الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرحموا الأسرى...وثيقتهم للوفاق لا للشقاق!

إعتراف الريماوي

2006 / 6 / 13
القضية الفلسطينية


بغض النظر عن المواقف المختلفة بخصوص وثيقة الأسرى للحوار الوطني، فهي مبادرة حريصة تهدف بروحها وجوهرها لتوحيد الشعب الفلسطيني في لحظة زمنية تعصف بها المخاطر، فكانت تلك المبادرة جامعا للجلوس معا على طاولة واحدة للحوار، من أجل الخروج بأجندة سياسية وكفاحية موحدة يصطف تحت رايتها الكل الفلسطيني، كبرنامج بحدٍ أدنى يتوافقون عليه.
للأسف، لم تُفلح وثيقة الأسرى في رأب الفجوة ما بين المختلفين، وتمادى كلٌ في تصوراته الذاتية وفق منظوره الخاص، فمن جانب تم التحفظ على الوثيقة أو على بعض بنودها، ومن جانب آخر تم المطالبة بضرورة أخذها بالجملة كنص وكمضمون كاملين. وإذا تفحصنا هذين الموقفين مليا، ندرك أنهما يحملان توجه فرض الرأي على الآخر دون التمسك بخط الحوار للتوصل إلى حالة ثالثة تمثل نقطة إصطفاف وطني بدلا من الشرذمة الحالية.
وما نتيجة ذلك؟! فبدلا من أخذ المبادرة بهذه الروح، تم العمل على إستثمارها فئويا بعيدا عن الهدف الأكبر لها، فلقد تم ربطها بالإستفتاء، علماً أن الأسرى لم يطلبوا الإستفتاء على مبادرتهم بقدر ما هي كوثيقة نظيفة تهدف للتوحد لا للإنشقاق، وبنفس السياق في إستثمار الوثيقة جزئيا وبما يخدم المنظور الخاص، فقد أعلن ممثلوا حماس والجهاد عن إنسحاب أسراهم من التوقيع على الوثيقة؟!!
يا لهذا الحال، مبادرة من مناضلين يدفعون ثمن النضال وراء القضبان والأشياك، يتم تحويلها لمكاسب سياسية أخرى بمنظور فئوي، بل يمكن أن نقول أن الإختلاف على الساحة الفلسطينية الذي لم توحده تلك المبادرة، قد ينعكس سلبا على الحركة الأسيرة ووحدتها أمام الجلاد، وهذه البوادر قد نشتم سموم رائحتها من إنسحاب أسرى حماس والجهاد من التوقيع على وثيقة ومبادرة الأسرى.
فالوضع السياسي مضافا إليه الوضع الإقتصادي الخانق من خلال الحصار الذي يتعرض له شعبنا، يصل إلى مراحل خطرة، بالوقت الذي يعيش فيه المشروع الصهيوني على أرضنا مزيدا من المخططات بهدف التمدد والتوسع، مع مواصلة القتل والإعتقال والإغتيال بحق أبناء شعبنا، والعالم أجمع يصمت عن الجرائم ويوفر غطاء لممارسات الإحتلال.
إذا على ماذا الخلاف وما هي جدواه؟! فالشعب الفلسطيني وهو موحد بكل قطاعاته ومختلف قواه ليكن قادرا على مواجهة إستحقاقات المرحلة، فما بالنا إذا كان مشرذما ومنقسما على ذاته؟! ماذا على الأرض يستحق التنافس غير الإستمرار الموحد، والنابع من برنامج سياسي كفاحي مشترك، في النضال من أجل إستعادة حقوقنا الوطنية كاملة.
الشعب الفلسطيني بحاجة لإعادة إنتاج مؤسسته القيادية من جديد ولم شمل الكل الفلسطيني من داخل وشتات ببرنامج وهوية موحدة، هذا الامر الذي من شانه إعادة الإعتبار للذات الفلسطينية في وقت تتهددنا مخاطر الضياع والإقتتال. هذه الحالة الخطيرة يمكن أن تتمدد ويحل خطرها ودمارها على المجتمع والقضية الوطنية، وإما يتم وأدها في مهدها وإستعادة النفس الوطني الفلسطيني بكل طاقاته وميزاته، الخياران يتوقفان على مدى التعامل مع القضية والمجتمع من باب الفئوية والحزبية أو من باب الوحدة والقيم العليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا