الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتور ترامب.. رئيس من كوكب -تويتر-..كبير المغردين الدوليين وكورونا!!

لنا مهدي

2020 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


{ *تفكير بصوتٍ عالٍ *}
••بدا وكأن العالم كله فوجيء بل وصدم بتصريحات رئيس الولايات المتحدة (غريب الأطوار) "دونالد ترامب" كبير الرؤساء المغردين على تويتر والذي يتعجب كثيرون كيف له أن يحكم دولة عظمى بينما جل وقته يقضيه في تغريدات معظمها مثير للسخرية؟!
العالم صدم بتصريحات دونالد ترامب الداعية لاستخدام أدوية حددها لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وضغوطه المستمرة هو واللوبي الذي يدعمه في البيت الأبيض لاستخدام تلك الأدوية غير المختبرة سريرياً لعلاج كورونا!
في الوقت الذي تثبت فيه هيلاري كلينتون دوماً أنها الأفضل والأكثر حكمة، فقد أدانت آلية تعامل الرئيس الأميريكي مع أزمة كورونا المستجد مطالبة مواطنيها بعدم انتخابه بالانتخابات الرئاسية شهر نوفمبر المقبل بعد أن استغرق الطفل المعجزة 70 يوماً للتعامل مع الفيروس بعد طول إنكار؛ ومعها كل الحق فدكتور ترامب الأخرق نظر مرة لكسوف الشمس مباشرة رغم تحذيرات الأطباء فمن يثق في تهويماته حول كورونا؟! .
إحصاءات جامعة جون هوبكنز المنشورة هذا الأسبوع أعلنت إصابة 337 ألف أميركي بالفيروس ووفاة 9626 بينما يستمر ترامب في لبس معطف أبيض ليس بمقاسه كما يستمر في التهريج مقترحاً في مؤتمراته الصحفية اليومية حول تطورات الفيروس استخدام عقاري هيدروكسي كلوروكين وأفيجان في الوقت الذي ترفض هيئة الأغذية والدواء الأميركية اعتماد أي عقار ضد كورونا بدون التجارب الضرورية وطبعاً ترامب لا يهمه علاج كورونا بقدر ما يهمه إنعاش الاقتصاد الأميريكي وإدارة عجلة انتاج شركات الدواء الأميريكية بجانب لهفته لدعم هوامير وول ستريت الذين ينقذونه وقت كل محنة !
لنرجع للوراء لنتذكر بعض القرارات الصادمة لدكتور ترامب (المستجد) معالج فيروس كورونا (المستجد):
قبل شهور قليلة صدم كثيرون بالقرارات الخاصة بحرمان مواطني دول محددة من التنافس في القرعة العشوائية (اللوتري) ما ذكرني بصدمتهم إبان فوزه كمرشح للحزب الجمهوري بسباق الرئاسة في الولايات المتحدة الأميريكية رغم أن المفاجآت الصاعقة لا محل لها من الإعراب في دنيا السياسة، فكل الاحتمالات واردة..
••اختار بعضنا أن نندب حظنا ونتساءل بحرقة -في استفهام مجازي - يفيد الحسرة (لماذا فاز ترامب بداية ولماذا هو مستمر في تخبطه؟) بينما كنا يجب أن نفكر بشكل مختلف -في استفهام حقيقي- (لماذا هزمت هيلاري ؟) التي نحب ولها نتحمس؟ حتى لا تتكرر الكوارث!
هذا التفكير بالضرورة يلزمه أن يكون تفكيراً خارج الصندوق لنربط سبب فوزه (زمان) بتداعيات ما يحدث (الآن) ! ..
*في عالم السياسة يفوز المثابر البراغماتي لا الشاطر!*
(( *فلاش باك حتى لا تتكرر المهزلة* ))

••توقع كثيرون لهيلاري الفوز في الانتخابات التي كانت في ساعاتها الأخيرة أشبه بمعركة كسر العظم لأسباب عديدة أهمها أن هيلاري(التي أتخيلها تضحك ملْ شدقيها الآن على ترامب وتحمد ربها على عدم فوز أحزنها من قبل) ؛ فهيلاري سياسية صعبة المراس وضعها الإعلام في مرمى سهامه منذ قررت دخول غمار الحياة السياسية بقرار صارم منها ألا تكون ظلاً لكلينتون وذلك منذ أعوام طويلة.
••كما وضعها اليمين المحافظ رأساً يحمل تفاحة نيوتن الخاصة به، وعوضاً عن توجيه السهام للتفاحة وجهها اليمين الكاره لها -وبدقة متناهية- صوب وجهها فصمدت.
••وجاءت أزمة البريد الالكتروني متعددة الفصول أيام تولت وزارة الخارجية المرة الأولى في إدارة أوباما وتعرضت مرشحة الديمقراطيين لضغوط مهولة تنوء بالعصبة أولِي القوّة، فأدارت المعركة ببراعة ودراية إلى أن قام مكتب التحقيقات الفدرالي بإغلاق القضية بعد أن قام بتبرئتها.
••كما أن هيلاري تمتاز بميزة مهمة لأي سياسي وهي مقدرة فذة على تحمل الضغط والاستفزاز والاستهداف الشخصي وصمودها بهذا الصدد تبدى جلياً مرتين: مرة عندما ووجهت بضغوط داخلية لإثنائها عن الترشح للانتخابات ممثلة لحزبها والمرة الثانية في المناظرات التي جمعتها بترامب، فقدمت نفسها بصورة ممتازة : سياسية رزينة تتحلى بضبط النفس وتستطيع تفادي مطبات الخصوم ببراعة واقتدار أمام منافس قدم نفسه على أقل تقدير كمن يحتاج لدورات مكثفة في إدارة الغضب ، فترامب ليس الصورة النمطية الواقرة في الأذهان للزعيم (الجنتلمان) الذي يقود الولايات المتحدة والعالم .
••كلينتون لها كاريزما خاصة لا تنتمي لأيٍ من مدارس الزعامات ، فلا هي السوبروومان الخارقة ب (ولا غلطة) في الوعي الجمعي للأميريكيين وأصدقاءهم ، ولا هي البطلة الشعبية المفعمة بالبساطة سندريلا السياسة الفتاة المعدمة التي يختارها الأمير الأميريكي لتحدث النقلة المهولة لسيدة العالم الأول..هيلاري كلينتون مزاج فريد وغريب وغير مسبوق.
••رئيس(ة) أميريكية لأول مرة في تاريخ سيدة العالم ..(وااو)..
الفكرة مذهلة، ف44 رئيساً للولايات المتحدة منذ إقرار دستورها عام 1789 م ليس بينهم إمرأة واحدة، كانت الحياة مزهرة لتنضم كلينتون لقائمة أوائل أمريكا:
أول كاثوليكي يحكم أمريكا البروتستانتية كينيدي وأول أسود يحكم أميريكا البيضاء أوباما..
••تعزز هذا العزم حين خاض ترامب سباق الرئاسة مجرداً من دعم نصف عضوات الكونجرس من الحزب الجمهوري اللائي سحبن تأييدهن لمرشح حزبهن الذي نجح في تأليبهن عليه في الوقت الذي كان يحتاج لصوت كل واحدة منهن!
••كما أن الناخبات الأميريكيات صوتن لكلينتون ب ٪‏54 في المائة مقابل 42% لترامب البعيد جداً ليس فقط عن صورة فارس أحلامهن السياسي بنزقه وتهوره ولكن البعيد جداً عن طموحهن لمن يحكم الولايات المتحدة.
•••وبعد هذا كله ماذا حدث؟
••دفعت هيلاري ثمن تململ مواطنيها وعدم رضاهم عن أداء الحكومة وسياساتها بقيادة أوباما..
••كما أن ترامب نجح في وضع مكياج كثيف على تصريحاته الأولية المستفزة والصادمة والصارخة التي ميزت حملته والتي استمرت حتى وهو يحكم حتى يومنا هذا..باعتباره (نصير الشعب وإرادته)
••فعوضاً عن خطابه الرافض للمهاجرين بالكلية ذوّق الخطاب بالشرعنة وذلك برفض المهاجرين (غير الشرعيين)
••وتخطى ذلك لتطال محاذيره المهاجرين القادمين من الدول المصدرة الإرهاب وأعلن استهداف داعش.. ••ترامب قدّم إذاً بيديه لرجل الشارع الأميريكي القلِق في خضم عالم مجنون قدّم له كوب حليب دافيء وتربيتة طمأنة حنون على كتفه!
••كما نجح ترامب في استقطاب الطبقة العاملة بوعود الإعفاء الضريبي وتخفيض الضرائب التي أثقلت كاهل المواطن••
••المرشح الجمهوري إذاً نجح في تقديم خطاب غازل مخاوف الأميريكيين وصوّر نفسه ببرنامجه كمخلّص لهم من أكثر القضايا المؤرقة: الإرهاب والهجرة المهددة لرفاه المواطن والضرائب وهاهو الآن يضيف بيدقاً لجيشه بتقليص ازدحام ماما أميركا بالمزيد من المهاجرين عبر اللوتري..
••الشعب الأميريكي العملي غضّ الطرف عن نزق وتهور ترامب ولسانه اللاذع وعصبيته مقابل وعوده بعالم جديد جداً في العالم الجديد، ولم يستجب لخطاب كلينتون ••
••ما حدث باختصار: انتصر الأمل في واقع جديد للجمهوريين غير المجرَّبين حديثاً على تجريب المجرّب الذي بدا وكأنه أحبط رجل الشارع الأميريكي وما يحدث أخيراً زاد من إحباط رجل الشارع الذي لم يف ترامب بأي وعد قطعه له .
••على دكتور ترامب خلع معطف الطبيب فكما هو سياسي فاشل فلعبه دور الطبيب وإصراره على استخدام علاجات غير مختبرة سريرياً هو أمر بالغ الخطورة ولتحكم كوكب تويتر بأكمله ولن يسألك أحد
غرّد يا باش رئيس كما يحلو لك فقط ابتعد عن التنظير في كورونا! !

مع محبتي؛








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب