الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حظره الناقص كورونا يعلن هزيمته

إبراهيم اليوسف

2020 / 4 / 18
الادب والفن


لطالما أسمع شكاوى الكثير من الأصدقاء حول متاعب الحجرالصحي، لاسيما بالنسبة إلى هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم-فجأة-أسرى بيوتهم: لاعمل. لامدارس. لازيارات. لامقاه. لامطاعم. لا ندوات لامجالس عزاء. لا كرنفالات. لا حضور عروض سينمائية أو مسرحية أو غيرها.أفق الحرية كلها محجور في مجرد شقة، أو حتى عمارة، أو غرفة، ولاوجوه في التقارب الفيزيائي ماخلا وجوه أهل البيت، ولقد راحت بعض الدراسات تنبه إلى مخاطر الحجر الصحي، سواء أكان على صعيد تأزيم الخلافات النفسية، أو الزوجية، أوالبيتية، من خلال استشرافات رؤى بعضهم، أو استبيانات بعضهم، أو من خلال تخمينات آخرين، وكأن جمهور البيت الذي سيلتقي بعضه بعضاً – على نحو فريد- لم يكن ليفعل أفراده ذلك من قبل، لاسيما إذا استطاع هؤلاء توظيف زمنهم الجديد الفائض، في سبيل استكمال جوانب حياتية يومية أهملوها، ومن بينها منح الأهل مساحة أكبر من الحوارات، لاسيما في ظل إمكان خلق الحب، أما في حال عدم توافره، فإن مساحات الوقت الجديد الممنوح لأفراد الأسرة ليست سوى امتحانات، واختبارات، سرعان ما تقدم- مجاهرها المكبرة- لاكتشاف فيروسات من نوع آخر تنخر بناء الأسرة، كي تعاضد فيروس كورونا وتستعجل الهدم على أكثرمن جانب، إلا أنه هدم سابق، هدم مؤجل!
أهو كلام تنظيري؟.
أم هو مجرد تهويمات؟
عندما تلقينا قرار الحجرالصحي الذي سبقت أسرتنا إلى تطبيقه على نحو جزئي، وتمَّ اكتمال بنيانه، وأسسه، وقواعده، وشروطه مع الأنباء المنتشرة عن محاولات كورونا تعلم اللغة الألمانية، إلى جانب الصينية والإسبانية والإيطالية والفرنسية وغيرها، رحنا نتأهب بدورنا لأخذ ما يلزم من احتياطات نفسية، في الوقت الذي كان بعض معارفنا قد أعدوا العدة، لاسيما على صعيد تأمين المؤونة، والاحتياجات، والأدوية، بما يكفي حرباً عالمية جديدة، لم أجد مصاعب شخصية من لدني، وإن كنت سأشارك العالم كله قلقه، وبخاصة إنني رحت أقرأ، وأتابع ما ينشر، ويبث من أنباء حول هذه الآفة الدولية التي قد تذكر بيوم القيامة، والصراط المستقيم، لاسيما وأن السيد دونالد ترامب الذي كان ينام كل ليلة وهويقول في نفسه:
أنا هرقل
أنا الفرعون
أنا من أقود العالم
أنا الجبار
وبدت صواريخه قادرة على استهداف أي كائن حي في أية بقعة في العالم، وكانت هناك خلال الأسابيع، والأشهر القليلة التي سبقت ظهوركورونا بعض الغارات القارية التي أدخلت العالم في حالة رهبة كبرى، وبات أمثالي يتخيلون أنه ما من نملة. ما من بعوضة. ما من دودة تحت الأرض في منجى من أمريكا، لاسيما بعد أن أجرت اختباراتها على بعض الإرهابيين، على مرأى العالم كله، إلا أنه بات مرتعداً، يواصل اختباراته الكورونية على نحو يومي، إذ إن هذا الكويئن يقول له:
ماقوته، وما جبروته، ومن هو في الحقيقة.
لم يتغيرمعي شيء!
كنت أقول لبعض الأصدقاء الذين يتصلون بي عبرالهاتف أو الواتس آب، ولسان حالهم:
نحن نفكربك لانك أكثرنا ضيقاً بالمنزل
بل أنا أكثركم التزاماً بالمنزل منذ سنوات
صحيح أنني ألتقي الأصدقاء، إلا أن الأماكن التي أخرج إليها جد قليلة، ومعروفة:
كورس اللغة
المقهى وذلك في يوم واحد في الأسبوع
أداء المناسبات الاجتماعية في الأسبات والآحاد، أو المشاركة في الأنشطة الثقافية، إلا أنه يحدث ألا أخرج أياماً كاملة من البيت، لولا هذه المناسبات. ثم أقول لهؤلاء:
حضرة الإمبراطور كورونا تمكن من الشك بكل شيء. الأسطح. الهواء. الأطعمة. الجلسات. وسائل النقل. الألبسة. الأهل. الأصدقاء، فلم يبق من حولنا شيء خارج دائرة الشك والخوف منه، إلا أنه لم يتمكن من أمر واحد وهو أنه لم يستطع تهديدنا بالتسلل عبرأصوات الناس، حتى ممن هم مصابون بداء كوفيد19، أو تسمية كورونا نفسه، كما أنه ترك لنا في بيوتنا فسحات أكبر وهي أن نتابع التلفزيونات، والراديوات، ونتواصل مع الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعي. نقرأ الكتب الإلكترونية، وكذلك الورقية التي لايستخدمها سوانا. نكتب، بل الأكثر استفزازاً لكورونا أنه صرنا نتواصل مع الأهل والأصدقاء وحتى مع مدارسنا ومعاهدنا وأماكن عملنا عبر-الفيديو- في تقنية السكايب.
لاسلطة لمخلوق مطلقة
هل كورونا مخلوق
نعم، ولست ممن يجهدون أنفسهم في التعرف إلا على كيفية إمكان مقاومته
أجل، المقاومة التي كنا نسمعها في بلدنا الذي لم يقاوم نظامه إلانا. إلا المواطنين، الىن، بتنا نمارسها في أروع صورها. نقاوم كويئناً غيرمرئي، لم يبق أحد في العالم لم يسمع ولم يخف منه. كويئن يقول:
سأمحو الوجود البشري من العالم، وآتي بكائنات أخرى بديلة تعيش عنه، بعد أن سقط في امتحانات الحياة والطبيعة.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً


.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو




.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس


.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي




.. انتظروا لقاء مع أبطال مسلسل دواعي السفر وحوار مع الفنان محمد