الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوهام ماركس

صلاح الدين المودن

2020 / 4 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لقد توصل ماركس الى الشيوعية لدواعي الحرية لا لدواعي الامن ، لقد بحت في سنواته الاولى عن تحرير نفسه من القسر الذي تمارسه الدولة البوليسية الالمانية أنداك ، فرفض الرقابة التي فرضتها ورفض السلطة والدين والقومية واعتقد أن متل هذه الضغوط وعدم الاستقلال الانساني لا يمكن إلغائها الا بالإطاحة بالرأسمالية والنظام الشامل للملكية الفردية التي نمت منه الرأسمالية .
فرسم ماركس صورة للمجتمع الشيوعي ومجتمع الحرية الانسانية الحقة والقصوى وآمن بأنه في مجتمعه هذا لن تكون هناك دولة ولامجرمون ولاصراعات وكل إنسان سيجري التقاطه في العمل الانتاجي مع الاخرين ، ولن يجد الانسان في عمله او في الاخرين عدم الاستقلال وعدم اللطافة بل سيجد الحرية والسعادة .

لقد ظلت هذه الرؤية للشيوعية مع ماركس طوال حياته وظهرت بجلاء في كتابه " الإيديولوجية الالمانية " وايضا في "نقد برنامج غوتا" وترجع ضعف هذه الرؤية في فشل ماركس في استخراج الفرق بين الحرية والخنوع في الاطار الوضعي : في اطار طبيعة العمليات والحركات المتضمنة لان ماركس قد صقل من طبيعة الحركات الاجتماعية وطرق المعيشة ، تمكن لهذا فقط من الاعتقاد بإمكانية قيام مجتمع لا طبقي مجتمع يختفي فيه صراع التيارات وطرق المعيشة . وحسب نظرته ستتولد الاشتراكية من الرأسمالية غير أن الاشتراكية سيكون المشروع الحق التي سيتم القضاء فيه نهائيا على الاخلاقيات الرأسمالية . لقد كان ماركس على حق بالنسبة للقضبة الاولى وعلى خطأ بالنسبة للثانية . لقد تولدت الاشتراكية من الرأسمالية لكنها لم تكن نتيجة الانهيار المدمر للرأسمالية بالعكس لقد ظهرت من الإيديولوجيات فيها التي ترضع من الرأسمالية : من الاهتمام بالغايات الاقتصادية على حساب المنفعة العامة ، من الايمان بالتبادلية المطلقة والسيطرة العقلانية على جميع الاشياء كمجرد وسيلة لغاية تجارية مشتركة ، إن الرؤية الاشتراكية للمجتمع كما قالت rosa luxemburg مرة عن lenin هي رؤية الرأسمالية للمصنع الذي يديره الرئيس بكفاءة . ان تصور التخطيط الاقتصادي هو تصور رأسمالي: المدير الرأسمالي هو نمط المدير الاشتراكي كلاهما يعتمد في أيديولوجيته على مذهب المنفعة العامة على تصور أن جميع الاشياء يكمن تقييمها كوسيلة لغايات يمكن ردها الى مقياس عام مشترك .

إن لدى ماركس رغبة عارمة للإيمان بأن البروليتاريا في بؤسها تتوق للمبادرة والحرية والعدالة وأنها ترفض الخنوع تماما على نحو ما يرفضها ماركس . (إنها لا يمكن أن ترتشي بظروف متحسنة )... ماركس لم يكن مستعدا لكي يجعل من متل هذا المطلب جزءا من نظريته ، إنه يتمسك بنظرته السالبة للبروليتاريا على أنها اكتر الطبقات معاناة ؛ طبقة تحدد مستقبلها لا بطبيعتها بل بحرمانها ... فقد حال بينه وبين توجيه انتباه جاد للحرية والمشروع المجتمعي كتراثين تاريخيين يعملان في أي مجتمع يتداعمان ويضعفان بالضرورة عند الشدائد .

فمن الواضح ان حركة العمال ، وحتى الحركة الاشتراكية لم توجه تماما في أي مرحلة للمشروع ، لقد كان البحت عن الامن والرفاهية والكفاية الاقتصادية والامن الغذائي دافعا قويا داخل حركة العمال ، فقد كان ماركس على خطأ في تبين الانهيار الباطني للرأسمالية والافقار المتزايد للعامل ، فالعمال كانوا يظهرون تفضيلهم للمكافآت الاقتصادية على حساب الحرية والكفاح ، فاذا اراد الانسان ان يقتفي أثر العامل فيجب التخلي عن الرؤية الماركسية من المجتمع الجديد المتولد بحدة من الصراع ، فالماركسيين المتزمتين المتمسكين بالرؤية كان عليهم ان يجدوا بديلا للبروليتاريا.
إن احضار الحرية والمشروع لشخص ما ليس تصورا حرا بل هو تصور استبدادي محض كما فعل ماركس مع العمال فماركس مكن من تنصيب الاستبداد باسمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو


.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي




.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا