الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا تزيد من تعميق جراح التونسيين

نور عبدالله

2020 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كورونا تزيد من تعميق جراح التونسيين
تصفيات سياسية وحزبية تتلاعب بآلام الناس
..الرئيس يحمل كراتين المساعدات على كتفه ويوزعها بنفسه!
ووزيري التجارة والفلاحة المثال الاسوء!

المتابع للوضع التونسي قبل كورونا سيعرف جيدا بان الفيروس لم تكن السبب المباشر في تدهور الحالة العامة للتونسيين بل زادت في تعميقها..فمنذ انبلاج فجر الربيع العربي وتغير الحياة السياسية وتونس لم تخرج من عنق الزجاجة، وعرفت خلال التسع سنوات العديد من التداعيات على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي وظهور العديد من الاحزاب والحكومات حيث تداول خلال هذه السنين على الحكم ثلاثة رؤساء اخرهم الاستاذ قيس سعيد الذي وقع انتخابه من الشعب اواخر السنة المنصرمة..بينما على المستوى الاجتماعي تدهور الدخل الفردي العام بالارتفاع المذهل للاسعار فاصبح المواطن البسيط عاجز عن توفير حاجياته الى جانب المظاهرات وانقطاع العمل وعيش فترة الانفلات الامني والتي افرزت الكثير من العمليات الارهابية التي طالت حتى السياح ليعرف الاقتصاد تراجعا كبيرا لانه يتركز خاصة على السياحة فكانت ضربة قوية هزت تونس..
ولكن السنة الماضية عندما استلم اليهودي روني الطرابلسي الحقيبة الوزارية عرفت السياحة صحوة من جديد واستطاع ان يُرجع السياح لتونس وهذا بشهادة المراقبين ..وشيئا فشيئا بدأت تونس تشعر بانتعاشة بسيطة.
وجاءت كورونا فزادت من الطين بلة حيث ان جلوس التونسيين في البيت ليس بالحل السليم لانه يغلب عليهم الفئة العاملة باليومية او الاعمال التي لا يمكن الانقطاع عنها لانها الدخل الوحيد للاسرة..واصبح العبء الكبير على الحكومة المشكلة حديثا.
وكغيرها من بلدان العالم تحاول الحكومة التونسية الى جانب طاقمها الصحي على توقي كل اساليب الوقاية المعمول بها عالميا..ولكن من خلال المتابعة لهذه التدابير نجد الكثير من الضعف وسوء ادارة للازمة حيث قامت الحكومة بحظر تجوال دون دراسة اولية وتونس لم يكن فيها غير العشرات من الاصابات دون التنسيق مع بقية أجهزة الدولة حيث جعلت الحظر الساعة السادسة مساءا والمواصلات العمومية تتوقف الساعة الخامسة ونصف مما جعل العديد من العمال يخرجون في نفس الوقت ويكون الاكتظاظ الغير عادي وزاد من تفاقم الازمة وتطور سريع في اعداد الاصابات الى جانب فقدان لثقافة الالتزام حتى من رموز الدولة حيث انتقدت الساحة الاعلامية التونسية مؤخرا الصورة السيئة التي بدا عليها موكب وزيريْ التجارة والفلاحة وهما يتجولان في سوق الجملة لتفقّد حركة التزويد والتزوّد وأسعار المنتجات المعروضة.
موكب الوزيرين خلا كلّيا من أي من تلك الإجراءات التي تطالب وزارة الصحة العمومية والحكومة من المواطنين تنفيذها: في مقدمتها عدم التقارب أي ترك مسافة أمان بين الأشخاص لا تقل عن واحد متر إلاّ أن الوزيرين كانا يتنقلان وسط كوكبة من الأشخاص المتلاصقين في غياب تام لأي من مظاهر السلوك الحضاري والمتمدّن .
وبزيادة الحظر في البلاد التونسية وقلة ذي الحاجة قام الرئيس التونسي باسناد مساعدات للاسر الفقيرة على مستوى الجهات والبلديات ولكن حصلت فضيحة كبيرة في هذا الخصوص من خلال فيدي، تداولته وسائل الاخبار بتنوعها في ضاحية دوار هيشر القريبة من العاصمة ومقر اقامة الرئيس التونسي..حيث تم العثور على مطالب ونسخ بطاقات تعريف قومية للمواطنين الذين تقدموا بمطالبهم لمكتب معتمد الجهة مرمية في القمامة وراء مقر المعتمدية..وقد عجز معتمد دوار هيشر محمد الباجي عن تقديم تبرير واضح للعبث بالمعطيات الشخصية للمواطنين وقال بان النسخ مرمية خارج المعتمدية وهو لا يعرف من قام بالقائها ووجه التهمة لاطراف خارجية ورجح ان تكون المسالة مؤامرة !..
وفي نفس السياق صرحت والية (محافظ) منوبة رجاء الطرابلسي أن وزير الداخلية تدخل و أذن بفتح تحقيق وأرسل فرقة مختصة في تحليل الفيديو، أين تم القيام بالتحقيقات اللازمة، لكشف حقيقة ما حدث، كما تم الاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة في المعتمدية. وقالت إن ما حدث هو مخطط إجرامي مدبر يهدف لزعزعة وضرب ثقة المواطن بالإدارة وفق تعبيرها، مشددة على أن كل من تخول له نفسه القيام بعمل إجرامي في مثل هذه الظروف سيطبق عليه القانون، كما اوضحت أنه من غير المعقول أن يقوم المعتمد الذي كان يعمل برفقة ممثلين عن الولاية بإلقاء مطالب ووثائق المواطنين في محيط المعتمدية، مشيرة إلى أن حقيقة ما حدث سيتم كشفها بالأدلة والاثباتات بعد انتهاء المكافحات اللازمة.
ويظهر ان الرئيس التونسي لم يكن واثقا في طواقمه الذين يتاجرون بآلام الناس فقرر ان يقوم بهذه المهمة بنفسه فخرج مساء الاحد على شعبه بمقولة لعمر بن الخطاب بلغته العربية التي تميز بها وهو كذلك لا يلبس كمامة بينما الموجودين في المكان كلهم بكمامات؟!.. ثم بعد ذلك حمل كرتونة المساعدات على كتفه ليتوجه اثرها لمنازل العائلات الفقيرة ويسلمها يدا بيد ..تصرف ربما يكون انسانيا ولكن عليه الكثير من الاستفهامات هل كلما يصادف تقاعس او تلاعب من اجهزة الحكومة سيكون هو البديل دون محاسبة؟..هل سيكون هو الوزير والمحافظ والقاضي والموظف؟ صحيح انه من الشعب ورفض ان يسكن في قصر الرئاسة ولكن هو رئيس البلاد ويجب ان يحسن الادارة ومحاسبة كل متقاعس او متجاوز. عليه ان يضرب بيد من حديد لان البلاد التونسية تشكو من العديد من النقائص خصوصا في الادارة يجب عليه ان يعيد ترتيب اوراقه وربما ازمة كورونا ستجعل الامور تتحسن مستقبلا وتنهض تونس الخضراء من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع