الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلوك المتناقض في العقل البشري

سعد محمد موسى

2020 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


يبقى الانسان ذلك الكائن المليء بالتناقضات في تفكيره وفي سلوكه. منذ بدء الخليقة والصراع قائم ما بين الفضيلة والنبل والخير وما بين الشر والانحطاط!!
ويبقى الاستخدام الشرير لبعض قدرات العقل البشري وتوظيفها في الجانب السلبي والتدميري يثير الكثير من التساؤلات !!؟؟
مثال على ذلك : لماذا أن الشر أكثر من الخير وصناع الحروب والخراب أكثر من دعاة السلام ولماذا ظهر علماء كانت نظرياتهم واختراعاتهم أستخدمت في خدمة الحروب وإبادة البشرية وتخريب الطبيعة!!؟؟
مثل العالم "الفرد نوبل" الذي أستخدمت إختراعاته في متفجرات الديناميت في الحروب والدمار لكن بالمقابل كان استخدام الديناميت لاغراض البناء وخدمة البشرية ومن أهمها كان فتح الانفاق والطرق في الجبال.
أو بحوث ونظرية اينشتاين الفيزيائية التي استغلت لصناعة القنبلة النووية والتي القيت فيما بعد فوق مدينة هيروشيما وناكازاكي اليابانية أثناء الحرب العالمية الثانية والتي أبادت عشرات الالاف من البشر وخلال دقيقة واحدة وبقيت آثارها مستمرة لعشرات السنين... وفي ذات الوقت استخدمت النظرية النسبية لاغراض علمية وساعدت في اكتشاف الفضاء!!!
العقل البشري السلبي وصل بقدراته الى امكانية تدمير الكرة الارضية عشرات المرات .. بينما لم يكن العلماء جادين بالقضاء على مرض الانفلونزا وعلى الامراض المزمنة والتي يعاني منها الكثير من البشر.
لكن الضمير يستيقظ بعد الفواجع والكوارث الرهيبة مثلما شعر الفرد نوبل بالندم وتأنيب الضمير بعد أن نعته العالم بتاجر الموت فأراد تحسين صورته فوهب ثروته لتأسيس أشهر جائزة عالمية حملت أسمه فكان الغرض من جائزة نوبل تكفيراً الى أخطائه وشعوره بالذنب.
وكذلك شعر اينشتاين بالذنب حين أستغلت نظريته الى اختراع القنبلة النووية.
أو العالم الروسي ميخائيل كلاشنكوف مخترع بندقية تحمل أسمه الذي أعترف أن اختراعه لتلك البندقية كان من واعز وطني لحماية وطنه فقط وليس القصد أن تكون صناعة البندقية للجشع الاقتصادي والارباح عن طريق بيعها الى الكثير من جيوش العالم والعصابات والتي راح ضحية هذا السلاح ملايين المدنيين الابرياء في التصفيات العرقية والدينية والحروب الدولية حتى ان هذا العالم قبل موته طلب المغفرة من الكنيسة.
وكذلك العالم مكتشف قنابل رذاذ الفلفل الغير قاتل العالم "لوغمان"شعر بالذنب بعد أن شاهد أن الأجهزة الأمنية في كثير من البلدان تستخدم هذه القنابل لتفريق وإيذاء التظاهرات السلمية للشعوب التي كانت تطالب بأبسط حقوقها.
بينما كان الغرض من استخدام فلفل الراتنج هو استعمال للدفاع عن النفس وللشرطة حين تلقي القبض على المعتدين والاشرار دون قتلهم
تجنباً لاستخدام الذخيرة الحية.
أما العالم أرثر غالستون أستغل أختراعه حول تحسين وتطوير نمو النباتات حين أكتشف هرمون يسرع في تفتح حبوب الصويا لكن العالم لم يتوقع أن يتحور اكتشافه الى توسيع الحروب البايلوجية لصناعة سلاح كيمياوي فتاك يدعى "سلاح العامل البرتقالي" الذي استخدمه الجيش الامريكي في حرب فيتنام لتدمير الحقول الزراعية ومن مخلفات هذا السلاح الكيمياوي تأثيره على ظهور ولادات أطفال مشوهين أيضاً.
فكان تصريح العالم غالستون حينها بعد أن شعر بالاحباط : لا يضمن أي اختراع علمي اعطاء منافع للجنس البشري أظن ان أي اكتشاف يكون حياديا من الناحية الاخلاقية ثم يمكن استعماله لغايات بناءة أو تدميرية لا يمكن لوم العلم في هذة الحالة.
ولكن بعد فوات الاوان.. وبعد أن سبق السيف العذل!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية