الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التداولية , ملمح تعريفي

علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)

2020 / 4 / 15
الادب والفن


التداولية من الفعل (دال) بمعنى تنقل من حال لآخر أو تحول والتداول يعني الدوران وهو بهذه الصيغة مصطلح صناعي يقابل المفردة الانكليزية Pragmatics وهو يرادف مصطلحات مثل السياقية والمقامية وهو يختلف عن المصطلح الفلسفي Pragmaticim الذي يدل على الفلسفة الذرائعية أو البراجماتيّة , فالتداولية Pragmatics يراد منه ذلك الاتجاه النقدي في دراسة اللغة أثناء الاستعمال أو التداول حصرا فهي فرع من اللسانيات العامة يختص بدراسة مقاصد المتكلمين ومعتقداتهم وميولهم وأيضا يدرس ظروف الكلام الزمانية والمكانية والعلاقات بين المتكلم والمخاطب التي تستوجب القول لذلك تولي الأقوال والاشارات المستعملة جل أهميتها فضلا على اهتمامها الكبير بالسياقات الخارجية والمقامات وبظروف القول وبأحوال المتكلمين والمتلقين وهي بذلك تمثل ردا على البنيوية التي حصرت نفسها داخل النصوص وتستعمل من أجل غايتها تلك عدة مفاهيمية خاصة , وقد أوضح أوستن مهمة التداولية حين قسم الأقوال بحسب ماتؤديه من أعمال على ثلاثة أقسام , وهي :
العمل القولي : أي أن نقول شيئا ما.
العمل المتضمن في القول : أي القول المترتب بناء على قولنا بالإثبات أو النفي .
عمل التأثير بالقول : أي العمل المتحقق والمنجز فعلا .
والتداولية في عملها تجيب عن سؤالين مهمين بحسب ما يرى غرايس : لماذا يقول المتكلم القول بهذه الطريقة ولماذا يفهم المستمع القول بهذه الطريقة أيضا ؟.
والتداولية بعد ماتقدم تعد جزءا من اللسانيات فإذا كان النحو يدرس قواعد الكلام وعلم الدلالة (السيمياء) يدرس معاني الكلام فإن التداولية تدرس ما يترتب على الكلام من أفعال فهي مختصة بدراسة ظروف الكلام ونتائجه أي دراسة ظروف التواصل والتفاعل , وقد وضعها بهذا الترتيب تشارلز موريس بعد أن تأثر بأستاذه بيرس الذي رتب فروع اللسانيات كالآتي :
النحو أو التركيب (Syntax) : وهو دراسة العلاقة الشكلية بين العلامات بعضها البعض.
الدلالة (Semantics) : وهي دراسة علاقة العلامات بالأشياء التي تؤول إليها هذه العلامات.
التداولية (Pragmatics) : وهي دراسة علاقة العلامات بالأشياء بمستعمليها وبمؤوليها.
جذور التداولية
الفلسفة التحليلية عند مور ورسل وفريجة
الفلسفة الظاهراتية عند ادموند هوسرل
الوضعية المنطقية عند كارناب وفتجنشتين الذي أرسى مفهوم فلسفة اللغة العادية
فلسفة اللغة عند تشارلس بيرس وتشارلس موريس
الدراسات اللغوية أوستن، وسيرل ، وجرايس
علم النفس المعرفي
نظرية الاتصال من خلال تأكيدها على دراسة التواصل والتفاعل والموائمة والمقصدية
اللسانيات البنيوية التحويلية عند شومسكي
الدراسات النصية عند ياكبسون وهاليدي ومالينوفسكي وفيرث
واستنادا على فلسفة اللغة العادية عند فتجتشتين نشأت نظرية الأفعال الكلامية واستنادا على الظاهراتية نشأ مفهوم القصدية عند أوستن واستنادا إلى علم النفس المعرفي ظهرت نظرية الملائمة لكن التداولية الآن قريبة من فلسفة اللغة العادية إذ أننا لا نلحظ أثرا واضحا في دراسات التداوليين للظاهراتية أو للوضعية .
مفاهيم التداولية :
يستعمل التداوليون عدة مفهومية لدراسة الكلام تتضمن مصطلحات عدة , ومن أهم هذه المصطلحات :
اولا: متضمنات القول : وتشمل الافتراضات المسبقة أو الاضمارات التداولية
ثانيا: الاستلزام الحواري الذي يقوم على مبدأ التعاون عند برايس ومعلوم أن مبدأ التعاون يستند على أربع مسلمات :
1- مسلمة القدر أو الكمية
2- مسلمة الكيف
3- مسلمة الملائمة
4- مسلمة الجهة التي تنص على الوضوح اذ ان العبارة اللغوية تتضمن عدة معاني : معاني صريحة وتشمل على المحتوى القضوي الاسنادي والقوة الانجازية الحرفية وتشمل ايضا على معاني ضمنية مثل معاني الاعراف والمعاني الحوارية .
ثالثا : نظرية الملائمة : اتضحت معالمها في كتابات اللسان البريطاني ولسن والفرنسي دان سبربر وهذه النظرية حصيلة دراسات علم النفس المعرفي وخاصة النظرية القالبية عند فودر وفلسفة اللغة وخاصة النظرية الحوارية عند غرايس فقد اكد فودور على ان معالجة الاخبار يمر بعدة مراحل وهي : مرحلة اللواقط و مرحلة الانظمة البعيدة عن المركز ومرحلة الانظمة المركزية
رابعاً : الافعال الكلامية وهي النظرية التي بلورها اوستن ويهدف بها لدراسة الملفوظات ودلالتها الانجازية و التأثيرية وكان قد قسمها الى :
أ‌- فعل القول ( الفعل اللغوي )
ب‌- الفعل المتضمن في القول
ت‌- الفعل الناتج عن القول
وقد صنفها أوستن على أساس قوتها الإنجازية على خمسة أصناف :
أفعال الأحكام: وهي تتمثل في حكم يصدره قاض أو حكم.
أفعال القرارات: تتمثل في إتخاذ قرار بعينه كالحرمان أو الطرد.
أفعال التعهد: تتمثل في تعهد المتكلم بفعل شئ مثل الوعد أو القسم أو الضمان.
أفعال السلوك: وهي رد فعل لحدث ما كالإعتذار أو الشكر أو المواساة.
أفعال الإيضاح: وتستخدم لإيضاح وجهة النظر أو بيان الرأي مثل الإعتراف أو الموافقة أو التشكيك.
أما سيرل فقد صنفها على ثلاثة أسس منهجية هي :
الغرض الإنجازي
اتجاه المطابقة
شرط الإخلاص
ثم جعلها خمسة أصناف :
الاخباريات
التوجيهات
الالتزاميات
التعبيرات
الإعلانيات
خامسا : الإشاريات , وتنقسم على :
الإشاريات الشخصية مثل ضمائر المتكلم أنا ونحن، وضمائر المخاطب ، وضمائر الغيبة.
الإشاريات الزمنية
الإشاريات المكانية
الإشاريات الاجتماعية
الإشاريات الشخصية
أهم مصادر التداولية
محمود أحمد نحلة ، افاق جديدة في بحث اللغوي المعاصر، مكتبة النشر، 2011.
محمد حسن عبد العزيز، علم اللغة الحديث، مكتبة الآداب، 2011.
مسعود صحراوي، التداولية عند العلماء العرب- دراسة تداولية لظاهرة "الأفعال الكلامية" في التراث اللساني العربي، دار الطليعة، بيروت، 2005.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط