الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاتورة أيلول

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من الطبيعي كلما أتي الإعلام على ذكر هجمات أيلول 2001 ، أن يتفكر المرء في مجريات الأمور في أفغانستان و العراق و الجزائر وصولا إلى ليبيا و اليمن ! عندما سئل مسؤول الأمن القومي الأميركي بريجينسكي (1977ـ1980 ) الذي وضع خطة عملية بن لادن في أفغانستان عن الخطر الذي يمثله " المتطرفون الإسلاميون "، أجاب "أعطتنا هذه العملية السرية فرصة لإيقاع الإتحاد السوفياتي بدوره في حرب فيتنام خاصة به " .
تناقلت وسائل إعلام خبرا عن أن القضاء الأميركي حكم بتغريم إيران مبلغ 7 مليار دولار ، تعويضا مستحقا لضحايا هجمات 11 أيلول ، بحجة أن الإيرانيين ضالعون هم أيضا إلى جانب الأفغان و العراقيين في تدبير هذا الهجمات . و ليس مستبعدا أن يبقي "الحبل على الجرار " او سيف العقوبات مسلطا على الناس في البلدان الي يسكنها مسلمون إلى أن يقضي الله أمرا كان مقعولا!
يحسن التذكير في هذا السياق ، أن المسؤول الأمني الأميركي الذي سبقت الإشارة إليه يُعتبر أيضا أحد العقول التي وضعت خطة استراتيجية من أجل أن تتمكن الولايات المتحدة الأميركية من حوكمة العالم على أساس وجوب المبادرة الاستباقية إلى تصفية "الخطر الخارجي " و خنق التهديد "الأحمر " و" الإسلامي " في المهد ،و إلى حظر امتلاك " سلاح دمار شامل " على الآخرين !
بكلام أكثر وضوحا ، تضع الولايات المتحدة الأميركية على لائحة أعدائها كل جهة أو دولة تمثل من وجهة نظر أميركية أحادية ، خطرا عليها أو أن نظامها السياسي " أحمر أو إسلامي " أو تمتلك " سلاح دمار شامل " !
و ما يحملني على أن ارتجع هذه المعطيات أمامي هو الاعتقاد بان الولايات المتحدة الأميركية توغل أكثر فاكثر في سيرورة تجريم الآخرين توازيا مع افتضاح الخيارات التي فضلتها في تقليص النفقات في مجال الخدمات الاجتماعية ، خصوصا التأمين الصحي للفئات المتوسطة و الفقيرة .
لا حرج في القول أن الإدارة الأميركية التي يكثر رئيسها من الندوات الصحفية ومن الكلام على عواهنه ، تظهر ارتباكا كبيرا في التصدي للوباء الذي يتفشى بوتيرة عالية ، فلا يجد هذا الرئيس أسلوبا في الظروف الصعبة سوى نعت الفيروس " بالصيني " دليلا على انه ظاهرة عدوانية خارجية . هذا يعني ضمنيا أنه " لن يبقي مكتوف الأيدي " ، فعلى المعتدي أن يقبل طوعا أن يعوض عن الخسائر التي تسبب بها أو تنتزع الولايات المتحدة الأميركية حقوقها بالقوة .
صار معلوما الآن ان الولايات المتحدة الأميركية تتهم الصين بجرم ظهور وباء كورونا و انتشاره كما تتهم منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ معها . هذا مسألة يبدو أن الرئيس الأميركي حسمها لصالح إدارته و نظام الراسمالية ـ الليبرالي ، فلولا " فيروس الصين " لبقي العالم منعما بالأمن والرخاء ! الكرة الأميركية في الملعب الصيني ,هاتي يا صين ما عندك من دولارات ، هذه فاتورة الكورونا و معها أيضا لائحة شروطنا .
من البديهي أن يبلغ التعويض عن خسائر كورونا أضعاف ما تم تحميله للدول التي أدينت في المحاكم الأميركية في قضية الهجوم على الأبراج في نيويورك ، و سيكون طبعا دون العقوبات التي فرضت على فنزويلا التي تتضمن جلب الرئيس الفنزويلي نفسه بعد أن أدانته هذا المحاكم بإدخال المخدرات إلى الولايات المتحدة الأميركية !! يحسن التذكير بان الأخيرة غزت بنما في سنة 1990 واعتقلت رئيسها تحت الذريعة ذاتها . كما غزي العراق في سنة 2003 و أعدم الرئيس صدام حسين بيد عملاء الغزاة ، و غزيت ليبيا في سنة 2011 وطلب من " الثوار " اغتيال الرئيس معمر القذافي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة