الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الصليب ؟

ميلاد ثابت إسكندر
(Melad Thabet Eskander)

2020 / 4 / 12
الادب والفن


سألني صديق مسلم عما يمثله الصليب بالنسبة لي كمسيحي، وما يتوارد في تفكير الكثيرين عن عبادة الصليب، من خلال تقبيله ورسمه باليد بحركات تقاطعية، فأجبته بكل محبة قائلاً: وهل تقبيل رمز مقدس بالنسبة لنا يبدو عبادة له ؟! " للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" إنها أولي الوصايا في الكتاب المقدس . ثم لأبسط المفهوم عند صديقي سألته سؤالاً قائلاً: هل عندما يطوف أخوتي وأخواتي المسلمين حول الكعبة وهي بناء من الحجر، ويقبلون الحجر الأسود هل أعتبر هذا عبادة للحجر؟؟ أجابني: بكل تأكيد لا، فالعبادة لله وحده عز وجل.
أجبته قائلاً: هكذا الأمر عند كل مسيحي يا صديقي العزيز.
وبدأت أشرح له باستفاضة: الصليب هو( المحبة والفداء ) والفداء أو الخلاص هو جوهر الإيمان المسيحي، الصليب هو مذبح العدل والحب الإلهي الذي قُدم عليه الذبح العظيم ( المسيح ) لفداء العالم من الخطية، " أجرة الخطية هي الموت"، والموت هنا بمعني الإنفصال عن الله والهلاك الأبدي، فلابد من كفارة عن العصيان " عصي أدم فعصت ذريته" والكفارة أو الذبح العظيم كان لابد أن يكون إنسان خالي من الذنوب والعيوب ويكون عظيماً بقدر مَن ستُقدم له الذبيحة ( أي الله ) ولا يوجد إنسان خالي من الذنوب ولو كانت حياته يوماً واحداً علي الأرض، فقد عصت ذرية أدم بعصيانه. فلهذا جاء المسيح الطاهر بدون ذرع بشر، كيان بشري طاهر من عذراء طهرها الله واصطفاها علي نساء العالمين، ولهذا لم يستطع الشيطان نخسه كما ينخس كل مولود؛ فكيف يستطيع الشيطان أن يقترب من كيان تجلي فيه الله بروحه وكلمته.
فسألني قائلاً: ومَن كان يدير الكون إن كان الله متجلي في عيسي عليه السلام؟
أجبته قائلاً: كما تجلي ربك في الشجرة وكان يدير الكون كله في الوقت الذي كان يُكلم موسي من خلالها، فسبحانه لا حدود لقدرته، ولا يحده زمان ولا مكان.
واستفضت في الشرح قائلاً: إذاً الصليب هو جسر العبور لله القدوس الكلي القداسة والطهارة
ولكي نلقاه ونعود إليه فلابد أن نتطهر ونتقدس ولكننا نعجز عن هذا فطبيعتنا فسدت بالعصيان والخطية فالنفس أمارة بالسؤ، ولكننا بالصليب ( أي الفداء) نعبر إلي الله بفدائه وتطهيره لنا بذبيحته التي قُدمت عوضا عنا علي مذبح الحب والعدل الإلهي ( الصليب )
ولكي نستحق هذا الفداء العظيم لابد أن نؤمن به ونسير في طريق الله مجاهدين ضد النفس وشهواتها الردية قدر المستطاع والله سيضمن لنا الخلاص والحياة الأبدية بفداءه لنا بذبيحة المسيح الكفارية وهذا هو معني الصليب في إيماننا.
****************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .