الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ من الاحزان !

سليم نزال

2020 / 4 / 13
حقوق الانسان


كنت فى مؤتمر قبل نحو ربع قرن عندما كنت اتطلع الى لوحة لامراة تعفر راسها بالتراب و اظن ان اللوحة القديمة من العراق البابلى .الى جانبى مستشرق المانى الذى كان يتامل الصورة .قلت له ان تعفير راس المراة بالتراب تقليد منتشر حتى الان فى العراق و سائر المشرق و لعل سببه كثرة الحروب التى حصلت فى بلادنا .و كانما كتب علينا ان يظل تاريخنا من حرب الى حرب .و لو عددنا عدد الغزوات الاجنبيى بدون ان نحصى الحروب الاهلية و الكوارث الاخرى من زلازل و مجاعات لوجدنا ان الاجيال التى عاشت فى اخر ثلاثة الالاف عام لم تعش بسلام ..

و قد حاولت من خلال النت ان اجد نوع من احصائية بعدد الحروب التى جرت فى العالم لكى اقارنها بالشرق الاوسط فما وجدت شيئا .و لكنى اميل لللاعتقاد و ان بغير برهان اننا فى مركز ممتاز عالميا بعدد الحروب و لا اعرف ان كانت اوروبا تسبقنا بعدد الحروب ام نسبقها . لكن الجدير بالذكر ان معرفة اوروبا بالشرق الاوسط و العكس له تاريخ طويل جدا من علاقة صراع طويلة تخللها بعض فترات السلم القصيرة . و هى علاقة وصفها محمد عبد الجايرى بعلاقة الحب و الكراهية .
و كان صديق يرفض الذهاب الى اى مظاهرة ضد الحرب .و لما سالته لماذ لا يشارك قال انه عندما يذهب الى مظاهرة ضد السرقة مثلا معنى هذا ان السرقة صارت مشكلة كبيرة تحتاج لتظاهرات .و هو يفضل ان يعيش بسذاجة الغشيم لكى يرتاح .

فقط فى شهر نيسان ابريل موسم عودة الحياة على الارض حيث لا نكاد ننتهى من ذكرى مناسية حرب او مجزرة حتى نذهب الى الاخرى من دير ياسين الى غزو بغداد الى بداية حرب لبنان الخ من المناسيات التى لا تسر البال .و عادة يقال فى لبنان عن ذكرى 13 نيسان تنذكر و ما تنعاد و لكن بالنظر الى الاقليم كله نرى انها تنعاد و تتكرر .
لم اعد اتذكر الذى قال ان الرجال العجائز من يشعل الحروب اما من يموت فيها فهم الشباب .
و اذكر الان قصة الملك الفارسى الذى كان يتامل تحرك جنوده باتجاه اليونان اثناء الحروب الفارسية اليونانية .التفت الى من كان معه و قال بعد مائة عام سيموت الجميع المنتصرين و المهزومين!

لعله كان محقا فى قراءة التاريخ لاننا كما يقول برنادر شو ندرس التاريخ طوال العمر و ما نتعلمه هو اننا لا نتعلم منه شيءا .
و هذا امر لم يفهمه الصهاينة.و فى مناظراتى معهم كنت دوما اقول لن تنتصروا مهما فعلتم .و مع كل انتصار تحققون تزاداد الكراهية و مشاعر الانتفام استعدادا للحرب القادمة و ستهزمون فى النهاية مهما طال المدى ..و ليس امامكم سوى ان تعترفوا بحق الشعب الذى ظلمتوه لقرن كامل .من لا يربط السلم بالعدالة يخطا كثيرا .سواء كان فى فلسطين او اى مكان فى العالم .ظلم الاخرين ايا كانوا يزرع بذور الكراهية و الحرب .
و ها نحن صرنا كما قال الرحابنة نحترف الحزن و الانتظار . على امل ان يات غد لا تعفر فيه نساء بلادنا شعورهن بالتراب .
و قد عبر الرحابنة عن حالتنا بهذه الكلمات .

احترف الحزن والانتظار ... ارتقب الاتي ولا يأتي
تبددت زنابق الوقت .. زنابق الوقت
عشرون عاماً وانا
وانا... احترف الحزن والانتظار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن