الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة مقتضبة في نظريات الطفرة العولمية.

عبد العزيز المسلط
سياسي وباحث اكاديمي

(Abdulaziz Meslat)

2020 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


طبيعة العلاقات الدولية وتحولاتها الراهنية.
تقيم الدول فيما بينها علاقات متنوعة و مختلفة قد تكون تلك العلاقات اما علاقات تعاونية أو علاقات نزاعية "صراعات". لذا جاء علم العلاقات الدولية –بعد الحرب العالمية الأولى- من أجل فهم الظواهر الدولية المختلفة والعمل على إلقاء الضوء على الأسباب والعوامل المحددة التى تسهم فى تطور تلك الظواهر. ومن ثم ظهرت العديد من نظريات العلاقات الدولية كعامل رئيسى يسهم فى دراسة العلاقات الدولية حيث أن نظريات العلاقات الدولية تهتم بمجمل الأحداث وليس الاحداث الخاصة ولقد تعددت فيها نظريات العلاقات الدولية التى تحاول كل منها أن تقدم تفسير للعلاقات الدولية , متناولة كل منها النظام الدولى وأطرافه والعوامل المؤثرة عليه، كذلك تناولت علاقات السلم والحرب بين الدول والعلاقات الدبلوماسية فيما بين الدول مع بعضها البعض.
ارادت التحولات في ذهنية العلاقات الدولية وربطها بالمتحول القانوني للدول الكبرى فيما يتعلق بطبيعة النزاعات ومنطق القوة، ان يصبح لديها افكار ونظريات واتجاهات حديثة جداً ترى بأن مستقبل "الدولة الوطنية" ومفهوم "السيادة الوطنية" للدول المستقلة، بات يشكل عائقاً امام وحدة وقوة ومعيارية القانون الدولي، فتم إيجاد خطاب نظري جديد سرعان ما شكّل حالة -عولمية- سياسية حديثة اطلق عليها "المنظمات فوق الدولاتية"، او "الفواعل غير الدولاتية".
خطورة هذا الاتجاه تأتي لابراز القيمة الحضارية المزعومة للنظريات المعاصرة في السياسة والعلاقات الدولية. وتأتي في المقلب الآخر لإعادة إنتاج وتشكيل كيانات عابرة للقارات ما يهمني سرده من هذه المقدمة الموجزة عن مفهوم العلاقات الدولية وتطورها، هو فهم طبيعة التحولات والتطورات التي حصلت في نظريات العلاقات الدولية منذ أن تم "منهجتها" كعلم نظري قائم بحد ذاته من العلوم الانسانية الاجتماعية الحديثة. وما آلت إليه الظروف التاريخية لعلاقات الدول العظمى فيما بينها لتطبيق النظريات العلمية التي تستند الى شكل وطبيعة توجهها السياسي والاقتصادي العالمي.
ومما لا شك فيه كخبير ممارس ومدرس اكاديمي لمادة السياسة والعلاقات الدولية في أحد أهم الجامعات الامريكية بل والعالمية، وصاحب مؤلفات علمية اكاديمية لهذه المادة تحديداً "قيد النشر"، اردت يقيناً بعد إطّلاعي العميق المزجي بكثير من القراءات التاريخية العلمية ذات الصلة في الاقتصاد والقانون ك"اختصاص أكاديمي ومهني أيضاً"، واحد ابرز دعاة الليبرالية الجديدة في الشرق الأوسط "سابقاً" بناء على تصنيف مجلة السياسات الديمقراطية الصادرة عن المعهد الجمهوري الممول من الحزب الجمهوري بتاريخ 09/11/2005، يأتي بعدي مباشرة ضمن التصنيف :كلاً من د. سعدالدين ابراهيم، والدكتور شاكر النابلسي.
وزميل سابق في عدة محافل ومؤسسات دولية تدعو لنشر الليبرالية وثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان, ومالك ورئيس تحرير لأول مجلة امريكية ناطقة باللغة العربية 2002 تدعو لنشر قيم الديمقراطية وثقافة المواطنة وحقوق الأنسان.
أردت وبهذه المقالة أن أضع القارئ الكريم على عتبات المحطات الفكرية والتاريخية التي قادت الى ولادة وتشكل البناء النظري المعاصر للعلاقات الدولية، وربطه بشكل سياقي إجرائي، ومعياري خاضع لمنطق المصالح الدولية وتطبيقاتها على الصعد المختلفة. للوصول الى قناعة دلالية أن الكثير من العلوم النظرية المعاصرة والتي ولدت نتيجة الحاجة لتوليف المصالح الدولية وتشكيل جبهاتها المتعددة الأطر، إنما تهدف بالدرجة الاولى الى إلغاء ما يعرف قانوناً ب"الشخصية القانونية" للدول المستقلة، او "الدولة الوطنية". لذلك كانت العديد من النظريات الغربية تنحو منحى صياغة قانونية جديدة وشاملة للفكر القانوني العالمي، وربطه بمندرجات السياسات الدولية، حتى امست قوانين الدول وسيادتها عرضة لإتجاه تغريبي - إمبريالي نظري تحكمه قوانين القوة السياسية والاقتصادية للدول العظمى.
وبما أن هذا التغيير الدراماتيكي للأحداث ومس"مافوق القوانين الوطنية الوضعية". تقوم بدور الدول الكبرى في ضبط إيقاعات المجتمع الدولي بدوله المتعددة تحت مسميات مختلفة كالسلام والأمن والسلم الأهلي والديمقراطية وحقوق الانسان وغيرها من مفاهيم ومصطلحات أبرزتها انتصارات الغرب الرأسمالي بعد مرحلة الحرب العالمية الثانية ومجيء المرحلة القطبية للدول العظمى.
هذا على البعد المباشر، لكن في الأبعاد والعوامل غير المباشرة فإن العديد من هذه النظريات إنما كانت هادفة لإعادة ولادة وإنتاج إستعمار عولمي جديد محل الاستعمار التاريخي القديم الذي انتهي بعد إنجاز مهامه وتحقيق شروطه التاريخية من القضاء على أي أمل للمجتمعات البسيطة غير المركبة من التطور والازدهار، وبالتالي من تحقيق ذاته في التقدم الحضاري. وهذا مما لاشك فيه معلوم لدى الجميع ممن قرأوا تاريخ العالم الحديث. لكن ربما هناك من يجهل أن العلوم النظرية المصنعة أو المنتجة وفق عقلية المنتصر المستعمر القوي هي إحدى أهم الأدوات الحديثة التي تلبي متطلبات المرحلة التاريخية الوليدة في استعمار العالم وشعوب العالم تحت مسميات العلم والتقدم الحضاري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر