الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا والهزل

خالد خالص

2020 / 4 / 10
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


نشرت منذ شهور خلت على هذا العمود مقالة بعنوان "الضحك والعبوس" قائلا بأن الضحك هبة ربانية، ودواء مجاني ضروري للتوازن البشري، وأن الاطباء يوصون به لانه "يحمي القلب ويقلل من معدلات سكر الدم ويرفع من قدرة الجسم على محاربة العدوى ويعزز من تواجد الخلايا المناعية ويساعد على الاسترخاء والنوم وعلى جمال الجسم والمظهر.

وإذا كان الضحك شكل من أشكال التعبير الصريح عن التسلية والمرح، فإن إضحاك الناس موهبة ربانية لا يمتلكها الجميع. بل إن العديد لا يعرفون للضحك سبيلا لأن ضحكهم غير طبيعي، إذ تجدهم اما ثقيلي الظل او "باسلين" باللغة المغربية او عنيفين من الذين يطبق عليهم المثل المغربي "ضحك لحمير ..المندبة احسن منو ".

وتذكرت مقالتي بخصوص الضحك والعبوس، منذ انطلاق الوباء الذي أصبح فيما بعد جائحة، حيث تم إغراق وسائل التواصل الاجتماعي عندنا بمآت "النكت" والأشرطة المرئية والمسموعة بهدف إضحاك الآخرين. إلا أن معظمها، الذي نتوصل به رغما عن انوفنا، يجعلك تتحسر على المستوى المتردي لاصحابها لانها تعمل على إفساد الدوق وتمييع ما يقع وتشغل بال المواطنين بالتفاهة في الوقت الدي نعد مرضانا بالمات وموتانا بالعشرات لا نستطيع لا تغسيلهم ولا توديعهم ولا دفنهم.

ومن الأشرطة ما يجعلك تتسائل عن الصحة العقلية لاصحابها، الشريط الذي ادعى "بطله" بأنه مصاب بمرض كورونا أمام أفراد أسرته ومنهم رضيع بجانبه متداعيا المرض ثم ممثلا موته لتقع سيدة لا نعرف هل هي زوجته أم أخته مغمى عليها لينقلب المقلب الى مأتم لولا الألطاف الإلاهية. والغريب أن يبث هذا الشريط مع ذلك ويوزع على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عادي رغم ما نتج عنه من رعب مجاني.

ومن الاشرطة الصوتية التي آذكرها أيضا، شريط تلك السيدة التي تقلد اللهجة الفاسية وتدعو الناس لاستعمال " السبسي" و"عشبة الكيف" لمعالجة كورونا وهو أمر خطير جدا أمام ما تقوم به الأطر الطبية والصحية من مجهودات لمقاومة الوباء بالحضر الصحي والتوجه للمستشفيات في حالة الاصابة أو لمجرد الشك لتأتي "متهورة" وتنصح بطرق أخرى للعلاج بطريقة مبتذلة.

وأكتفي بهذين المثالين - دون الدخول في تدوينات الضحك الخبيت الأخرى كاغلاق المحلات التجارية، التي كذبتها وزارة الداخلية وكقرصنة شحنة الادوية التي كذبتها السفارة الاسبانية ومطالب مدام بنونة وغيرها كثير لاثارة الفزع والكراهية- لأقول بأن الأمر جدي وخطير للغاية على جميع المستويات، إن على المستوى الصحي أو على المستوى الاقتصادى او المالي أو الاجتماعي؛ وأن الوباء يحصد آلأف الأرواح عبر العالم يوميا إضافة الى ما يعانيه المرضى وأسرهم ومختلف المؤسسات والسلطات والأطقم الطبية والصحية والامنية وغيرها في البلاد من آلام وإرهاق، نتيجة تجندهم طيلة الليل والنهار لمحاربة الجائحة وهم بحاجة الى من يساهم معهم على الاقل في التحسيس والتوعية بدل الاستهزاء بالوباء والاستخفاف به وبإجراءات الوقاية منه.

واذا كان الضحك نعمة ربانية فانه لا يحق لأي كان استغلاله ليصبح "وباء" لتبخسيس المجهودات التي تقوم بها الدولة - ملكا وشعبا - خلال فترة الابتلاء هاته بأساليب التحقير والتصغير ونشر وتداول التفاهات والاخبار الزائفة لان المثل المغربي يقول بانه في وقت المعقول "الضحك كيفصخ البيع".

ذ.خالد خالص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في