الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديدان .. الأكثر خطرا من الوباء

ياسين الياسين

2020 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الزعيم الكوبي فيديل كاسترو واحدا من الزعماء الذين يعدون على أصابع اليد من القرن المنصرم ومنهم جواهر لال نهرو ، جوزيف بروز تيتو ، جمال عبدالناصر ، ماوتسي تونغ ، فيديل كاسترو ، أحمد سيكوتوري ، شارل ديغول ، وليونيد بريجنيف .
وفيدل كاسترو زعيم الدولة الصغيرة التي تقع بين فكي الولايات المتحدة الاميركية وعدوتها اللدودة وخصمها الند الذي أذاق الأميركان بدهائه وصلابته الأمرين حتى بات حينذاك الشغل الشاغل للأميركان خاصة بعد إزمة الصواريخ بينهما وفشل كل محاولات إغتياله والنيل منه ، وكان كثيرا مايتصيد مكائدهم تجاه دولته فيرتد السحر على الساحر بسبب دهائه وحنكته ، وذات مرة أراد الرئيس الأميركي جيمي كارتر قهر كوبا والنيل من سيادتها من خلال إعلانه فتح باب الهجرة للكوبيين الى بلاده وتأمين مرتبات لهم مع توفير سكن مناسب ، وكان الأميركيون في ذات الفترة يجندون فرقة كبيرة بإسم جيش كوبا الحر ، وهنا وبدلا من أن يمنع الزعيم كاسترو الكوبيين من الهجرة الى أميركا صرح قائلا : أننا جهزنا أكثر من ستمائة قارب ترسو عند موانيء كوبا مستعدة لنقل من يرغب الهجرة من الكوبيين مجانا الى أميركا ، فإحتشد مايربو على ال (150) ألف كوبي عند الموانيء للهجرة الى أميركا والعيش فيها ، ولكن كاسترو زج مع المهاجرين جميع نزلاء السجون في كوبا من المجرمين وأرباب السوابق والخارجين عن القانون ، وتفاجأ الرئيس الأميركي بالحشود الهائلة عند الموانيء وشعر بالحرج ومدى خطأ إعلانه بشأن ذلك ، فإمتنعوا أول الأمر عن إستقبالهم وتركوهم لأكثر من شهر في عرض البحر حتى مات منهم الكثير ثم وضعوهم في ملاجيء ومخيمات غوانتانامو ، وماحدث بعد ذلك أن إنتعش الإقتصاد الكوبي إنتعاشا ملفتا للنظر محققا فائضا كبيرا في الميزان التجاري وتطور قطاع الصحة والتربية والتعليم والإسكان والصناعة بشكل كبير .
وقد خطب الزعيم ذات يوم بعد هذا التطور الهائل في الكوبيين قائلا : لقد كانت تلك الديدان سبب تأخرنا وتراجعنا ، وقد ثبت لنا أنهم ليسو كوبيين وإنما أميركان كانوا يعيشون بيننا وعالة علينا وقد تخلصنا منهم .
واليوم نعاني كثيرا من هذه الديدان في بلادنا فهي لن تنتمي في ولاءاتها لنا ولوطننا ، وإنما تنتمي لبلدان أقسمت فيها اليمين حين إكتسبت جنسيتها أنها ستكون مخلصة لتلك البلاد إلى الأبد ، وهي اليوم تعيش عالة علينا فكانت ومازالت سبب تراجعنا ، وتدمير إقتصادنا ، وتعطيل صناعتنا ، ونهبت أموالنا ، ودمرت ثرواتنا ، وأشاعت الفساد في بلادنا ، ولن يتعافى بلدنا إلا بعد الخلاص من هذه الديدان الضارة وخروجها من بلادنا عائدة الى بلدانها وليبقى وطننا عزيزا غاليا لأبنائه المخلصين له بوطنيتهم وليس للخونة واللصوص مكانا بينهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في