الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البياض في قصيدة -البحر- منذر خلف

رائد الحواري

2020 / 4 / 15
أوراق كتبت في وعن السجن


قصيدة البحر- إهداء للصديق حسن عبادي - بقلم الأسير الصحفي منذر مفلح
"البحر"
رائحة الفجر
أول الكلام
ونهاية الأفق
البحرُ
رائحةُ خبز فجرٍ
يسبق الحريةِ
بحرف العلَّة
البحرُ
خمس خطواتٍ
والسادسة
مساءً صعبًا
فيه أنا آخر النهار
يصرخ، مستنجدًا:
يا بحرُ، يا ابن الله
يا حفيدُ الجبلِ
- ليتهمني المؤمنون
بالكفر-
يا بحرْ
يا معنى المعاني
وتحفةَ القوافي
صَدفُ الجميلاتِ
صُدفُ القبلاتِ
قربةُ الأمنياتِ
للبحرِ خمسةُ أمنيات
أمنية الأماني
يطلُّ عليّ من نافذةٍ
مترجمٌ للغةٍ أخرى
عصيةٌ على فهم المعاني
يخرج من قمقمه
ليندلق على قارعة
فكرة
كرائحة الصبحِ
وضبابُ البدايات
والسادسة
"هذا البحر لي"
الأسير منذر مفلح - سجن ريمون
إهداء إلى الصديق حسن عبادي

عندما يستخدم الأسير ألفاظ بيضاء فهذا مؤشر على الحيوية التي يتمتع بها، وعلى قدرته على الحياة بالأمل، في الآونة الأخيرة طغى الألم والسواد على ما ينشر الأسرى في سجون الاحتلال، فعلى سبيل المثل كتب "منذر خلف" قصيدتين "سؤال أسير، في السجن" تحدث فيهما عن السجن والألم الذي يعاينه الأسير الفلسطيني، وهناك أكثر من قصيدة للشاعر كميل أبو حنيش أيضا نجد فيها الألم والقسوة، لكن "منذر خلف" في قصيدة "البحر" ينحى منحى جديد، يعد (تجاوز) لما نشره في السابق، فهناك الطبيعة " نجدها في أكثر من لفظ: "الفجر، رائحة، الأفق، الصبح، البحر، مساء، صباح، الجبل، ضباب" وبهذا يكون الشاعر قد استخدم أحد عناصر الفرح الأربعة: "الطبيعة، المرأة، الكتابة، التمرد"، لكنه لم يقتصر الشاعر على عنصر الطبيعة فقط، فنجده يتقدم من الأداة التي يعبر بها عن مشاعره، الأداة التي تجعله شاعر، نجد الكتابة من خلال هذه الألفاظ: "بحرف، معنى، المعاني، القوافي، مترجم، لغة، فهم" ويتقدم من العنصر الثالث، المرأة، لكنه لا يقدمها كاملة، بل يشير إليها من خلال: "الجميلات، القبلات" من هنا يمكننا القول، أننا أمام القصيدة تعد (استثنائية) للشاعر "منذر خلف" لما فيها من عناصر الفرح/التخفيف، لن الواقع، السجن والجداران، وما يسببه من ألم إنساني، خاصة للشاعر الذي يمتلك احاسيس مرهفة ومشاعر جياشة ، نجد هذا الواقع الأسود من خلال هذه الألفاظ: "نهاية، العلة، صعب، آخر، يصرخ، مستنجدا، ليتهمني، بالكفر، عصية، قمقمة، يندلق، قارعة، ضباب" وفي المقال هناك مجموعة من الألفاظ البيضاء (تتصدى/تواجه) هذا السواد: "رائحة، أول، تحفة، الأمنيات، الأماني، يطل، النافذة، البدايات" وإذا ما أضفنا إليها الألفاظ المتعقلة بالطبيعة والمرأة والكتابة، نكون أمام قصيدة يغلب عليها الفرح والتفاؤل،.
وهنا نتساءل عن سبب هذا (التحول/التغيير) في قصائد "منذر خلف"؟ الجواب يأتي من خلال الإهداء، فالشاعر يهدي القصيدة "للمحامي الإنساني والناقد حسن عبادي" فحضور "حسن" وتفانيه في خدمة الأسرى، وتواصله معهم ورفع الاهتمام بالأدب والثقافة عندهم، من خلال مشروع "لكل أسير كتاب" منح الشاعر آفاق جديدة للحياة، وهذا ما نجده في القصيدة التي كثر فيها استخدام (الآفق الجيدة) النابض بالحياة: "الفجر، الأفق، الحرية، النهار، نافذة، امنيات، يخرج، الصبح، البدايات" كل هذه الألفاظ جاءت من خلال الأثر الذي تركه "حسن عبادي" في الشاعر، فجعله يتحرر ويتقدم من هذا الآفق الجميل والرحب.
القصيدة منشورة على صفحة المحامي "حسن عبادي" "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ


.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ




.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق


.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا




.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ