الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نفشل دائما؟

احمد جليل البياتي

2020 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تظاهر العراقيون في مناسبات عديدة اخرى ضد الفساد وسوء الادارة والتخطيط مستغلين حرية التعبير التي اكتسبت ضمن حدود معروفة بعد سقوط النظام الصدامي البعثي . اخر هذه الاحتجاجات حدث في الأهر القليلة الماضية, حيث اتخذت هذه الاحتجاجات منحنى مختلف تميز باستمراريته وكذلك بحضور وتأييد واسع من أطياف الشعب المختلفة وخصوصا" في المناطق ذات الأكثرية الشيعية من البلاد مما أكسب المظاهرات زخما" مضاعفا" لأبتعادها عن النفوذ البعثي والتكفيري. ظهر هذا التوجه واضحا" في هتافات الجماهير وشعاراتهم المناهضة للبعث ودول التكفير بالاضافة الى الفساد و سوء الأدراة والتخطيط . أما المحافظات ذات الاغلبية السنية التي عانت الكثير نتيجة المغامرات السابقة فلم تشارك في التظاهرات وأكتفت بالتأييد وهذا نتيجة لما ألت اليه احتجاجات هذه المحافظات في السابق من تهجير ودمار. الاحتجاجات في العراق مثلت رغبة الجماهير في الانعتاق من براثن الجهل والفقر والفساد وهي استمرار لرغبة الشعوب العربية التي افرزت الربيع العربي. هذا الربيع الذي ولد بعوق دائمي وتشوه خلقي. الرغبة في الانعتاق من الجهل والفساد ليست جديدة وانما كانت حاضرة في وعي واحلام الشعب للعقود مضت حيث اقترنت هذه الرغبة للأسف بتاريخ طويل من القمع والدم. حيث كانت هذه الرغبة والشعارات المرتبطة بها ممر للأنقلابات العسكرية التي شهدها العراق و مكنت الجيش من الملكية الدستورية ومكنت الحرس القومي من رقاب الشيوعيين واخيرا" صدام وجماعته من العراق كاملا". بالمحصلة, هذه الرغبة وهذا النضال الطويل الدامي لم يقدم للشعب العراقي الكثير, فما زال الجهل والفساد وفقر الخدمات هو المسيطر. هذا النضال الذي رفع رايته ألاف من الشرفاء الصادقين عبر السنين لم يؤتي أوكله لليوم بالرغم من التضحيات والاحلام والألام والدماء التي رافقته. بالعكس, ان هذه الرغبة الصادقة كانت ممرا" لما هو اسوء, كما حدث في الاعتصام الطلابي الكبير عام 1962 الذي استغله البعث للقيام بأنقلاب شباط الأسود. فأين يمكن الخلل؟
لطالما أستوقفتني مقولة المفكر المصري حامد نصر ابو زيد, أن الحضارة العربية الأسلامية هي حضارة نص لأنها تتمحور حول النص الذي هو القرأن الكريم والنصوص المنسوبة للرسول وغيرها من النصوص التي قدسها العرب والمسلمون. النص أصل حضارة العرب ولذا تستهوينا الشعارات وتحركنا العواطف بدل الأفعال والاعمال. ألم يقتل المتنبي بسبب شعره؟ ألم يتباهى أحمد سعيد عبر الأذاعة المصرية والصحاف عبر القنوات العراقية والعالمية بالانتصارات الميدانية والصمود الاسطوري بينما كان الواقع يروي الانهزامات المدوية والانتكاسات المتكررة؟ توفيق الحكيم في كتابه "عودة الوعي" كان يصف عصر جمال عبد الناصر ب: "عصر حلت فيه الحناجر محل العقول."
نضالنا نضال لا ينضج و تضحياتنا لا تثمر ما دام الكلام هو أقصى انتاجاتنا وليس الفعل والتخطيط. يتظاهر الشباب ويقتل فنستنكر ونطالب بالعدالة ونقيم حفلات التأبين على أرواحهم لنبكيهم ونروي بطولاتهم ثم نمضي لنرثي الشهيد التالي بالاشعار ودعوات الثأر والانتقام. غياب الاستراتيجة والتخطيط وأعلاء الشعارات ليس مجرد خطأ عابر وانما خطا قاتل كلف الجماهير الكثير وسيكلفها الكثير. هناك حاجة ملحة الى بحوث ومراكز تخطيط يقودها ناشطون وباحثون وهذا ما نفتقده وبشده. ففي كل الاحوال, الحلول الصحيحة المستديمه تأتي بعد تشخيص الخلل بشكل واضح وسليم وهذا ما تحاول هذه المقالة الاِشارة أليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة