الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معهدُ نيجيريا للشّؤون الدّولية مُجمّعُ تفكيرٍ في السياسة الخارجية

بوناب كمال

2020 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تأسّس معهد نيجيريا للشّؤون الدّولية (NIIA) في 11 أكتوبر 1961، وبعد عشرة أعوام تحوّل إلى مُجمّع التفكير (Think Tank) الرئيسي في السياسة الخارجية النّيجيرية؛ وفي مؤتمر السياسة الخارجية وتنميةُ نيجيريا اقتصاديًا (الذي انعقد بين 30 يوليو وَ 1 أغسطس 2007) أشار البيان الختامي إلى وجودِ صلةٍ وثيقةٍ بين المتغيّرات الداخلية والخارجية في صنع السياسة الخارجية، والتي من شأْنِ تآزُرها أن تخدمَ المصلحة الوطنية للأمة، خاصّة ما تعلّق بجوانب النموّ الاقتصادي والازدهار والتنمية.
يحظى NIIA اليوم بمركزٍ متميّز في البحث والتّدريب وتوعية مواطني نيجيريا بشأن قضايا السياسة الخارجية ومُجمل التطورات في السياسة العالمية، ويرجع الفضل في نشأة المعهد إلى كينيث أونووكا ديك (Kenneth Onwuka Dike) وهو أحد النّافذين الأوائل في "جامعة إبادان Universiti of Ibadan"، وقد أجرى أونووكا محادثاتٍ في هذا الشأن مع السّير لويس مبانيفو (Sir Louis Mbanefo) وَ السّير أديتوكومبو أديمولا (Sir Adetokumbo Ademola)؛ وقد لاقتْ أفكارهم دعمًا من رئيس الوزراء الرّاحل أبو بكر تافاوا؛ والذي علّق على الموضوع قائلًا "إذا أرادت نيجيريا أن يكون لها مسلكٌ صحيح في إفريقيا الصّاعدة، فيجب أن تكون على درايةٍ تامّةٍ بعالم اليوم، وهذا من الوظائف السّامية التي يُعنى بها المعهد".
نصّ قانون 1971 (الفصل . 311)؛ على أنّ أهداف NIIA تتمثّل في: (1) ـ تسهيل فهم الظروف والشؤون والمواقف الدّولية. (2) ـ توفير معلومات ترتبط بالشأن الدولي، والتعمّق في دراستها عبر برمجة محاضرات ومؤتمرات ومناقشات، وإعداد كتب وتقارير ونشرها. (3) ـ التواصل مع منظّمات وكياناتٍ مماثلة وتدريب دبلوماسيين نيجيريين وغير نيجيريين ممّن ترتبط مِهَنُهُم بالسياسة الدولية.
ارتبط نشاط NIIA بشكلٍ وثيق مع مبادئ السياسة الخارجية النيجيرية، وهي المبادئ التي وردَ ذكرها في دساتير جمهورية نيجيريا الاتحادية عاميْ 1979 و 1999، والتي تتمثّل في: (1) ـ المساواة في السيادة بين جميع الدّول الإفريقية . (2) ـ احترام استقلال وسلامة أراضي الدول الإفريقية. (3) ـ عدم التّدخل في الشؤون الداخلية لباقي الدّول الإفريقية. (4) ـ الالتزام بالتعاون الوظيفي كوسيلةٍ للتّرويج للوحدة الإفريقية. (5) ـ القضاء التّام على أشكال العنصرية والاستعمار في إفريقيا.
كان عقدُ السّبعينات ،وجُزءًا من الثّمانينات، فترة صعبة لقارة إفريقيا، فعلى مدارِ هذه السّنوات بلغَ القمع ،تحت وطأة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، أوجّ ذروته، كما كانت زامبيا وَ موزمبيق عُرضة لتوغلاتٍ عسكرية من جنوب إفريقيا؛ لذلك تمّ الاعترافُ بجهود نيجيريا في النّضال من أجل التحرير على نطاق واسع، حيث قامت بتقديم مختلف أشكال الدّعم لحركات التحرر، وَ وافقت على طلبات لجوءٍ و وفّرت منحًا دراسية لمواطنين من جنوب إفريقيا وناميبيا وزمبابوي، إضافة إلى توفير الدّعم الكافي لـ NIIA ليقوم بدوره في تنوير النّخبة والرّأي العام عبر عقد ندوات و وُرشِ عمل تعالج القضايا الحالية.
نجح المعهد في استضافة المؤرخ البريطاني الشهير أرنولد توينبي الذي ألقى محاضرتيْن حول مكانة إفريقيا في تاريخ العالم و أزمة الغذاء ومشكلة السكان ؛ وبين 27 وَ 30 يناير 1976 عقد NIIA مؤتمره الرئيس الأول تحت شعار "نيجيريا والعالم"، والذي هَدفَ إلى فحص علاقات نيجيريا مع دول القارة والدول غير الإفريقية ومنظمة الأمم المتحدة والشركات متعدّدة الجنسيات؛ وفي يوليو 1981 قام المعهد برعاية "المؤتمر الدولي لنزع السّلاح، والتنمية والأمن الإقليمي في إفريقيا"؛ في سبتمبر 1981 نظّم NIIA وبالتنسيق مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) ندوةً دولية حول التعاون الاقتصادي بين نيجيريا والدّول الاشتراكية في أوروبا الشرقية؛ ومع تبنّي نظام إبراهيم بابانجيدا ((Ibrahim Babangida لبرامج التكيّف الهيكلي كانت الجوانب التنموية للسياسة الخارجية غير واضحة؛ لذلك قام المعهد برعاية مؤتمرات ومنشورات حول تداعيات هذه البرامج على نيجيريا وغرب إفريقيا, كما نظّم مؤتمرا حول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ECOWAS والتنمية الإقليمية.
استمرّ حضور المعهد في كافة القضايا التي تُعنى بها سياسة نيجيريا الخارجية، خاصة علاقة نيجيريا مع منظمة التجارة العالمية، وقد أوْلى زخَمًا بحثيًا واسعًا لمفهوم "الدبلوماسية الاقتصادية"، إضافة لقضية الدّيون التي كانت أكبر تحدٍّ واجهته حكومة أوليسيغون أوباسانجو (Olusegun Obasanjo) ؛ وفي تطوّرٍ لافت ،يدلّ على المكانة الدّولية المرموقة التي يحظى بها المعهد، تمّ تعيين مديرته السّابقة جوي أوغوو (Joy Ogwu) لتكون ممثلة نيجيريا الدّائمة لدى الأمم المتحدة.
من أبرز التحدّيات التي تواجه NIIA هي حرية العمل الأكاديمي، بما أنّ الأنشطة البحثية للمعهد تعتمد بشكل رئيسي على التمويل الحكومي، كما أنه كثيرا ما تُطرح عقباتُ تواصلٍ ناجمة عن إشراف وزارة الخارجية على المعهد، ما يضفي عليه طابعًا بيروقراطيًا يتنافى مع روحه البحثية والفكرية؛ ورغم ذلك يبقى دور المعهد محوريًا في تزويد حكومات نيجيريا المتعاقبة بتوجيهاتٍ وخياراتٍ بديلة في عالمٍ شديد التّحوّل.

بتصرّفٍ عن:
Think Tanks, Foreign Policy and the emerging powers Edited by James G. McGann, Palgrave Macmillan, 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار