الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصير الانتفاضة بعد نهاية الحظر الوقائي

جلال الصباغ

2020 / 4 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يطلق الكثير من الناشطين والمواقع الخاصة بالانتفاضة وعودا بمليونية ما بعد الحظر، متوعدين السلطة القائمة بمزيد من التصعيد وتنوع بالأساليب الاحتجاجية في المرحلة المقبلة.
نتسائل بدورنا ويتسائل غيرنا ايضا، ما الجدوى وراء تكرار ذات الأساليب التي مارسها المنتفضون، والسلطة باقية كما كانت، لا تغيير سوى ببعض الوجوه التي ستمارس ذات القتل والقمع والاختطاف بحق المنتفضين.
في البدأ علينا ان نحدد ما الذي يريده المنتفضون، لكي نحدد الآليات التي تضمن تحقيق الأهداف التي خرجت انتفاضة أكتوبر لتحقيقها ودفعت في سبيل ذلك الكثير من التضحيات، ولو سألنا عينات عشوائية من المنتفضين في عموم المحافظات سنجد أن أهدافهم من وراء القيام بالانتفاضة تتلخص بالخلاص من طغمة السراق والقتلة الذين يحكمون البلاد منذ سبعة عشر عاما.
والخلاص من الفئة السياسية التي تتحكم بالمؤسسة العسكرية من جيش وشرطة بالإضافة إلى المليشيات وتسيطر على موارد وثروات البلاد، لا يتم بنفس الآليات التي سارت عليها الانتفاضة في الفترة السابقة، والتي تسيطر عليها العفوية والعشوائية وغياب وضعف التنظيم والأفق السياسي الذي رافق الانتفاضة منذ انطلاقها ولغاية الآن.
ان تراكم الخبرة والتجربة الثورية على مدار أكثر من ستة أشهر يجب أن ينتج عنها فهم المعوقات التي تواجه الانتفاضة والعمل على تجاوز هذه المعوقات، وأهم المشكلات التي رافقت الانتفاضة هي الابتعاد او رفض اي شكل من أشكال التنظيم والتخطيط الهادف لتوحيد الجهود والعمل المشترك من أجل إشراك جميع فئات وشرائح المجتمع والتي تشكل غالبية المواطنين من الشباب والنساء والعاطلين عن العمل والطلبة وغيرهم، وأحداث نوع من أنواع التواصل الحي والمستمر بين هذه الأطراف وبلورة نظرة سياسية لكيفية إنجاح الانتفاضة في إسقاط نظام المحاصصة والمليشيات والنهب.
اما الدعوات للتصعيد والمليونيات ما بعد الحظر فقد تشعر المنتفضين بالراحة النفسية المؤقتة وتطمئنهم انهم لا يزالون أقوياء، او قد تعمل عن طريق التجمعات الكبيرة بتفريغ غضبهم تجاه السلطة بالهتافات والشعارات، دون التوصل لنتائج حقيقية على أرض الواقع.
لا امل في نجاح الانتفاضة بشكل حقيقي دون الفهم السياسي لأسباب انطلاق الانتفاضة وكيفية تحقيق أهدافها المرسومة، وهذا الأمر غير قابل للتحقيق دون تنظيم الجماهير، وهو ما كانت تدعوا له صحيفة (صوت الانتفاضة) منذ الايام الأولى للانتفاضة عن طريق تشكيل مجالس جماهيرية ثورية، تأخذ على عاتقها إدارة الصراع مع السلطة الحالية وتشكيل سلطة الجماهير في المرحلة المقبلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية