الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خوان ميرو ودالي وأنطونيو تايبيس في معهد سرفانتس دمشق ....الحفر الاسباني بلغة جون باربرا

متعب أنزو

2006 / 6 / 13
الادب والفن


تشير الدراسات التي عقدت نوعا من الصلة مع التاريخ التشكيلي لغويا إلى أنه انتظر إلى ما بعد الأربعين لكي يتم الاعتراف به كرسام ورؤيوي أسباني مهم .
الأمر الذي أحاله قبل ذلك إلى أمراض حادة ومزمنة انتهت به إلى الانكفاء والشلل والصمم بتأثير مباشر من الأتربة والسوائل السامة التي كان يستخدمها في محفوراته الأولى.والتي قدر لجمهور دمشق متابعة مايقارب المائة عمل من إحدى أهم مفاصلها في النزوات مع نهاية القرن الماضي. ماينبئ ¬أيضا _لكن ربما ليس بالدقة الكافية_ أنه أنشأ إبان انزواءه ما يربو على خمسمائة عمل في فن الحفر, وفق إيعازات ورؤى مشوشة ومشوهة في آن . وخرج وفقاً لأحاسيسه المضطربة بنتاج خلاق لم يتم الاعتراف به على هذا النحو إلا نهاية القرن التاسع عشر .
عمل أخر لغويا تبرز فيه مقدرته على تحريك الغرافيك وفق دراسات محفورة عديدة مهدت أيضا للوحة الأهم في تاريخه كمصور , وهي "إنزال المسيح من على الصليب " المعنى الذي يقود اليوم إلى توصيف هذه النتاجات الشاذة للرسام الاسباني بأنها تعود بالمشهد الروحي إلى جذور مغيبة في نظرية التشكيل وتنسيق قيم الغرافيك بين الأبيض والأسود.
من زاوية أخرى تؤكد ذات الدراسات أن تجربة الحفر الاسباني وإن كانت قد بدأت بالتشكل قبل غويا إلا أن أبحاث هذا الأخير تعتبر بداية التوثيق الحقيقي لهذا النسق من الفنون , والتي أسست فيما بعد لتجارب بيكاسو وماكس ارنست وخوان ميرو والكثير من مدارس الحفر الأسبانية , التي انتشرت قبل وبعد نظام فرانكو.
من زاويته _ هكذا وبدون مقدمات _ ينفض معهد سرفانتس الغبار عن مجموعة الحفار الاسباني " جوان باربرا " الذاكرة الغنية والبصرية المتقدمة في تنويعة الحفر, للقرن التشكيلي الاسباني الأخير.
تريستيان باربرا مفوض المعرض الذي تنقل معه في عدة مدن عالمية وحط معه في الفترة القريبة الماضية في دمشق برعاية مباشرة من معهد سرفانتس .
وبالتدخل لدى السيدة فيروز .. مديرة النشاطات في المعهد , لم يتم توضيح الأسباب التي حالت دون عرض العمل الخاص ببيكاسو , في الوقت الذي استضاف فيه المعرض أعمالا " لسلفادور دالي وخوان ميرو وأنطونيو تايبيس وريتشارد هاملتون و مانويلو مايلرز وأد واردو شيلدا " وغيرهم من أؤلئك الذين واظبوا على العمل في محترف باربرا أبان القرن الماضي .
إذا يقترب المعرض من تسجيل نوع من المكاشفة مع نتاج إحدى أهم مدارس الحفر الاسبانية
التي أدارها الفنان جون باربرا بالكثير من الحميمية وتعمدت بالكثير من الأبحاث والتجارب لأسماء مهمة في خارطة الحفر الاسباني , تحديدا خوان ميرو " عرض له عملان " وإدوارد شيلدا وأنطونيو تايبيس " عرض لكل منهما أيضا عملان " هناك أيضا عمل بتكوين سريالي , لرائد هذا النسق من الفنون , سلفادور دالي , على الرغم من أن دالي لم يكن معروفا كحفار إلا أن له تجارب متعددة في ورشة باربرا .
شيء أخر تاذخنا به بلاغة التصورات الفنية الأسبانية الحديثة في فن الحفر, وفق سلوك العرض المفاجئ الذي اقترحه سرفانتس دمشق , لنخبها المتابعة , وتوازي اكتشافاته الخط البياني المتصاعد لاكتشافات مدارس الفن الفرنسية الحديثة , كتلك التي وسم بها " ماتيس " سلوك الحفر الأوربي ككل وشكلت فيما بعد الأسس التي اعتمدها بيكاسو _ أثناء أقامته الطويلة في باريس "_ في تمارينه أيضا .
الامر الذي يعني فيما يعنيه الدور الأساسي والمحوري لأبحاث التشكيلين الأسبان في تجربة الحفر , تاريخيا وفنيا . تحديدا تلك التي شاركت في بناءها ورشة باربرا التي كانت تشكل دائرة الاستقطاب الأولى للكثير منهم .
المعنى الذي ذهب إليه مفوض المعرض ومدير معاهد سرفانتس في العالم .
كذلك ياتي العرض الأسباني المميز ضمن رزمة نشاطات حيوية ومتفردة , ليس أقلها حضور الروائي الناطق بالاسبانية " ماريو بارغاس يوسا " في دمشق وأجراء حوار مع مثقفيها حول ادبه .
الأمر الذي يشكل امتيازا ثقافيا عاليا للمعهد المقترب حديثا من تقاطع الإحداثيات في مركز المدينة , والمتعمد بماء مشففة تتماثل أو تكاد مع هواء الذائقة العربية وافتراضاتها الرصينة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي