الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
صديقتى الالمانية
هاني شاكر
2020 / 4 / 9مواضيع وابحاث سياسية
1
صديقتى الالمانية ... ذكية و لماحة ... مثقفة و قارئة للتاريخ ... تقرأ الوجوه و الافكار ... محايدة و متعاطفة و غير سريعة الحكم
عمرها 150 عام
فى يوم مُفترج ... تحدثنا عن اسعار البشر ... تجردنا من الاقنعة .. و قمنا بتطبيق قواعد شيخ المُحَدثين .. اسد السُنة ... ابو اسحق الحوينى. الم يقل : نغزو كام بلد وناخد منهم اسرى رجالة و نسوان و عيال؟ نبيع الشحط بكذا و العيل بكذا و الأمة بكذا؟ عندما تحتاج فلوس تنزل سوق البشر تبيع شحطين ، و تفك ازمتك ، كما لو كان معاك ( كريدت كارد) ... و العياذ بالله ...
على طول ال 150 سنة اللى عاشتهم جيِزِيلَا ( Giesela ) إرتفعت و نزلت اسعار البشر .. و اتبدلت الأحوال
و آه لو لعبت يا زهر ... و اتبدلت الأحوال !
...
2
تحدثت طويلا ... وكان الحديث ذو شجون ... عن اسعار المصريين ، و النوبيين ، و الأوغانديين ، و سكان ساحل العاج و ليبيريا و النيجر ، و الإيطاليين ، و الأرمن ، و الأكراد ، و اليونانيين ، و الهنود و سكان نيبال و الفيليبيين ... و عن الهنود الحمر فى امريكا الشمالية و حضارات المايا و ذهب الأنكا
و عن قصور الباشوات و الأمراء فى مصر ، و قصور السلطان و قادة الدولة فى اسطنبول و قولة ، و بيوت الأكابر فى بوسطون و اطلانطا ... وحال العبيد و الإماء فى غابر الزمان ... يوم وُلدت هى فى درسدن عام 1870
و بكت كثيرا عندما سردت حكايتها هى ... و كم من مرات تم بَيعها و شَرائها هى ... و كم مرت باحوال العتق و الأسر و التحرير ... و عن حياتِها كأميرة و كأسيرة ... و سبحان مُغير الأحوال
...
3
تذكرت ايام بسمارك .. و ضنك جمهورية فايمر ... و ذل الوصاية ... و غطرسة هتلر ... و سحق المانيا ... و كيف تدنى سعر الأميرة الألمانية إلى زجاجة كوكاكولا فى يد اليانكى الأمريكى الأجلف فى خريف 1945
ثم قضت ساعتين فى النحيب المتواصل ... ضحكت هيستيريا و هى تقول ... لم نكن وحدنا فى جحيم الماسآه ... ذهب ملك إيطاليا ليموت و يُدفن فى تراب الإسكندرية ... حيث كان سعر الجارسون اليونانى او الميكانيكى الإيطالى كمهاجر غير شرعى هو جنيه مصرى واحد بالتمام و الكمال فى عروس البحر الابيض المتوسط
...
4
أعتدلت ، نظرت وجهها سريعا فى مرآة شنطتها الأنيقة ماركة ( لوى فيطون ) ... رشفت من كاس ( ييجر مايستر ) و فى تنهيدة طويلة قالت : انظر صديقى ، فى سنوات عمرى المائة و الخمسون .. القصيرة و الرديئة لم يتغير شيئ
الأمريكان يحبون و يكرهون و يلعنون .. و لا يستغنون عن المكسيكان .. ينظفون لهم المراحيض .. يبنون البيوت .. يجلبون لهم المخدرات و بائعات الهوى ... للجمهوريين و الديموقراطيين بلا تفرقة ... و الجميع يتاجر بهم بلا هوادة ... الجمهوريين يمتصوا دمائهم لآخر دولار .. و الديموقراطيين يمتصوا دمائهم لآخر دولار و اخر صوت انتخابي .. بصقت فى منديلها و لعنت ترامب و ساندرز فى نفس واحد
...
5
وواصلت السرد ... أما عندنا فى أوروبا فبنعمة ربك فحدث ... الألمان و ما ادراك مافعلوا ويفعلون بالاتراك و العرب ... و الفرنجة و الاسبان و ما ادراك مافعلوا ويفعلون بالمغاربة و الافارقة ... و السعوديون و الكويتيون و ما ادراك مافعلوا ويفعلون بالفليبينيات و السرلينكينات
لقد فقدت ياصديقى كل ثقة و امل فى قادتنا و سياسينا فى الشرق و الغرب
و ما عاد شيئ يسلينى فى هذا العالم سوى محاضرات الشيخ الحوينى
هل تعلم انى سافرت الى دورتموند لاحضر جميع دروسه؟!
تمت
....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في
.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل
.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب
.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي
.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران