الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-براديغم التألّق-

إيمان كاسي موسى
باحثة في علم الاجتماع وفي اللّسانيات.

2020 / 4 / 19
الادب والفن


يصادف تاريخ اليوم، 18 نيسان 2020، عيد ميلاد إحدى زهرات قسم الفلسفة، وهي الأستاذة الدّكتورة "جاري جويدة"، أستاذة التّعليم العالي بجامعة الجزائر 2.
بين الدّراسة والتّدريس تاريخ حافل استهلّته سنة 1982 بشهادة ليسانس في التخصّص، وهو موعد التحاقها بسلك التّعليم الثّانوي، تلته شهادة الدّراسات المعمّقة سنة 1985، فشهادة الماجستير بدرجة مشرّف جدّا سنة 1997 (تأطير الأستاذ الدّكتور عبد الرحمن بوقاف وقبله الأستاذ الدّكتور عبد الله شريّط) بعنوان "المشكلة الفلسفيّة والإيديولوجيّة في فكر مالك بن نبي"، هذا الأخير الّذي نقّبت في الجانب الفلسفيّ لعطاءاته حينها، وتباحثت أكثر حول فكره من خلال ندواتها بمخبر مشكلات الحضارة والتّاريخ الّذي تنتمي إليه بالجامعة الجزائريّة.
بعد الماجستير أتى دور شهادة الدّكتوراه من الجامعة اللّبنانية بدرجة "ممتاز" مع تهنئة اللّجنة بدراسة حملت عنوان "إشكاليّة البراديغم في الفكر الفلسفي العربيّ المعاصر" ختمتها سنة 2008، وهذا من خلال نموذجي المفكّرين عبد الله العروي وحسن حنفي، أطّرها في ذلك الرّاحل الأستاذ الدّكتور موسى وهبة مترجم كانط إلى العربيّة ومولّد لفظ "الأفهوم" كمقابل للماصدق.
وعلاوة على ما صدق ذكره أعلاه، كانت "حاملة شعلة العلم والمعرفة" أستاذة متعاونة لبضع سنوات بالمدرسة العليا للفنون الجميلة الّتي التحقت بها سنة 2013، وكذلك الأمر بالنّسبة للمدرسة التّحضيرية لعلوم التّسيير والاقتصاد بدرارية.
يحصي رصيدها 15 سنة تدريس بالتّعليم الثّانوي، تزامنت في بادئ الأمر مع تقديم دروس جامعيّة منذ 1984، ولم يثنها ذلك عن المشاركات العلميّة الّتي استهلّتها وهي طالبة في طور الماجستير، لتستمرّ سواء وطنيّا أو دوليّا وصولا إلى تنظيم الملتقيات بجامعة الجزائر2.
حديثا عن التّدريس، عكفت الأستاذة الدّكتورة "جاري جويدة" على تلقين كافّة الوحدات الفلسفيّة ما عدا المنطق، وربّما حملت ميولا خاصّا للجماليّات وفلسفة الفنّ؛ المجال الّذي وجدت فيه إسقاطا لمعالم شخصيّتها الاستيطيقيّة، هي الّتي تخصّصت في الفكر العربيّ المعاصر، مع عدم اعترافها بفكرة التخصًّص إدراكا منها للامحدوديّة المجال الفلسفي المترامي الأطراف.
وعن كيفيّة التّدريس، يلاحظ انتهاجها سبيل المقاربة بالكفاءات بتوليد الأفكار وتبنّيها منهج سقراط الّذي ينحو إلى محاورة الآخر؛ فعادة ما تشدّ انتباه متتلمذيها، هي الّتي تعوّدت تقديم الدّروس وقوفا دوما، مثلما ألفت التأخّر في الخلوص إلى نتائج الاختبارات باعتبارها تولي أهميّة بالغة للتّركيز مع أوراق الطّلبة، فنجدها تمتحنهم في آخر السّنة شفاها..
تقلّدت ابنة الرّبيع وعاشقة فيروز مسؤوليّات مختلفة تضاف إلى التّدريس، نذكر منها مساهمتها سابقا في برامج إصلاح المنظومات التربوية بالتّعليم الثّانوي (حسبما أقرّه المرسوم الرّئاسي المنشور بالجريدة الرسميّة رقم 27 بتاريخ 10 ماي 2000)، وكذلك الأمر بالنّسبة للتّعليم العالي، من دون إغفال الوظائف الإداريّة الّتي استهلكت الكثير من وقتها، موازاة مع تأطيرها ومناقشتها لعشرات الأطروحات العلميّة لكي تتخرّج على يدها العديد من الأجيال.
ومن تغليبها للجانب البيداغوجي على ذلك الخاصّ بالتّأليف، لم تفرج بعد عن كتبها الّتي تأتيها بشكل متقطّع ومتأنّ، إنّما يسعنا القول إنّ مقالاتها اليوم تساوي مثقال عدّة كتب كمّا ونوعا؛ إذ هو العقل الوازن الّذي جمع في نماذج كتاباته بين عديد المقاربات الحداثيّة الّتي تروم إحداث التّغيير.
بالمختصر، تعتبر فخر الجامعة الجزائريّة الأستاذة الدّكتورة "جاري جويدة" من الشّخصيات النّاجحة الّتي لا ترضى إلّا بالتميّز، والّتي لم تنقص السّنين من عزيمتها شيئا، تخفي ابتسامتها الكثير من "الغنج" بالتّعبير اللّبناني، مثلما تحوز الكثير من الحكمة، فنخالها زهر تشرين على أعتاب نيسان !
فكلّ سنة وهي بألف خير ورفعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة