الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداً للبوشي

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2020 / 4 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


السلام أولا.

تابعت قبل قليل منشور متناثر علي وسائط التواصل الإجتماعي للقيادي البعثي محمد حسن بوشي ينتقد فيه الجبهة الثورية بعبارات يعف القلم عن إيرادها في الرد علي كاتبها، فتقديم النقد الفكري والسياسي يعتبر أهم عناصر تطور العملية الديمقراطية في كافة أوجهها، لكن ما جاء في منشور البوشي لا يصنف كنقد موضوعي يمكن إتخاذه "منصة إنطلاق" للتطور بل هذا الحديث العجيب مثير للدهشة كونه آتي من شخصية يروج لها بصفة "قيادي - بعثوي" في المنابر السياسية، فقد أثار ما جاء في منشور البوشي غثياني وإشمئزازي، وسيعيد حديثه للأذهان "صورة طبق الأصل" من أحاديث نافع علي نافع علي شاكلة "لحس الكوع" وغير ذلك من القبح الذي ساد الخطاب العام لنظام الإنقاذيين الإنقلابيين.

البوشي - البعثي العربي الإشتراكي أراد أن ينتقد مواقف الجبهة الثورية حيال سياسة التمكين البديل بمحاصصة المناصب التنفيذية والتشريعية وفشل في ذلك، ثم عرج رابطاً نقده بمفاوضات السلام التي أظهر عدم إهتمامه بها وبقضايا المهمشيين والكادحيين الذين كانوا من بناة المقاومة وحماة الثورة الديسمبرية المجيدة، ولهم في الثورة مساهمات كبيرة لا ينكرها إلا مكابر كحالة البوشي الذي إستبدل السلام بالمناصب بذات مفهوم النظام الإنقاذي الدكتاتوري المباد الذي لا يؤمن بحقوق الآخريين، ونحن نقول له السلام أولا، والسلام الذي تستبدلونه بالمناصب يكشف مدى تشوه المركز النخبوي العنصري والإقصائي الذي لم يستطيع للآسف إستيعاب مضمون شعار الثورة "حرية سلام وعدالة" وهو درس جديد من جمهورية "النفق" ولكن البوشي أبى إلا أن يواصل السعى في الظلمة لإرتكاب خطيئة إستعادة صور من تاريخ التهميش والإقصاء والمكابرة السياسية التي لا تشبه البتة تلك الصورة الجديدة المطبوعة باسم "سودان الثورة" علي قلوب السودانيين جميعاً.

البوشي وجه سهامه لضرب الجبهة إلا انه قد أخطئ التصويب وذلك لعدم تقديره وتحضيره وشعوره بمعاناة المهمشيين الذين يحملون قضايا إنسانية وأخلاقية وحقوقية عادلة باحثين عن السلام في دولة مواطنة بلا تمييز، وتمثل الجبهة الثورية تحالف تاريخي يعبر عن أحلام وتطلعات السودانيين المظلوميين في عهود القهر والإستبداد، ومفاوضات السلام كي تبلور مشروع وطني جديد تحتاج لإرادة حقيقية تساعد علي تهيئة البيئة الوطنية للتغيير والتحرر، وعلي البعثيين ضبط خطاب قادتهم إن كان البوشي واحداً منهم، وهذا تنبيه نقدمه للبعث العربي الإشتراكي وهو تنظيم سياسي ناضل معنا في ساحات الثورة ولا نريد أن نراه يتقهقر في القضايا الوطنية بهكذا شكل، ولنعمل معا من أجل سلام شامل وعادل ومستدام لنبني المستقبل.

18 أبريل - 2020م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال




.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟


.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال




.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا