الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي... الفرص والتهديدات

شمخي جبر

2020 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


جاء في خطاب التكليف لمصطفى الكاظمي (هذه المسؤولية اختبار وطني عسير وكبير، وأن النجاح فيها، وصولاً إلى الانتخابات العادلة النزيهة، ليست مهمةَ فردٍ واحد بل هي واجبٌ على عاتقِ الجميع”، لافتاً إلى “أننا شَهِدنا إخفاقات على مستوياتٍ متعددةٍ يتحملُ مسؤوليتَها الجميعُ، واليوم علينا واجب المراجعةِ والمصارحةِ والحوارِ المباشرِ مع شعبِنا ومع أنفسنا”.)
وهذا إعلان مبكر عن أن المهمة صعبة دون تعاون ودعم الكتل والأحزاب السياسية له في تشكيل حكومته بعيدا عن المحاصصة وفرض الإرادات والابتزاز والمساومة التي بدأت منذ الآن فالجميع يسعى للحصول على نصيبه وحصته في الوزارات أو الهيئات المستقلة وذلك اضعف الإيمان.
الكاظمي هو الخيار الثالث للقوى السياسية بعد مارثونها السياسي الذي انطلق بعد استقالة عبد المهدي بعد تلاقي الإرادة الشعبية مع إرادة المرجعية المطالبة بإقالته وفشلها في تمشية علاوي والزرفي .
لكن في حالة المكلف الثالث كان الإجماع عليه هو سيد الموقف ففي التاسع من شهر نيسان الجاري كلف رئيس الجمهورية برهم صالح، رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة وحضر تكليفه عدد من قادة كتل (حيدر العبادي وعمار الحكيم وهادي العامري وخميس الخنجر وآخرون) ما يعني أن تكليفه حظي بتأييد سياسي واضح وهذا ما لم يحدث في وقائع تكليف سابقيه علاوي والزرفي.
تواجه ولاية الكاظمي عدد من التحديات من أهمها الصراع الإيراني الأمريكي الذي حول الساحة العراقية ميدان للرمي الحي وحول العراقيين وقودا وحطبا لهذا الصراع على النفوذ في الواقع السياسي العراقي.
وربما يكون الملف الاقتصادي اشد تحديا على حكومة الكاظمي للانخفاض الكبير في أسعار النفط بسبب وباء كورونا والصراع النفطي بين السعودية وروسيا . في دولة ريعية ليس لديها ما تصدره سوى هذه السلعة يشكل هذا الواقع ضغطا كبيرا إذ قد يتسبب في عجز الحكومة عن دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين البالغ عددهم أكثر من 6 ملايين ونصف متقاعد وموظف بحسب آخر البيانات الرسمية .
ولعل اخطر التهديدات أمام نجاح الكاظمي في مهمته ملف السلاح السائب وانتشار الفصائل والعصابات المسلحة التي تمتلك تسليحا يصل إلى مستوى الدبابات والمدافع الثقيلة وصواريخ أرض أرض . و لها مشاريعها الاقتصادية واستثماراتها وداعميها في عدد من الوزارات وتغلغلها في مفاصل الدولة . ومعالجة هذه المعضلة تحتاج إلى تحشيد القوات ومنحها الدعم والصلاحيات من اجل خوض حرب ضروس ضد الخارجين عن القانون والمدعومين من أطراف سياسية معروفة من المناهضين لقوة القانون والدولة .
مراقبون يرون أن (بعض الجماعات ترى أن الحوار الأميركي - العراقي المقترح في 10-11 حزيران ليس في مصلحتها وهذه "المجموعات تستخدم الوجود الأميركي لحشد الرأي العام لصالحها، أو لتبرير التمويل المستمر من إيران، أو التي تتطلع إلى العقود التي ستنافس الشركات الأميركية").
من يدعم الكاظمي وهو دون كتلة أو حزب يقف إلى جانبه أو خلفه ليدفعه إلى الأمام وهذا ما واجهه العبادي وعبد المهدي لهذا سيتعرض للابتزاز والمساومة من قبل الكتل النافذة في البرلمان أو في الشارع ؟
رئيس الزراء المكلف المرفوض من الحراك الاحتجاجي هل يستطيع أن يجري حوارا شعبيا واسعا مع المحتجين ومد الجسور مع الفعاليات المجتمعية من اتحادات ونقابات ومنظمات مجتمع مدني لكسبها سندا له في مواجهة المبتزين والمساومين ؟
للمحتجين مطالبهم التي يمكن تلخيصها في الإعداد لانتخابات مبكرة ، وإصلاح قانون الانتخابات ، وتقديم قتلة المتظاهرين إلى القضاء ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال التي نهبوها "التوافق على هذه المطالب مع المحتجين يمكن أن تمد جسور الثقة بين الكاظمي والشارع.
لكن للأسف فأن الكاظمي لم يذكر مطالب المتظاهرين في خطاب تكليفه وهذا ما جعل الشرخ يزداد بينه وبين الحراك الاحتجاجي وفقدان الثقة بين الطرفين وهو امتداد لفقدان الثقة بالطبقة السياسية ومايمت لها بصلة.
يتحدث المتابعون عن عدد من الملفات التي ستواجه رئيس الوزراء المكلف ابسطها صعب في ظل الأوضاع السياسية: ( والوضع الاقتصادي، أزمة فايروس كورونا، التحضير للانتخابات المبكرة ، بالإضافة إلى ملفين آخرين عالقين بين بغداد و أربيل يتعلقان بالمادة 140 من الدستور التي تنظم إدارة المناطق المتنازع عليها ، وقانون النفط والغاز العالق منذ سنوات" .
كيف يمكن التوازن بين النقائض وتحقيق توازن لناحية عدم خسارة الأميركيين ، ولا استعداء الإيرانيين بمواقف معينة ، وضبط الفصائل المسلحة)
وميزته الكبرى لكونه يتمتع بميزة المقبولية لدى كل من الولايات المتحدة وإيران لان الدولتين بحاجة إلى قناة تواصل بينهما ربما يشكل قبولهما له (و لأول مرة يتفقان على شخصية سياسية).هذه الميزة قد تستفيد منها الدولتين لترطيب الأجواء بينهما..ماذا سيقدم لهما وماذا سيطلب منهما ليكون رابحا ؟
رغم الإجماع الذي حظى به المكلف الكاظمي لكنه إجماع و قبول ظاهر على السطح وما خفي هو الأهم والأخطر فيما تطمح له الكتل السياسية من طموحات في المغانم والمناصب لتطمئن على حصتها.
زيارة رئيس الجمهورية برهم صالح إلى محافظة الانبار(السبت الماضي) ولقائه برئيس البرلمان محمد الحلبوسي تندرج ضمن الجهود والمفاوضات القائمة لتشكيل الحكومة ضمن التوقيتات الدستورية المحددة والا فان الخيار البديل كما يرى متابعون فان الرئيس برهم صالح يرفع البطاقة الحمراء بوجه الكتل السياسية التي تمارس المماطلة والتسويف والابتزاز والمساومة او تقف حجر عثرة امام تشكيل الحكومة الجديدة .لهذا فان برهم صالح يضمر الخيار الاخير امامه وهو حل البرلمان وفقاً لصلاحياته الدستورية، وإعلان تشكيل حكومة طوارئ مؤقتة في حال إقدام الكتل السياسية على إفشال ولادة حكومة جديدة بصلاحيات كاملة في مثل هذه الأوضاع الصعبة"، معتبرا أن "هناك كتلاً سياسية ترغب ببقاء الوضع الحالي والتمسك بحكومة عبد المهدي المستقيلة أطول فترة ممكنة كونها مستفيدة من هذه المعادلة"..
فالكاظمي أمام التجاذبات و تحت تأثير الضغوط من ثلاث جهات الكرد والسنة والشيعة فالشيعة رغم إجماعهم عليه إلا أنهم ما زالوا ينتظرون حصصهم فالإجماع في العلن غير ما يطالبون به حين يجد الجد ويفتح الخرج أمامهم .
الشروط الكردية التي ستعرض في الاجتماع مع الكاظمي ستتركز على نسبة الإقليم من الموازنة الاتحادية ورواتب موظفي الإقليم و البيشمركة و على كيفية إدارة المناطق المتنازع عليها ومشكلة النفط والغاز وغيرها من المشاكل الخلافية”.
أمام رئيس الحكومة المكلف فترة 30 يوماً لتقديم الكابينة الوزارية والبرنامج الحكومي إلى البرلمان بدأت من يوم التكليف التاسع من نيسان الجاري وتستمر حتى التاسع من شهر أيار المقبل لمنحها الثقة أو رفضها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يتحمل مسؤوليتها الطائفيون
Muwaffak Haddadin ( 2020 / 4 / 14 - 11:09 )
تقول يا أستاذ شمخي - أننا شَهِدنا إخفاقات على مستوياتٍ متعددةٍ يتحملُ
مسؤوليتَها الجميعُ- تقول هذا قاصدا الوضع بعد 2003 و
وأظن أن الامانة العلمية تفرض أن يقال: يتحمل مسؤوليتها الطائفيون أمثال حزب الدعوة والمجلس الشيعي كذا وكذا وجماعة الأخوان المسلمون وبعض الشيوعيين. وهنا أعتبر الأكراد طائفة كذلك. أما القوميون فهم في حلٍ من المسؤولية
مع التحية
موفق حدادين
عمان

اخر الافلام

.. ردود فعل سكان شمال قطاع غزة عند مشاهدتهم حجم الدمار بمعسكر ج


.. انتشال رفات 50 شهيدا من بين ركام المنازل في رفح وخان يونس




.. السودان.. دخان كثيف بمحيط مصفاة الجيلي جراء المعارك بين الجي


.. رد فعل مسن فلسطيني وصل لمنزله المدمر في قطاع غزة بسبب الحرب




.. وزير الخارجية السعودي يبحث مع الرئيس اللبناني أهمية الالتزام