الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقع الازرق(قصة سوريالية)

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2020 / 4 / 15
الادب والفن


الوقت يجري جري السلحفاة في ظل الحضر الوقائي الشامل, ايقاع الحياة موسيقى جنائزية , آثرت العزلة في مشغلي منذ وقت طويل, متفرغا لعملي الابداعي ,ارسم اكتب وادير صفوف التعليم الالكتروني لطلبتي في الكلية, اتحاور معهم, بقية الوقت, أخصص ساعتين او اكثر بقليل, لمتابعة الشبكة العنكبوتية, مواقع التواصل الاجتماعي, بعض تطبيقات الفيديو والدردشة, لأنها اصبحت الوسيلة الاكثر نجاعة في متابعة اخبار الاصدقاء , في هذا الوقت الحرج ,اصبحت حتى مجالس العزاء تقام على مواقع التواصل الاجتماعي ,اثار انتباهي فيديو قصير لمراهقة تقول فيه افنيت أيامي ...............................
في الموقع الازرق ولم يأتني عريس ,لم افهم ما المقصود ,وبعد البحث تبين لي انه موقع اباحي, يا لهذا الزمان الاغبر, تفاهات ابتذال, وضعت حاسوبي الصغير جنب راسي, سقطت في حلمي الازلي ,هوة عميقة في باطن الارض يملأها الظلام, امسكت حبلا من خيوط قوس قزح بألوانه السبعة , تدليت الى القاع ,وجدت حبيبتي مستلقية على ظهرها في مستنقع تغطي عورتها اوراق السرخس, فوق سرتها ارنب بنفسجي مائل الى الزرقة, له قرنان من شمع ازرق , كانا مستقيمين فيما مضى ,تخالهما مئذنتي جامع, جسد حبيبتي لونه وردي مائل الى الصفرة ,تحيط به اشجار السرخس العالية, حيوانات قميئة تجتر من حشائش المستنقع ,على يمينها أتان سمينة مرقطة, على يسارها حمار وحش مراهق رغم سنه الكبير ,فوق راسها كلب اسود, والارنب البنفسجي يمضغ ورق السرخس محركا قرنيه بكل الاتجاهات بناء على اوامرها, تمعنت في وجه حبيبتي, وضعت يدي على رقبتها ,هناك ندبة بلون العقيق الاحمر في وسط الرقبة لم اعهدها سابقا ,سالتها ما هذه ....؟اومأت باتجاه الارنب البنفسجي, قالت يمارس فحولته, ولكني اعرف جيدا ان الارنب ذو شفة مشقوقة لا يستطيع ترك مثل هذا الاثر, استشهدت بأختها, وهي تعتلي تلة بجوار مخدعها ,تمارس الرذيلة مع من هب ودب, كأنها كاهنة معبد في عيد الأكتيوم, لم اكترث لما قالت, سالتها ثانية اراك وسط حيوانات لا تشبه اصولها, كأنها مسوخ الرب.... من هؤلاء؟ اجابت الا تعرفهم...! ............. لا...
هذه التي على يميني أمي, اصبحت مرقطة من كثر ما ابتلعت من خطوط الطول والعرض, وهذا الذي فوق رأسي عمي, يمارس الرذيلة معي , امتطيه الى مشاويري وتعرف انت مشاويري كثيرة بتوصية من امي ,وهذا على يساري خالي يمارس شذوذه وامتطيه احيانا لكن بوتيرة اقل, تتكلم معي وهي تمسك بهاتفها الخليوي, تقلب صفحات الموقع الازرق ,انسدلت صفحة صغيرة من الموقع , بين احرف الكتابة تتطاير قلوب حمراء وطبعات شفاه حمراء ايضا...! ما... هذا...؟ اجابت دعاء النصف من شعبان, انها ليلة مباركة تستجاب بها الامنيات ,وانا امنيتي اخرج من المستنقع, شددت حبل قوس قزح على وسطها تسلقت جدار الهوة مسافة فلكية بين قمة حلمي وقاع المستنقع, كنت احسبها بالوان الحبل, لأني اعرف المسافة بين لون ولون ,اجتزنا اللون البنفسجي, انا اشرح لها تضاريس قمة حلمي, وصلنا الى اللون الاخضر, قلت لها انا زرعتك في قلبي, اين انت تزرعينه, قالت في غابة العسل ,لكني اشم رائحة نتنة تتصاعد الى فوهة الهوة تلامس تضاريس حلمي وارتجف ,ما ان اقتربنا من اللون الاصفر, لاحظت ان الارنب البنفسجي يمسح اثار مزيل الشعر من سرتها ,نزل الى العانة, يبدو انها استطابت ذلك, احتضنت قرناه ,سقطت الى عمق المستنقع ,واصلت طريقي الى قمة حلمي, دوى صوت صاعق من جراء ارتطام جسدها, سقطت على ارض الغرفة , دمعة حزينة تسير نحو شفتي ,صحوت من حلمي ,ادرت مشغل الموسيقى على اغنية لعبد الحليم حافظ ,(لا تكذبي )تناولت غليوني اشعلته ,اخذت نفسا عميقا قبل ان استرسل في حلم اخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-