الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا أمة لا تنتصر!!

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2006 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


إضاءات
قبل أيام مرة ذكرى هزيمة 5 يونيو ( حزيران ) 1967 والذي يميز هذه الهزيمة عن الهزائم العربية الأخرى هي إن أثارها السياسية والاجتماعية مازالت موجودة على الصعيد العربي والدولي فالضفة الغربية وهضبة الجولان مازالت تحت الاحتلال الإسرائيلي وكذلك القرارات الدولية التي صدرت بعد الحرب وبالتحديد القرار242 الذي غير من الخارطة السياسية للشرق الأوسط والزم العرب الاعتراف بإسرائيل ووصلنا ألان إلى مؤتمرات السلام التي تعالج هذه الهزيمة وتطالب بالانسحاب الإسرائيلي حتى حدود يونيو 67 ، ولكن وبعد هذه الكارثة العربية وليس نكبة كما يحاول بعض المثقفين العرب إن يخفف منها تحت دواعي الالتزام القومي فهل استوعب العرب كأنظمة رسمية ومثقفين الدرس من الهزيمة ؟وهل عالج العرب الأسباب الحقيقية لهذه الهزيمة ؟.
ومع أننا نقدر الزعيم الوطني جمال عبدالناصر الا أننا يجب إن لا نغفل عن حقائق تلك الحقبة وما ساد فيها من قيم سياسية وكوارث عربية مازالت الأجيال العربية حتى ألان تدفع فاتورتها ، فانعدام الديمقراطية في حقبة عبدالناصر قد أسس لقيام أنظمة حكم دكتاتورية في شتى أرجاء الوطن العربي بل إن بعضها مازال يبطش بالشعوب العربية تحت مسمى الناصرية فافتقاد الحقبة الناصرية للحرية قد افقدها النصر ، فالحرية والإنسان هما الرديفان اللذان يؤديان إلى النصر فالحرية تعنى الانطلاق نحو العلم والمعرفة والنهضة وبدون الحرية لن تنفع عطايا النظام الاشتراكي ولا مواعظ خطباء المساجد ولذلك فان حكم القهر والطغيان لعب دوراً كبيراً في هذه الهزيمة فأنظمة الحكم القائمة على استعباد الشعب وتقييد حريته وتشكيل الحكومات القائمة على المحسوبية والصداقات والانتهازية كما حدث في تلك الفترة لعب دوراً رئيسياً في هذه الهزيمة ، فمن الذي عين مدير المخابرات المصرية في تلك الحقبة وهو الفريق أول محمد صادق والذي حوكم وسجن بعد الهزيمة والذي للأسف بث معلومات خاطئة وأكد الرواية السورية الرسمية عن وجود حشود اسرائيلة على الحدود السورية بينما الحقيقة التى اكتشفها عبدالناصر بعد فوات الاوان إن القوات الإسرائيلية على الحدود السورية كانت رمزية ومحدودة ، ومن الذي عين المشير عبدالحكيم عامر قائداً للقوات المسلحة المصرية وهو لا يمتلك هذه الكفاءة ؟ أليس عبدالناصر هو من فعل ذلك ؟ .

ونحن هنا عندما نشير وبشكل واضح إلى حكم القهر والطغيان أنما نرفض التفسيرات والتحليلات المنافية للحقيقة والتي عملت بعض الجماعات الإسلامية على بثها بين الناس وهى إن سبب الهزيمة هي إبعاد الدين عن الدولة وابتعاد الأمة عن دينها ! كما يحلل الهزيمة الدكتور يوسف القرضاوى ويعود،
الخطأ في هذا التفسير كونه تفسيراً طوباوياً ولا يختلف نمط التفكير والتحليل هنا عن طريقة التحليل لأنظمة الحكم الشمولية اليسارية الا كونه يتخفى بعباءة الإسلام بالإضافة إلى كونه يبتعد عن المنهج العلمي في التحليل ، فالدين كان موجود في عهد عبدالناصر ولم تكن الحقبة الناصرية علمانية بالمفهوم العلمي الصحيح فخطب وتعبئة عبدالناصر السياسية كانت تنطلق من الأزهر الشريف وكذلك لو اعتمدت الشعوب في العالم على هذه الطريقة في التفسيرات الطوباوية لما انتصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ولما حرر الفيتناميون بلادهم ولما تحولت الصين إلى قوة اقتصادية عالمية.
ولكن هذا الخطاب هو استمرار إلى الحالة السابقة من الخطابات الثورية الحماسية والتي لا تنتهج العلم والمعرفة طريقاً للنصر والتقدم وبناء الأمة وعلينا هنا إن نتعلم الدرس من الاسرائيلون والذين يتعاملون مع حرب العرب بطريقة ذكيه وعقلانية ولذلك فنحن نشاهد الاسرائيلون يبحثون فى مكونات الامة العربية عبر دراسات معاهد متخصصة منها معهد الدراسات الشرقية والذى انشئته إسرائيل عام 1962 اى قبل الهزيمة فى الجامعة العبرية والجمعية الشرقية ومؤسسة أبحاث الشرق الأوسط وجامعة تل ابيب التى تضم أقساما متخصصة فى الشئون العربية فهل نملك نحن هذه المؤسسات فى جامعاتنا ودولنا ؟ أم ان القرارات الهامة تؤخذ فى المراقص كما كان يفعل عبدالحكيم عامر وفى هذا الوقت كانت الانظمة العربية والمثقفون يرفضون حتى استقبال الفلسطينيون من أراضى عام 1948! .

والمؤسف أننا وبعد هذه الهزيمة مازلنا ندور فى ذات الأزمة فخرجنا من شمولية واستبداد قومى الى شمولية أسلامية وتكفيريين يقتلون الأبرياء فى الشوارع والفنادق والأسواق فهل بهذه الوسائل سوف ترتقي الامة وتعالج هزيمة 67 ؟ ، فالانحدار العربي ونتيجة غياب التحليل الصحيح للازمة وطغيان التاسلم السياسى والتفسير الأعرج للهزيمة قد أوجد الارهابين من أمثال الزرقاوى وبن لادن والظواهرى والذين لم يطلقوا ولا رصاصة واحده ضد جندي اسرائيلى بينما الزرقاوى يطلق التهديدات ضد الطائفة الشيعية ويتهمها بالتكفير ويحرض السنة على الشيعة ، ولكن من يتحمل مسئولية نمو هذا التفكير الارهابى داخل المجتمع أليس الدعاة والمحرضين والانتهازية السياسية من الذين يقلبون الحقائق ويفسرون وفق الهوى الخاص جميع ما يحدث ، فهل سوف تنتصر الامة بهذا الجهل وهؤلاء الإرهابيون وعن طريق العصبية المذهبية والطائفية والقتل والتدمير للأرض والناس ؟ .
وبينما يدعو الزرقاوى الى قتل الشيعة يدعو الدكتور عبدالله النفيسى السعودية الى دعم أهل السنة فى العراق فى مواجهة الامتداد الشيعى وهى من وصايا النفيسى الأخيرة وتقلباته التى لم تتوقف مند دخوله المعترك السياسى ، فهل انتصار الامة بتقسيمها بين شيعة وسنة وايران تدعم الشيعة والسعودية تدعم السنة ؟ وتحريض العراقيين على بعضهم ؟ والا تمثل هذا دعوات لحرب أهلية فى العراق تستفيد منها الانتهازية المتاسلمة ، فالأمة العربية بهذا التاسلم وبالإرهابيين وبدعوات المحرضين سوف لن تنتصر وان دعاة الدولة الدينية سوف يعيدون الهزائم السابقة وبوسائل جديدة أكثر دموية وسوف تعود الشعوب العربية لتقول ما قاله نزار قبانى بعد هزيمة حزيران 67 " يا سيدي السلطان .. لقد خسرت الحرب مرتين .. ألان نصف شعبنا ليس له لسان " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-