الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربة القصيدة الشعرية

محمد أسويق

2006 / 6 / 12
الادب والفن


تغترب القصيدة كلما اغترب الشعر والشاعر عن موطن الإبداع الفني. أو حين يقل البعد الجمالي في عملية الكتابة الداعية انتسابها إلى موطن الفن. وهذا العوز نتاج لفقر التشكل البياني وضعف البلاغة في تشييد الصورة الشعرية. فتبقى لغة غير شاعرية تفتقد لكل المضامين الشعرية و الفنية أثناء البناء الهندسي. لتصير بعد ئذ لغة غير انزياحية يغلب عليها طابع الخطابية والتقريرية والمباشرة التي تأتي في نقل الواقع خارج كل المعايير الجمالية التي تعوض بالموقف والتصور بدل أي حس جمالي آخر...وتحديد الموقف مسبقا في عملية الإبداع هو سلوك ديكتاتوري يتنافى مع المفاهيم الأدبية والأخلاقية بحيث تحرم المتلقي من إبداء رأيه وإشراكه في قراءة النص من أجل التناص الشعري .و لان اللغة التثويرية أو الإنفعالية التي تنبطح مع الواقع ولا تغيره تكون لا تحتمل أي موقف يساهم به المتلقي

إن اللغة الشعرية حين لاتكون لغة إنزياحية يصعب عليها تقديم التيمة في صورة تشكيلية تجمل الحدث وترقى به عبر الخيال المنهل من لون الجمالية المتمايل مع الجرس الموسيقي. ليبقى التشكيل سر القصيدة النابضة بالحدث و بالحداثة المستوعبة لتقنيات الكتابة الفنية التي تمنح للقصيدة بطاقتها الهوياتية خارج أي اغتراب أو غربة
والقصيدة التي استكملت شروط مميزاتها الفنية عبر انسجام اللغة والخيال معاهي: القصيدة المثلى والحاملة لمناعة تحميها من كل انحطاط وتدهور واختراق وغزو ... لأن شروط مأسسة الروح الفنية حسب القراءة النقدية المكتسبة من كل الإشارات الدالة والمستقاة من الرمز والجناس والطباع والسجع والتكرار....وكل التسميات الرمزية عند باقي اللغات الاخرى
وتجاوز الغربة والإغتراب الذاتي يعود بالأساس إلى تجربة الشاعر مع جحيم الكتابة القاسية بشكل عام والقصيدة بشكل خاص. وتجربة اطلاعه على باقي التجارب العالمية وطبيعة تامله في جدلية القراءةالنصية التي ترى بأن الموضوع يساوي درجة الصفر في الكتابة الإبداعية . وهذا لا يعني أن القصيدة تكون خالية من الإيديولوجية أو من الغرض بل أن لايبلع هذا الأخير خصوصياتها الفنية التي بها تحيى وتعيش وهذه الحياة المثالية موجودة في الصور البلاغية التي تحاكي الواقع بالبيان والصورة لا بالموقف والرأي
والإشكال في غربة النص الادبي لاتتحمل فيه اللغة كوعاء للفكر ثمة مسوولية بل الامر يرجع بالأساس إلى حنكة المبدع وإلمامه بقيم الإبداع والجمالية. فان تصير القصيدة هيكل لغوي ليس إلا أوتعبير لغوي يفيد المعنى. هو الجهل بالثوابت الفنية كخصوصية تقنية وفنية تنوجد في اللغة ذاتها التي لا تقرأ بالعين المجردة. بل بالحواس والمشاعر
فليس القصيدة إذن ان توزع التعابير والشذرات اللغوية على بياض الورق. بل الأمر كيف نموضع النص داخل الإطار الفني .الجمالي.... ودون ذالك نكون نجرب الكتابة ولا نمارس الإبداع . وقد تثير انتباهنا ولا تستأثر باهتمامنا. أي هي كتابة عابرة كونها لا تلتزم بجدلية الثالوث داخل النص الشعري كبديهية لأي نص فني جمالي لتاكيد المرجعية النصية على مستوى التاريخ والإنسان والمعرفة لنوضح بأن الفن لا علاقة له بالفراغ والصدف والغرائز كما يعتقد سيكموند فرويد الذي كان ينطلق من كبته الخاص
فتجاوز القصيدة للإغتراب يبدأ من تجاوزنا للتعسف على اللغة ومنحها توهجها اثناء الممارسة الإبداعية التي يجب أن ترقى من التجريب إلى الإحترافية والنضج الواعي.
فالشعر ذوق وجمهور وآداب عامة لها إسهامات متعددة في تارخ الشعوب على مستوى الأخلاق والتقاليد الإجتماعية و من هنا تأتي إعادة النظر في المهرجانات التي لا تكرس غير البهرجة واستنزاف خيرات الشعب باعتبارها غير توجيهية او استراتيجية تكرس النخبوية والزبونية ولا تقر إلا بالاسماء الحزبية المعروف المنسجمة التصور والمبعدة لكل الأسماء الأخرى التي تعتبرها هامشية ومهمشة فيموت المبدع والإبداع معا كما يفعل اتحاد كتاب المغرب كأكبر قصارية تدعي تمثيل المثقفين النخبويين والذي يكرس الميز الثقافي بشكل مفضوح خصوصا مع الامازيغية التي تقصى من كل المهرجانات. لأن الحضور للأقوى سياسيا وليس تاريخيا لندع المبدعين الامازيغيين على حافة التهميش كون اهل المعرفة عندنا أعمتهم العروبة كايديولوجية تؤمن بالرأي الوحيد ولاتكرس الإختلاف والامازيغي غير مرغوب فيه علما أن القصيدة الامازيغية تحمل بين طياتها جمالية وبلاغة توحي بأن القصيدة أكثر من إالهام والمتذوق للشعر الأمازيغي أكيد لن يتنكر لمثل هذه الخصوصية على مستوى الخيال واللغة والصورة الشعرية
حيث تقول الشاعرة:رل ثسريث ناغ أذ سنذ غكما
اذ سنذ غرصار ثروا أن فميليا
ثنلي مني ثكوذ ياك ارقهوى ثقان
نيغاس غام ئيدوسيغ أموطاون ئيذعقان
فاللغة هنا تتجاوز الوصف والتعبير وملتزمة بالمعايير الفنية مما صارت فضاءا تشكيليا قبل كل شيئ وقد برهنت على أن اللغة غير قاصرة بل الإنسان هو القاصر بسلوكاته حين يمنعها من الإبداع ومن ترجمة الموقف الأخلاقي ويحاول اغترابها والزج بها في الغربة المحرقة
فتصيح الشاعرة الامازيغية :أراح قسمحغاك مار يسمحاك الله
أيا مين تسرغ ذوارن أزي عيبدلاه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال