الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرروا وزارة الخارجية الإسرائيلية من الحجر الصحى- نمرود جورن - ترجمة عبدالجواد سيد

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2020 / 4 / 14
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


نمرود جورن-رئيس المعهد الإسرائيلى للسياسات الخارجية الإقليمية- ميتفيم- جريدة الجيروزالم بوست - 23-3-2020- ترجمة عبدالجواد سيد
يجد المزيد من الدبلوماسيين الإسرئيلين أنفسهم فى الحجر الصحى هذه الأيام ، بسبب فيروس كورونا. إن هذا يشمل المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ومتحدثها الرسمى، وكل المتدربين ، والسفير الإسرائيلى لدى ألمانيا، والكثيرين. وبينما يتوقع أن يخرج هؤلاء من الحجر الصحى سريعاً، فسوف يستغرق مزيد من الوقت كى تخرج وزارة الخارجية نفسها من الحجر الصحى الذى فرضته عليها حكومة نتنياهو الحالية، ولذا فإن على بينى جانتس إذا مانجح فى تشكيل حكومة جديدة، أن يعطى الأولوية لإعادة تنظيم السلك الديبلوماسى، وتصحيح سياسة إسرائيل الخارجية.
إن العزلة التى فرضتها الحكومة الحالية على وزارة الخارجية، قد تسببت فى إضمحلالها التدريجى، وتحويل مسئولياتها إلى وزراء حكوميين آخرين، وخاصة إلى وزارة الشئون الإستراتيجية، كما تزايد عجز ميزانيتها لدرجة عطلتها عن عملياتها اليومية، وأدت إلى شكاوى العاملين ، كما تزايد إقصاء الدبلوماسيين من مواقع صنع القرار الرئيسية ، مما أدى إلى شكوى كبارهم من قلة المشاركة والتأثير. وفى نفس الوقت، فإن رئيس الوزراء، والذى قام بعمل وزير الخارجية منذ 2015 حتى 2019، وإستمر كذلك ، بحكم الأمر الواقع حتى اليوم ، قد سيطر على معظم الأنشطة الديبلوماسية، أو عهد بها إلى المقربين.
لقد إعترضت الشخصيات العامة بصوت مسموع على إضمحلال مكانة وزارة الخارجية على مدى السنوات القليلة الماضية ، موضحة الضرر الذى يسببه ذلك للأمن القومى الإسرائيلى، ولقد تحدث أعضاء الكنيست حول هذه المسألة فى الجلسات العامة ، وفى اللجان، وفى الكتل البرلمانية ، وفى المؤتمرات الصحفية، وفى الإقتراحات التشريعية، وفى مقالات الرأى . ولقد ألقت المؤسسات البحثية الضوء على ضرورة تقوية الديموقراطية الإسرائيلية، وإقترحت الطرق الممكنة لتحقيق ذلك الهدف، كما عمل السفراء المتقاعدون معاً لرفع مستوى الإدراك العام عن موقف وزارة الخارجية المأزوم ، كما قام موظفى الوزارة بالإحتجاج والإعتراض، خلف الأبواب الموصدة، وحتى فى المجال العام، كما أشار المجتمع المدنى والناشطون الثقافيون إلى الصعوبات التى يواجهونها فى الساحة الدولية، بسبب ضعف الوزارة، كما عبر الإسرائيليون عن عدم رضاهم عن هذه الحالة فى إستطلاعات الرأى.
إن التحديات التى تواجه إسرائيل الآن هى ديبلوماسية بطبيعتها أكثر منها عسكرية، وكذلك هى الفرص، التى يمكن أن تمكن إسرائيل من زيادة إنتمائها الإقليمى فى الشرق الأوسط، وأوربا والمتوسط. وكما إتضح من جائحة كورونا، فإن الحقبة الحالية تحتاج إلى ديبلوماسية تركز أكثر على المسائل العالمية، فعلى سبيل المثال، فحالياً لعبت وزارة الخارجية دوراً رئيسياً فى المجهودات الديبلوماسية التى مكنت إسرائيل من إستيراد الكمامات ، وأجهزة إختبار الفيروس من بلاد أخرى. ومع ذلك فإن مشاركة إسرائيل فى المشاكل العالمية لايجب أن يقتصر على رعاية مصالحها فقط، ولكن يجب أن تعمل أيضاً على تدعيم التضامن الدولى، واضعة المعرفة والموارد الإسرائيلية ، تحت تصرف بلاد وشعوب أخرى، تواجه مثل ذلك التحدى ذو الطبيعة العالمية.
إنه فى ظل مثل تلك الظروف ، تلعب الديبلوماسية دوراً متزايد الأهمية، فاليوم ، وأكثر من أى وقت مضى، يجب على إسرائيل أن تتبنى سياسية خارجية دولية ، سياسة لاتركز بعد اليوم على الإنطوائية ، وتفادى النقد، وتبرير المواقف ، وإجهاض المبادرات الدولية، ولكن سياسة ترى إسرائيل كلاعب أساسى فى الحلبة الدولية ، توسع من إندماجها فى المؤسسات الدولية، والمساعدات الخارجية، تفتح حواراً مع االجماهير العريضة ، حتى الناقدين منها، سياسة تلتزم بمنظومة القيم الديموقراطية. إن نجاح إسرائيل فى الحقبة الحالية سوف يعتمد بشكل كبير على قدرتها على العمل بالتناغم مع بلاد أخرى، من أجل إيجاد حلول مشتركة للتحديات ، ولتنمية المصالح المشتركة، وخلق أطر جديدة للعمل الجماعى. إن هذا يتطلب وزارة خارجية قادرة ومؤثرة، سوف تكون هوية وزير الخارجية الإسرائيلى القادم مفتاحاً إليها.
إن على الحكومة الإسرائيلية القادمة أن تعين فوراً وزير خارجية كامل التفرغ، بعكس مافعله نتنياهو عندما شكل حكومته الأخيرة. أنه من الحتمى تعيين وزير خارجية ذو قوة سياسية، قادر، ومقتنع بتحقيق تغيير حقيقى. إن على وزير الخارجية القادم تبنى إجراءات سريعة لتقوية وزارة الخارجية، وخاصة إسترداد سلطتها وزيادة ميزانيتها، وقيادة تصحيح لبنيتها وعملياتها، وتحسين التواصل بين الوزارة والجمهور وصناع القرار السياسى، والدفع بمدخل جديد لسياسة إسرائيل الخارجية.
إن على وزير الخارجية الجديد أيضاً ، التحقيق فى إنجازات وسقطات إسرائيل فى حلبة السياسة الخارجية فى السنوات الحالية ، والإهتمام بالفرص الضائعة ، وبالسلام الذى أصبح بعيداً، وبالأخطار التى تزايدت، وبالقيم التى تآكلت ، وبالعلاقات التى قوضت ، عليه أو عليها، صياغة نموذج سياسة خارجية جديد وضمان تأييد الحكومة له، والشروع فى رحلة ديبلوماسية لتحرير وزارة الخارجية من العزلة، ودفع إسرائيل نحو مستقبل من السلام والرخاء والأمن، مستقبل تجد فيه إسرائيل مكانها الصحيح فى المنطقة ، وفى الأسرة الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة