جزالة أو تصوير أو حذلقة أو تكلف أدبي ... و مع ذلك غير وجه الفيزياء و الكوكب و ميزان القوى في الغرب إلى الأبد برصانته المنطقية و أفكاره الثاقبة .... !

لقد وصل نجيب محفوظ إلى ( نوبل ) بروايات مكتوبة بلغة بسيطة شبه عامية ...!

بينما تطبعُ أمتكم سنوياً أطناناً من الكتب المكررة التي تهتم بتفاصيل قواعد كتابة تاء التأنيث و ثاء التخنيث إلى ميم الجمع و ماع الإجماع ثم أساليب المفعول فيه و منه و به و إليه و عليه و حواليه ! .... و مع ذلك لا نستفيد من هذه الكتب الصفراء الرصفية إلا من حيث أنها ( ديكور ) و تزيين غِلافَوي لرفوف المكتبات و من ثم التنميق التعبوي لعملية الاصطفاف الورقي على حواف الجدران ...!

و لا يفوتني أن أعترف بفضل ما تُحدثه هذه المطبوعات الصفراء القيحية من تضخم زائد في الظاهرة الصوتية العربية المتمثل بالإكثار من الكلام و الكلام ثم الكلام لتفسير نفس الكلام بنفس الكلام على نفس الكلام ...!

فبادروا و ترفعوا عن تصيُّد ثانويات الإعراب و التفتيش عن ثالثيات الصرف و مترفات الخلافيات الوزنية و التنقيطية و القواعدية ... و التركيز على كونها بصْرِيَّة أم كوفية ... ! عُكبُرِيّة أم أصمعية ! ...

عذراً ! استيقظوا إلى لباب النص و كفاكم قشورية ... !

فإن رأيتم عملاً أدبياً ينطوي على فكرة جديدة رائعة محكمة مع تجاوزات في الطرفيات القواعدية فبَوِّؤُوه و رفِّعُوه ثم صدِّروه و تجاوزا عن بعض اللحن في تفريعات اللغة لا أساسياتها ... فهذا من شأنه أن يزيدها مرونة ...

أما إن وجدتم نصاً معاق المنطق كسِيح العقلنة فأشِلُّوه و حجِّموه و إن كان موزوناً بلُمَع الجزالة و درر البيان و جمان البديع و بوارق أَقَحِّ الفصاحة المُذهَّبة بالقرشية المفخمة يَعرُبِيَّاً ....


هامش : استخدمت كلمات من مثل ( فصحوياً ) كي أري هؤلاء أن الصرف أمر ثانوي يمكن تجاوزه في سياق الإيصال ....

#راوند_دلعو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب