الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم حرب اسرائيلية وحوار فلسطيني ساخر...؟؟؟

محمد بسام جودة

2006 / 6 / 12
القضية الفلسطينية


إن الحالة المأساوية التي يعيشها شعبنا في هذه اللحظات الدموية الهمجية لممارسات الاحتلال الغير أخلاقية وغير إنسانية ، وما يجري من تصعيد عدواني عسكري علي شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر الهمجية والوحشية وعمليات القصف بالصواريخ والقذائف التي لا تفرق بين طفل و امرأة ورجل ومسن ما هو إلا مؤشر واضح علي تلك العنصرية للعقلية الإسرائيلية والمنهجية الدموية التي يعتنقها مجرمي الحرب في هذه الحكومة الصهيونية وكما كل الحكومات التي سبقتها ، فهذا اولمرت الذي يظهر وكأنه رجل السلام في المنطقة هو أشبه بابن الخنزير شارون مرتكب جرائم الحرب عبر التاريخ ، وهذا عمير بيرتس وزير الحرب الصهيوني والذي يظهر وكأنه الرجل المسالم الذي يتبنى فكرة إقامة السلام مع الفلسطينيين ،هو مخادع ويسير علي نفس خطي ودرب السفاح المجرم شاؤول موفاز الذي سبقه ، إنهم كلهم مجرمين وكلهم سفاحين ، لا يختلفا عن بعضهم شيئا ، كلهم يريدون النيل من شعبنا والقضاء عليه ، فما نراه من عمليات تصعيد خطيرة في هذه الأيام علي شعبنا لاسيما في قطاع غزة ما هي إلا منهجية مبرمجة يسير عليها ويتبناها ويتداولها مجرمي الحرب والسفاحين حكام وجنرالات تل أبيب .
إن ما جري بالأمس القريب من عملية اغتيال وتصفيه لرأس المقاومة المناضل والمجاهد جمال أبو سمهدانة في رفح ،وما لحقها من عمليات اغتيال همجية وبربرية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية علي المواطنين العزل علي شواطيء بحر غزة واستشهاد عشرات المواطنين ، ما هي إلا جرائم حرب تكشف نوايا هذه الحكومة الإرهابية وفعلها الغير أخلاقي ضد شعبنا وسياستها المدبرة والممنهجة والهادفة لشن حرب و ابادة جماعية لكل أبناء الشعب الفلسطيني ، في الوقت الذي يتفرج فيه العالم اجمع علي هذه الأفعال الإجرامية الغير إنسانية ولا يحرك لها ساكناً .
أعتقد أننا كفلسطينيين منينا بفاجعة كبيرة لما يحدث في شئننا الداخلي الفلسطيني ،فعندما نختلف سويتاً من أجل مصالحنا الذاتية تاركين المصلحة العليا لشعبنا رهناً لمصالحنا ونفوذنا واعتباراتنا الذاتية و العالم يتفرج ، يفرح ويستهزئ بنا وبحواراتنا المخجلة التي أصبحت الشغل الشاغل للفضائيات ووسائل الإعلام كي تسوقها للعالم علي شكل المسرح الساخر الذي اقترفناه بأيدنا و عدونا يمرح ويسرح ويعبث بأرضنا وشعبنا كما يشاء ليفعل ما يحلو له ، يستخدم طائراته ودباباته ليقتل ويعربد ويغتال ويفرض الحصار وينتهك الأرض والعرض ونحن منشغلون بخلافاتنا وصراعاتنا وتنازعنا عندها نكون منينا بفاجعة كبيرة ، لا أدري علي ماذا نختلف وعلي ماذا نتصارع يا سادة ، فهل اختلافنا كفصائل وكحكومة ورئاسة أكبر من مصلحة شعبنا العليا ؟
جميعكم يعتقد أنه يملك الكثير من الوقت لحل مشكلة الخلافات والصراع علي الصلاحيات وفرض العضلات علي بعضنا البعض في بلدنا الصغير، الجميع يعتقد أن بمقدوره تحريك الدفة لصالحه، و الأحجار تتصارع، والحكومة الإسرائيلية لن تتوقف حتى تتحقق أمنيتها بالنيل من عزيمة وصمود شعبنا وتركيعه ،و لا يهمها أحد، ربما نخجل من أنفسنا و نقف مع ذاتنا فيما بقي من وقت لهذا الحوار لنتحسر ونتذكر الشهداء الذين قدموا أعز وأغلي ما يملكون من أجل حرية واستقلال وكرامة الوطن ، والشعب يشاهد ويتفرج عليكم وما ستؤول له الأيام القادمة من هذا الحوار علي أمل أن يستطيع المتحاورين فيه أن يتوحدوا ضمن الجسد الواحد ، وأن يخجلوا من ذاتهم فشعبهم أصبح يعيش جحيماً جراء تلك السخافات والمصالح الذاتية التي غلبت لديهم علي المصلحة العليا لشعبهم وكرامته علي هذه الأرض ،لكن للأسف أخشي أن يستمر هذا الاختلاف وهذا التصارع في مكانه دون الوصول إلى حلول جذرية تكرّم دماء الشهداء الذين ماتوا فداءً لهذا الوطن العظيم.
لا أدري هل يعتقد المتحاورون أن شهداءنا يتبسمون لهم من السماء بعدما وقعوا في مصيدة الصراعات والخلافات والنزاعات والهيمنة علي السلطة والصلاحيات وفرض العضلات علي بعضهم البعضا ؟؟
ماذا بعد يا سادة ، يا أصحاب الخطابات الجذابة؟؟ أهي سياسة أم مجزرة شعب بأكمله،أين أنتم مما يجري من عدوان همجي علي شعبنا ومناضلينا وقطرات الدم التي سالت وتسيل فداءً للوطن ، أين أنتم من حواراتكم هذه ومصلحة شعبكم العليا ونضاله وصموده الأسطوري في وجه الغطرسة والعدوان الإسرائيلي المجرم ؟؟أهي ملهاة حوار أم مسرحية كوميدية تصنعونها لشعبكم وجرحه النازف ؟؟
بعد كل هذا نستطيع القول أن الاجتماع حول طاولة الحوار وما تبقي منه لحل الأمور العالقة والأزمة الحالية فيما بينكم ،نخشى أن تكون عناوين لديكم لما هو أسوء مما شاهدناه من قبل ، و سيكون شارب كأس العلقم هو الشعب الفلسطيني وهذا ما سيكون قد صنعتموه له بأيدكم ، فلماذا تتخبطون بحواركم هذا ألا يعجبكم أو يرضيكم أن تجلسون وتتحاورون لهذا تختلفون وتتصارعون ،وإذ يأتي الأسري بوثيقة وطنية لإنقاذ حواركم هذا ووفاقكم فلا يعجبكم واختلفتم عليها و لا تبالون ، وعندما طرح الاستفتاء الشعبي علي هذه الوثيقة بعدما أوشك حواركم هذا علي الفشل صرتم بألسنكم تتطاحنون وببعضكم تستهزئون .وصار الحوار في بينكم أشبه بمضحكة ومسخرة ومهزلة ؟؟؟ يا سادة أنتم عمالقة الوطن و لكن سياسة الحكومة الإسرائيلية لن توقف عدوانها أبداً ضد شعبنا ولن نستطيع مواجهتها ، فاختلافكم وتصارعكم وتنازعكم الذي يفتك بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني سيجله التاريخ عليكم وحتماً سيحاسبكم إذا لم تكونوا كالجسد الواحد وتتوحدوا في إطار جبهة وطنية فلسطينية عريضة ،تشارك فيها كل الأطراف وتمزج ببرنامجها بين العمل السياسي والمقاوم ،فعدونا لن يرحمنا حتى لو أعطيناه ما تبقي من الوطن ....فإلى أين أنتم وبأي اتجاه مما تبقي من حواركم ذاهبين أيها المتحاورين في وطن المقهورين؟؟ علكم تدركون أن ما بقي من هذا الحوار سيكون نقطة نظام تسجل عليكم جميعاً أمام شعبكم وتطلعاته نحوكم إذا ما أحسنتم النتائج والتاريخ لن ينساكم ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة