الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا يُعري الجهل والشعوذة

مصطفى محمد قاسم
(Mustafa Mohammed Kassim)

2020 / 4 / 14
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


(رُبَّ ضارة نافعة)، مثل عربي قديم قد يكون من الجيد استحضاره في وسط هذه المحنة التي تعيشها البشرية جمعاء، فهذه الجائحة (الصينية) كما وصفها ترامب والمسماة (بكورونا) اجتاحت العالم بأسره وتخطت كل الحدود ودول العالم ولم تعترف لا بصغير ولا بكبير، لا بغني ولافقير، اصابت مواطنيين ووزراء وقادة جيوش ورؤساء حكومات في تحدٍ كبير لم تشهده البشرية منذ قرن، حيث كان آخر وباء مشابه لهذا هو الأفلاونزا الإسبانية التي ضربت أوروبا في بداية القرن العشرين وأودت بحياة الملايين في وقتها.
ومن المعروف تماماً بأن الإنسان في لحظات عصيبة كهذه، تبرز عنده مكنونات الضعف والوهن الجسدية والعقلية، وتصبح عدم قدرته على اتخاذ الاجراءات الصحيحة والمنطقية هي الحاكمة على تصرفاته.
هنا علينا أن نفضح أصحاب المشاريع التجارية الرخيصة من الدجالين والمشعوذين من الذين ادعوا قدرتهم على شفاء الناس أو تضليلهم بأكاذيب وأوهام لا علاقة لها بالعلم ولا بالبحث العلمي.
وفي أجواء كهذه ملبدة بالخوف والقلق من هذا الزائر ثقيل الظل، يستغل أصحاب العقول الصغيرة والنفوس الضعيفة من الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس في النيل من الفقراء والجهلة بأموالهم وخداعهم عن طريق ايجاد علاجات و بدائل واهية تشفيهم بدلاَ عن العلاج الحقيقي لفايروس كورونا، والذي لم يوجد له إلى الان مصل ولقاح شافٍ إلى حد الان من قبل دول لها باعٌ طويل في العلم والأبحاث العلمية، فهل يا ترى سينجح أناس من أمثال الشيخ أبو علي الشيباني في إيجاد علاج لهذا الوباء؟!
ومن المضحكات المبكيات أن ما يعرف برئيس (مركز طب المعصومين) في مدينة قم في إيران الشيخ شهريار شريفي قد ادعى بأنه وجد علاج لهذا الوباء من الممكن أن يشفيّ أبناء بلده الذين يعانون منه، وبعد فترة قصيرة نسمع بأن هذا الشيخ قد توفي بسبب فايروس كورونا!
ويبدو بأن بعض العباقرة عندنا أيضاً قد ادعوا بأنهم وجدوا علاج مشتق من (الحرمل) وهو لمن لا يعرفه مجرد بخورهندي تستخدمه أمهاتنا لاستخراج الرائحة الطيبة منه، ويا ليتها كانت رائحة طيبة فعلاً.
فتداعى الكثير من المغفلين للأسواق لشراء الحرمل من العطارين وأصحاب محال البهارات حتى فرغت الأسواق منه، ولم ينالوا شيء قطعاَ سوى رائحته والصداع الناتج عنه.
وما تكشفه مواقع التواصل الاجتماعي من صور وفيديوات وأخبار الشيء الكثير، في لوحة جميلة ومعبرة للرسام العراقي علي التاجر، والتي نالت شهرة واسعة في الفترة الأخيرة وتناقلتها العديد من صفحات الفيس بوك وغيرها.
يرسم التاجر بريشته رجل أبحاث وهو ينظر في مجهره إلى ما يبدو أنه اختبار للقاح أو مصل أو ماشابه ذلك، وحوله عدد من رجال الدين من مسلمين ومسيحيين ويهود، وأيضا عسكريين ومواطنين عاديين ينظرون وبتلهف وترقب لهذا العالم في إشارة إلى انتظارهم له ليجد علاج لهذه الجائحة التي اجتاحت العالم ولم ترحم أحد.
والرسمة هذه تشير إلى الكثير فعلا، ففي أوقات عصيبة كالتي نمر بها يختفي دور العديد من الشخوص التي كنا نظنها مهمة وتلعب دورا في حياتنا، كلاعبي كرة القدم ومشاهيرالانستكرام والفاشينستات، وطبعا معهم رجال الدين.
ويحل محلهم الأبطال الخارقين أصحاب الرداء الأبيض من أطباء وممرضين وعمال النظافة وباحثي المختبرات وعلماء.
من أعماق قلوبنا، نتمنى الشفاء والسلامة لكل البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لكورونا لتعرية الشعوذة
سمير أل طوق البحراني ( 2020 / 4 / 14 - 03:50 )
كم سمعنا وكم جربنا ادوية يدعي اصحابها انها تشفي المرض الفلاني وهي من توجهيات ذالك الامام اوالصحابي او العالم الرباني وكم كنا مضللين بان تلك الااية او السورة شفاء من كل داء وكم وكم وجاء آية الله العظمى فيروس الت Corona وعرى تلك الادعاءات الفارغة واصبحت الالقاب الدينية كـ آية الله وحجة الاسلام والمسلمين والخاخام الاعظم والقس الالقدس القاب لا قيمة لها واصبحوا اصحابها مختبئين في جحورهم بل بعضهم فارق الحياة بسبب هذا الوباء القاتل. فهل بعد هذا الدرس العظيم تبقى اي قدسية دينية لاولائك الرجال؟؟. لكن هل سيتغير الحال ام سيتغير التظليل بطرق خرافية اخرى؟؟.دعنا ننتظر.
شكرا لك.

اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف