الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مداخلات في الممارسة النظرية والسياسية للمشروع الماركسي

علي العبود

2006 / 6 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان من بديهيات المشروع الماركسي هو ان الصراع الطبقي يتخذ اشكالا متنوعة وغير هادئة في ظل هيمنة العولمة الرأسمالية وعصر اشتداد طغيان الدوائر الاحتكارية ويتخذ قانون تناقض قوى الانتاج وعلاقات الانتاج منحاً عالمياً مع فاعلية منحاه الاصلي في البلد المعني وبالارتباط مع حركة رأس المال الاحتكاري . وفي نفس الوقت فأن تبني المشروع الماركسي ليست عملية اعتقاد صنمي بل هي عملية تواصل فكري (تمثيل وبناء) وصولاً الى اكتشاف الحلقات العملية المتشابكة في الحياة السياسية والتي من خلالها يتجسد النضال من اجل قضية الكادحين في العالم والتأسيس لديمقراطية الكادحين التي تتفوق على الديمقراطية في ظل الرأسمالية. الا ان الممارسة النظرية والسياسية لاحزاب المشروع الماركسي الآن هي في طور مراجعة الذات والترقب ومحاولة اكتشاف حلقات عملية جديدة استنادأً الى معطيات الواقع الجديد الذي فرضته العولمة والدوائر الامبريالية على المجتمع الدولي. ولو حصلت مقارنة تاريخية لهذه الاحزاب مع نظريتها في بداية القرن السابع نجد ان الاخيرة كانت تمتلك التقنيات الفكرية والسياسية بمستوى مكافيء او اكثر احيانا من التقنيات الفكرية والسياسية للدوائر الاحتكارية وكانت الاجندة والحس الثوري للمعلمين الاوائل للمشروع الماركسي بمستوى رائع جدا في الوقت الذي تتمتع الدوائر الرأسمالية الاحتكارية الآن بمستوى من التقنيات والاجندة لا يمكن ان يقارن بتقنيات القوى الثورية وخاصة ان الكثير من احزاب المشروع الماركسي لا زالت تعمل بالاساليب القديمة في سياقاتها التنظيمية والسياسية وفي ظل حالة من التراجع
ان ذلك يتطلب تأسيس اممية يسارية راديكالية وحداثوية يتم من خلالها تبادل الخبرة والتضامن بين اطراف اليسار الراديكالي في العالم من اجل استخدام تقنيات فكرية متطورة ولاستقراء استراتيج الدوائر الاحتكارية ومعرفة تكتيكاتها من خلال منهج استقرائي عكسي يتناول دراسة خطوات تلك الدوائر والبحث وراء تلك الخطوات غير المترابطة ظاهريا واكتشاف الحلقات الدفينة واستحداث اجندة للتحشيد بالضد من تلك الحلقات
ولا بد كذلك من تحليل تاريخي سياسي لمعرفة خطوات الدوائر الرأسمالية وما فعلته مع البلدان ضعيفة التطور منذ نيلها الاستقلال السياسي ولحد الآن وعلى صعيد العلاقة بين اليسار والجمهور فان التعامل مع ذلك الجمهور كعنصر متلقي فقط يعتبر خطأفادحاً ويجعل من الممارسة السياسية للنظرية الثورية بانها حركة نخبة وتتجلى اهميةمعرفة حالة الاذهان للجماهير كأحد المهمات الاساسية لليسار وقد تحدث بليخانوف في كتابة نظرية التطور الواحدية للتاريخ (( لكي نفهم حالة الاذهان في كل عصر نقدي معين/لكي نفسر لماذا كان لهذه التعاليم بالذات وليس لغيرها اليد العليا في هذا العصر ,يجب ان ندرس حالة الاذهان في العصر السابق وان نكتشف اي تعاليم واتجاهات كانت سائدة حينئذ ودون ذلك لن نستطيع ان ندرك الظروف الفكرية للعصر الذي ندرسه مهما كنا نعرف اقتصاده جيدا)) وتسعى الدوائر الاحتكاريةالرأسمالية حاليا الى خرق احزاب اليسار وكذلك دفع بعض قياداتها الى الاتجاه النظري الاكاديمي وابعادها عن المساس بالحلقات العلمية الفاعلة في بلدانها لغرض شل طاقة الحركات اليسارية من الرأس وابعادها عن حركة الجماهير وتحاول ان تجعل من الممارسة السياسية كحرفة وظيفية تتكيء على الماضي وليس ممارسة لفعل المؤثر وتسعى بعض القيادات الى طرح فهم مشوه للمشروع الماركسي بتأليه العامل الاقتصادي وتجاهل العوامل الفاعلة الاخرى
وقد رد انجلز سلفا على اولئك الذين يشوهون منهجه((بمقتضى التطور المادي للتاريخ فان العامل الحاسم الفعالية في التاريخ هو في التحليل الاخير انتاج الحياة المادية واعادة انتاجها ولم نؤكد لا انا ولا ماركس اكثر من ذلك قط. فاذا جاء احدهم ولوى رقبته ذلك الى حد القول ان العامل الاقتصادي هو وحده الحاسم الفعالية فانه يكون حول تلك الصيغة الى جملة فارغة /مجردة عابثة)) انجلز رسالة الى بلوخ 21/ايلول/1890


علي العبود/الناصرية
1/6/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على