الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورونا ومقومات المواجهة

روني علي

2020 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


" إن القوة السكانية تفوق بكثير قوة الأرض على إنتاج الغذاء للإنسان حيث ينبغي للموت المبكر أن يزور الجنس البشري بشكل أو بآخر. فرذائل الجنس البشري وسائل ناشطة وفاعلة لخفض عدد السكان . إنها النذير في جيش ّ الدمار العظيم ، وغالبا ما تنهي العمل المروع بنفسها . لكن في حال فشلها في حرب الإبادة هذه، تتقدم الموسمية والأوبئة والطاعون بمستويات مخيفة، وتمسح الآلاف وعشرات الآلاف . وفي حال بقي النجاح منقوصا، تأتي المجاعة المحتومة التي تحتل مؤخر الجيش، وتسوي بضربة واحدة قوية أعداد السكان مع كمية الغذاء المتوفر في العالم ". الجحيم / دان بروان

بعيدا عن مثل هكذا نظريات ومقولات "الواردة أعلاه" وإدخال هذا الوباء – بناء على الضخ الإعلامي – في خانة نظرية المؤامرة "الاشتغال على الهندسة الجينية" وبالتالي اعتباره جزءا من مكنة الصراع السياسي / الاقتصادي بين أقطاب دولية، بحكم الويلات التي عانت منها الشعوب، ولم تزل، من جراء موبقات معادلة التوازنات السياسية الدولية، التي شكلت بالنسبة لها أكثر وباء من بين كافة الأوبئة. فقد رفع "هذا الوباء" مرة أخرى، الغطاء عن عورات الأنظمة التي تعتمد على شعوبها من حيث أنها "فقط" نسغ استمراريتها وديمومتها، وكشف عن مدى هشاشتها في التصدي "الناجع" لتداعيات الوباء وآليات السيطرة عليه . فهي قد حاولت، ومن خلال أدواتها المعتمدة وفق منظومتها في التحكم والسيطرة، الاعتماد مرة أخرى على "السوط" وحده في الإبقاء على المواطن بين جدران بيته، دونما امداده بما يجعله ملتزما بما يصدر إليه من قرارات وتوجيهات، مع إدراك البعض بالخطر المحدق به فيما لو لم يرضخ لمشيئة الحاكم، وافتقار البعض الآخر إلى ثقافة الأمن الاجتماعي نظرا لافتقاره إلى مؤسسات تهدف الاشتغال على بناء الإنسان المدرك للحقوق والواجبات، ليكون على دراية في هكذا أزمات، بأنه قد يتحول إلى قنبلة مسمومة متحركة، تنفجر في بيئته وتبث سمومها دونما إدارك منه .
إذاً، يمكننا القول بأن أهم أدوات المواجهة لهذا الوباء لدى هذه الأنظمة اقتصرعلى "الجندي" الذي يراقب خطوات المواطن والسيارات "الأمنية" التي تلاحقه بغية تطوعيه لمشيئتها، دون أن تكون مفاهيم الأمن الوطني والقومي والغذائي مطروحة على طاولة البحث، كإحدى أهم وسائل المواجهة . فيما لو أخذنا بعين الاعتبار أن المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر، هو الذي اكتوى بالدرجة الأولى بنار "الحظر"، وإن كان قد تساوى مع ذاك الذي يمتلك رصيدا ماليا يمكنه من الاستمرارية، فيما لو تمكن من كسر قيود منع التجول المفروض عند اشتداد درجات الخطورة . وأن هذا المواطن هو وحده من يعيش تحت رهاب الغد والتراكمات التي ستلاحقه، والذي لن يكون بمقدوره الخروج من كماشة الالتزامات بجهوده الفردية وفرص العمل المتاحة أمامه، فيما لو وجدت .
استنادا على ما أوردناه آنفا، ومع الأخذ بعين الاعتبار بعض الإجراءات الاحترازية، من قبل الحكومات، التي وصفت بأنها ناجعة، والتي لم تكن فقط تهدف إلى حماية "المستضعف" وحده، بحكم أن الوباء لم يفرق بين الحاكم والمحكوم وبين الغني والفقير، كان علينا أن نطرح بعض الأسئلة والتي تعتبر تجسيد أجوبتها إحدى أهم وسائل المقاومة وتجاوز هذه المحنة بأقل الخسائر ..
ألم يكن من مستلزمات الأمن الاجتماعي أن يجد المواطن أمام باب بيته سلات غذائية تقيه من الحاجة وتختصر أمامه سبل البحث عن مستلزمات العيش ..؟
ألم يكن حريا بالحكومات أن تزيل عن المواطن عبْ الاستئجار وتعويض المستأجرعما سيلحقه من أضرار مادية، وذلك بموجب قرارات تأخذ بعين الاعتبار إمكانيات المؤجر والمستأجر ..؟.
ألم يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني التي ملأت الدنيا "صراخا" أن تزيل قناع الخوف عن وجهها وتكون بمثابة جيش يساند المواطن في محنته وذلك من خلال الآليات المتاحة أمامها ..؟.
وتبقى هنالك المزيد من الأسئلة التي لن تجد أجوبتها نظرا لأننا نستمد حضورنا من ثقافة السؤال دونما الخوض في الأجوبة التي غالبا ما تجلب علينا المزيد من الويلات .

10/4/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة