الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطاعون الأسود .. هل سيعيد كورونا ما فعله أحد أسلافه

عبد الرزاق بوعلي

2020 / 4 / 13
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


#الطاعون_الأسود
هل سيعيد كورونا ما فعله أحد أسلافه

ظهر هذا الوباء سنة 1342 وانتشر في معظم بقاع العالم، وأحدث هلعا كبير بما سببه من موت وخوف.
يوثق الأديب الإيطالي جيوفاني بيكاتشو هذا الحدث العظيم في مقدمة كتابه "الديكاميرون" بالقول : " لم أكن لأصدق ما كان يحدث لو أنني سمعته من أي شخص مهما كنت أثق في صدقه، فقد كانت الجثث في فلورنسا تنتشر في كل مكان، تنهشها الحيوانات الضالة. إنه الطاعون الذي جعل الأباء والأمهات يفرون من أبنائهم المصابين ويتركونهم لمصيرهم...).

مازاد في سرعة إنتشار هذا الوباء هو لجوء الناس إلى دور العبادة، خاصة الكنائس لطلب الرحمة من الرب. بينما كان هذا المرض ينتشر بمجرد ملامسة ملابس شخص مصاب. لقد كان عبارة عن دمامل تنتفخ في الجسم وتزداد حجما في مدة ثلاثة أيام ليصل بعضها إلى حجم التفاحة، بعدها يتحول لونها إلى البنفسجي أو الأسود إيذانا بقرب النهاية.

دام إنتشار هذا #الطاعون المرعب حوالى أربع سنوات قضى خلالها على الملايين. ولكنه كان محطة تاريخية حضارية هامة.
فقد جعل الناس في أوروبا خاصة يفكرون بجدية في جدوى السلطة البابوية ومدى فعالية الكنيسة والتعاليم المسيحية. هنا كانت الفرصة مواتية لتدخل المفكرين والفلاسفة والأدباء لنشر فلسفة التنوير التي تعتبر إمتدادا لصراعات وحروب الإمبراطور #فريديريك ضد البابوات والتي إنتهت بوفاته سنة 1250. والتي كانت تتلخص في ميوله لنشر مبادئ الحرية مقابل سيطرة الكنيسة، وتشجيعه لنشر كتب الفلسفة اليونانية التي أحرجت تعاليم اللاهوت المسيحي، وتشجيع العقل والمنطق مقابل الإيمان الأعمى.
لقد كانت مرحلة مابعد الطاعون بداية تفتت الإمبراطورية الرومانية وزوال هيبتها التاريخة بشق المدن الإيطالية طريق حريتها رغم ما صاحب ذلك من فوضى عارمة.

فهل يا ترى سيعيد التاريخ نفسه بعد الكورونا ؟ .. هل سيكون هذا الوباء الخبيث محطة جديدة في تاريخ الحضارة البشرية تتحطم من خلالها قيم وتبنى أخرى؟... هل ستتعزز قيم الليبرالية الوحشية والفردانية بسبب الصراع عن الموارد الشحيحة وأهمها الطعام ، في مقابل تزايد أعداد السكان؟ ... أم أن قيم التضامن والتعاون بين بني البشر هي التي ستتزايد كونها الحل الوحيد من أجل البقاء كما قال "مارتن لوثر كينغ : "إما أن نعيش معا كإخوة، أو نموت جميعا كأغبياء"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |