الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات الاعلام البرجوازي لمرحلة ما بعد كورونا !

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 4 / 18
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


بعد أن رفعت جائحة كورونا الغطاء عن النظام الرأسمالي المتهرئ وانبعثت رائحته العفنة لتملأ بقاع الأرض بأكملها، بدأ الحديث عن تحولات جذرية تنتظر العالم بعد تخطي مرحلة الوباء والقضاء عليه، تحولات فكرية سياسية اجتماعية واقتصادية .
الحديث عن المجتمع الاشتراكي كبديل واقعي وممكن لهذا النظام من البدائل المطروحة الآن على صعيد العالم، لم يقتصر هذا الحديث على اوساط الشيوعيين ومحبي الحرية وحياة الرفاهية والمساواة فحسب، بل وحتى داخل أروقة المؤسسات الإعلامية الرسمية التابعة للدول الرأسمالية الكبرى، هؤلاء الذين كانوا، وحتى الامس القريب، لا يذكرون كلمة الاشتراكية في أدبياتهم الا وهي مقرونة بالاستهزاء والسخرية ، يطرحون على الملأ التجربة السوفيتية كنموذج صارخ لفشل الاشتراكية ويصورون الشيوعية على انها ديناصور انقضى عهده! أما اليوم، وبعد الهزيمة النكراء لهذا النظام البربري على يد عدو غير مرأي لا يفرق بين انسان وآخر ويهاجم بشراسة منقطعة النظير، عدو لا يمكن القضاء عليه حتى بترساناتهم النووية ناهيك عن أسلحتهم التقليدية التي صنعوها على حساب افقار المليارات من البشر، عدو لا تنفع معه كل أموالهم المكدسة في البنوك التي جمعوها على حساب حياتنا ومعيشتنا. بعد كل هذا بدأوا يتحدثون عن البديل! ومن جملة البدائل التي يتحدثون عنها هي الاشتراكية !! ولكن أية اشتراكية ؟ اشتراكية تستطيع الرأسمالية من خلالها إعادة أنفاسها وترتيب أوراقها المبعثرة وتشديد قبضتها على العالم من جديد، ليس وفقا للديمقراطية البرجوازية الذي انقضى عهدها وباتت تقريبا في خبر كان ، وانما وفقا لأنظمة شمولية ، يسمونها هم بـ "الشيوعية" ويبالغون بحجم قدرتها التي استطاعت هزيمة كورونا من جهة و مدت يد المساعدة لأعداء الامس وحلت محل الأصدقاء القدامى من جهة أخرى ، وفي هذا السياق يأتون بالنموذج الصيني على سبيل المثال، ويبرزونه على انه العملاق النائم الذي سوف يزعزع مكانة أمريكا ويتولى قيادة العالم ما بعد كورونا.
ان دكتاتورية الأحزاب الشمولية كـ "الحزب الشيوعي" الصيني ليست سوى نموذج آخر لسلطة الطبقة البرجوازية التي انكشف أمرها منذ أمد بعيد كونها لا تحمل من الشيوعية إلا الاسم. وما نشهده من تطور صناعي وتكنلوجي هائل في هذا البلد لم يأتي سوى على حساب أشد أنواع الاضطهاد للعمال.
بعد تجاوز البشرية هذا الوباء، فان الرأسمالية العالمية سوف لن تلقي أسلحتها بسهولة ، بل ستحارب حتى الرمق الأخير لاستعادة سيطرتها وهيبتها مجددا وما أسهل من الاختباء تحت العباءة الصينية لاستعادة الانفاس .
تحقيق البديل الاشتراكي الذي تطرحه القوى والمنظمات والأحزاب الشيوعية لن يتحقق باعتباره حتمية تاريخية، وانما يحتاج الى التدخل الواعي والمنظم للإنسان ، يحتاج الى طليعة ثورية ، الى الطبقة العاملة بالدرجة الأساس ، يحتاج الى توحيد صفوف هذه الطبقة محليا ، إقليميا وعالميا والتسلح بالنظرية الثورية أي النظرية الماركسية التي ستوضح لها الرؤيا وتؤمن لها النصر في معركة دحر الرأسمالية. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -