الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برنامج : عدنان الزرفي

اسماعيل شاكر الرفاعي

2020 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


اصاب برنامج السيد عدنان الزرفي الذي أعلنه يوم امس بالهلع والخوف الشديدين جميع أطراف السلطة السياسية الحاكمة في العراق منذ 17 عاماً ، فعمدت الى عقد لقاءات واجتماعات بين رؤسائها لعرقلة التصويت على كابينة عدنان الزرفي الوزارية ...

ركز برنامج الزرفي على إصلاح بنية وآليات عمل الاقتصاد العراقي من جانب ، وعلى استعادة سيادة الدولة المسلوبة من جانب آخر .
ستبرز امام الزرفي فيما يخص الاقتصاد العراقي : قضية المكاتب الاقتصادية التابعة للكتل والهياكل السياسية في العراق ، اذ سيعمل برنامج الزرفي الإصلاحي على حرمان الاحزاب من الأموال الضخمة التي تحققها لها هذه المكاتب . لقد تحولت هذه الاحزاب والكتل السياسية الى دول داخل الدولة ، وتشعبت علاقاتها الخارجية وأصبحت شبيهة بالإمبراطوريات ، وكل ذلك يحتاج الى نفقات ضخمة فاخترعت لعبة المكاتب الاقتصادية ، لكي تمارس من خلالها ضغطاً على الدولة للحصول على مقاولات ترفعها الى درجة الشريك للدولة في وارداتها النفطية والضرائبية . برنامج الزرفي الاقتصادي اصاب بالرعب والهلع زعماء هذه التيارات والاحزاب السياسية لانه سيحرمهم من مورد مالي هام سيطيح - لو تم تنفيذه - بنفوذهم الداخلي وبتمددهم الخارجي المشبوه ...

وستبرز امام الزرفي فيما لو اتخذ خطوات عملية لاستعادة سيادة الدولة : قضية الحشد الشعبي الذي لبس رداء المقدس الديني والوطني بعد فتوى الجهاد الكفائي ومشاركته الفعلية في دحر الإرهاب الداعشي . لقد اصبح الحشد في الأشهر الاخيرة مالكاً لاهم قرارات الدولة السيادية : قرار الحرب وقرار السلم ، وأعلن انحيازه الصريح الى ايران في صراعها مع امريكا خلافاً لرأي الدولة ومن دون مشورتها . نزع سلاح الحشد الشعبي كخطوة نحو استعادة سيادة الدولة سيصبح واحداً من قرارات صياغة رأي عام لن يفوز فيه عدنان الزرفي نظراً لشعبية الحشد في أوساط عامة الناس ...

هذا يعني ان التيار الذي صاغ الدكتور حيدر العبادي جزءاً منه : تيار استقلال العراق بحياد واضح عن قطبي الصراع ، واصلاح الاقتصاد واستعادة سيادة الدولة : تحول الى تيار سياسي واسع ولكنه لم يبلغ بعد المستوى الذي يؤهل عدنان الزرفي الى تحويل برنامجه الحكومي الى برنامج ناجح باستقلال كامل عن الدين وفقهائه وطقوسه ومقدساته ...

أو بعبارة أخرى : انه لا حيدر العبادي ولا عدنان الزرفي ولا سواهما من خريجي مدرسة حزب الدعوة : الذي لا يمل ولا يكل عن اعلان طائفيته والافتخار بها ، بامكانه ان يعالج أزمة العراق العميقة انطلاقاً من منظومة فكرية ما زالت تؤمن : بان التأويل والتفسير الشيعي للدين والذي يمنح الغيب الحصة الأكبر في إصلاح شؤوننا الأرضية عن طريق الدعاء والاستعانة بقدرة الغيب السحرية وحده القادر على تقديم الحلول للتحديات المركبة التي تواجهنا ...

سيظل العراق يجر اذيال الخيبة وسيمر من انتكاسة الى أخرى الى ان تعي أغلبية جماهيره بان : السياسة شيء آخر غير الدين ، وان المعتقد الديني الذي يقوم على الإيمان بالغيب يختلف جذرياً عن السياسة التي يقوم نشاطها على الواقع ، وعلى ما يتمخض عنه من ميول لتكوين مستقبل تتوضح قسماته تدريجياً . فميدان عمل السياسة : الواقع الملموس الذي تمت معاينته والانطلاق منه الى بناء مستقبل يكاد يكون مرئياً ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في