الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجرم شهيد والشهيد عميل !

حمزة الشمخي

2006 / 6 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


هكذا تصدر الفتاوي وتقال الكلمات عبر بعض الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعات ، حيث تجعل من المجرمين شهداء ! ، ومن الشهداء العراقيين الأبرياء الذين يقتلون بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والخطف والذبح والإغتيال كل يوم بأنهم عملاء للأجنبي .
وأن كل هذا الكلام يصدر من منظمات وأشخاص تدعي الجهاد والتحرير ، ومنها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس التي تريد تحرير فلسطين كل فلسطين من المحتل الإسرائيلي كما تدعي ، حيث تطلق على المجرم الذباح الزرقاوي بالشهيد ، أي شهيد هذا الذي يقتل الناس الأبرياء بالجملة من خلال كل أدوات القتل الممكنة في مدن وساحات العراق وشوارعه مرورا بحفلات الأعراس بفنادق الإردن الآمنة وغيرها ؟ .
ومن أعطى الحق لهؤلاء الذين يصفون الشهداء الأبرياء من العراقيات والعراقيين بالعملاء للأجنبي ، والقتلة من أمثال الزرقاوي بالشهيد المجاهد ! ، أليس هذه حماقة سياسية وجريمة إنسانية وفضيحة إخلاقية لهذه المنظمات التحررية كما تدعي ولقادتها الذين يصرخون ليلا نهارا بالتحرير والجهاد وكرامة الإنسان وحريته ؟ .
فهل أن ما يحدث في العراق من جرائم إبادة جماعية منظمة وعمليات إرهاب شاملة ، هي حقا أساليب من أجل تحرير العراق وإستقلاله وأعادته الى وضعه الطبيعي وإستقراره ؟ ، أم إنها تريد للعراق أن يبقى في دوامة العنف الدموي والصراع الطائفي العدواني الذي لا ينتهي الى الأبد ؟ .
هكذا يحتفلون هؤلاء بعرس الدم الزرقاوي في فلسطين والإردن ، وكأنهم يحتفلون بالقتل اليومي للعراقيات والعراقيين من قبل زمر الشر والإرهاب بزعامة المقبور الزرقاوي وغيره من المجرمين والجهلة ، إنهم يحتفلون بقتل الإنسان وتدمير الحياة وسلب إبتسامة الطفولة ، إذن إنهم قتلة .
ماهذا الحقد الأسود على العراقيين من قبل هؤلاء ومنظماتهم ، وخاصة بعد إنهيار نظام القتلة والحروب في بغداد ؟ ، فهل إنهم يحنون الى زمن نظام حليفهم السجين صدام ، أم إنهم يريدون لتجربة العراق ما بعد الدكتاتورية أن تفشل ؟، لأن في حالة نجاحها سوف تهز بعض الأنظمة الإستبدادية والمنظمات المرتبطة بها في منطقتنا .
لأن هذه المنظمات ومنها حركة حماس التي تعتاش على دعم ومساعدة هذه الأنظمة المتربعة على كراسي الحكم بالقوة والعنف منذ سنين ، والتي ترفع الشعارات التحررية وتتحدث بالديمقراطية والرفاهية والتنمية ولا زالت شعوبها تعاني من الفقر والجوع وإنعدام الحرية وكثرة السجون القديمة والجديدة لا تريد للتجربة العراقية أن تنجح .
الى متى يبقى حقدكم هذا على العراق والعراقيين ، كفاكم شعارات وخطابات ، لا تنفع بل تضر قضايا شعوبكم التي لا بد أن تنتفض يوما عليكم ، لأنكم في واد وهم في واد آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ