الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما علاقة الانتخابات بجائحة كورونا (كوفيد 19)

رشيد اغويان

2020 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لازال التاريخ يشهد على أكبر مهزلة، كتبت على جبينه بالخط الأحمر العريض: الانتخابات المغربية. هي مهزلة بامتياز… تابع التاريخ المسطر باسمها “الانتخابات”، الوضع بترقب كل خمس سنوات علا المكتوب على الجبين يمحى ويتغير، لكن رائحة التغيير الحقيقي لم تعرف لها طريقا ولا مكانا، في ظل فساد متجذر يأبى إلا أن يظل جاثما على البلاد والعباد.

هي مهزلة، يتم فيها تقسيم الأدوار حسب الشخوص المقربة المحببة لرأس الثعبان، كل ودوره، كل ورتبته، كل والوسام الذي سيحظى به ليبدأ التهافت ولتبدأ الدعاية… 300 مليار سنتيم للكراء والشراء، ظهور لأول مرة بين الشعب ووسط الشعب وفي أسواق الشعب..، بعد غياب دام لخمس سنوات بعيدا عن رائحة الشعب وصوت الشعب ومعاناة الشعب. كمن اصطاد طريدة وفر هاربا للتنعم بخيراتها ولما انتهت عاد ليصطاد ويفترس ضحية أخرى، تؤهله لمقعد دنيوي لا يسمن ولا يغني من جوع، وآلاف البطون جوعى من ضحايا هذا الشعب الجريح المكلوم المكتوي- 300 مليار سنتيم لشراء وكراء أصوات في ضل ازمة كورونا (كوفيد 19)، ورمي بعض الفتات والدريهمات لشباب عاطل لتبني حملة مزيفة لا يؤمن بها، فقط لأن الحاجة دفعته لالتقاط فتاتك المرمي على الأرض، وأنت في موكبك تزهو بنفسك وترتدي قناع الوداعة والنزاهة، رافعا شعار التغيير والإصلاح، مع الشعب وها هي ذي الأيادي ممدودة فمدوها لنا بصوت، ولكم منا بعدها السلام. أليست الأموال المهدورة لأجل انتخابات الكلمة فيها الأولى والأخيرة لأصحاب البلاط والباقي فيها مجرد بيادق وكراكيز لا حول لهم ولا قوة سوى النهب، أليست هاته الأموال أحق أن تصرف على الشعب!! أليس الشعب بها أولى!!، منذ زمن والشعب يقهر ويستضعف ويسرق… وخيرات بلاده توزع على القاصي والداني، وهو يتفرج ويعتصر وإن تكلم كان مصيره الحظر والإقصاء، فأين هم من وعدوه؟؟ أين هم من أخذوا منه الصوت ليمثلوه؟ أين من طبلوا باسترجاع حقوقه وبالتوفير والإصلاح والاستقرار؟؟… أكانت مجرد كلمات أغنية غنوها للشعب لستين عاما!! أكانت مسرحية أجادوا لعب أدوارها حتى ظفروا بالقرب من مخرجها!!

ستون عاما والمغرب يطبل له أنه دولة الديمقراطية والحق والقانون، والآن هي دولة العهد الجديد. بلى عهد جديد كشف المستور وبلغ فيه الشعب من الوعي مبلغا، جعله يوقن أن الانتخابات مجرد مهزلة ومسرحية، لم يتغير شيء، الوضع على حاله، إلم نقل أن الأمر ازداد سوءا، فما خفي كان أعظم، قرى تعيش تهميشا تاما لا ماء ولا كهرباء لا طرق معبدة ولا شيء، نسبة الأمية في ارتفاع، ناهيك عن البطالة وانتشار خروقات لا حصر لها…. أين هي دولة الحق والقانون والحريات، حينما يتم التعتيم عن الواقع المر الذي يعيشه المغاربة، حينما يتم سجن صحفي عر عن الحقيقة وعبر عن رأيه وحمل رسالة، حينما يتم مواجهة المقاطعين للانتخابات بالسب والشتم والحصار والاعتقال. فعن أي حرية وحق نتحدث؟! الانتخابات هي مهزلة بامتياز… فليس للشعب الحق في حقه… فحقه لا يتعدى صوت، صوت حدوده صندوق وكفى.

المواطن المغربي، قد تعب من تلك الشعارات الموسمية الرنانة، تعب من البرامج التي تعيد نفسها -فكل يغني ليلاه عله يظفر برضاه-، تعب من التماطل والتزييف و”باك صاحبي”، تعب من حكامة هو المحكوم فيها من تنمية هو المقصي والخسران فيها، من إعفاء للمسؤولين وهو المحاسب الضحية فيها. فأنى للمواطن أن يستعيد ثقته بمن أتعبوه بالكذب والنفاق والخداع، وهو يعي أن صوته لن يغير شيئا، فنفس الوجوه تعاقبت على الحكومة المغربية ونفسها والجماعات المحلية الآن تطبل بالتغيير والإصلاح ومحاربة الفساد وربط المحاسبة بالمسؤولية ووو… هو يعلم أن الأحزاب مجرد دمى تحرك يمنة ويسرى، تركع كالعبيد في يوم البلاء. وتنفش الريش وتغرز أنيابها في المواطن المستضعف البريء، أما أمام أصل البلاء والفساد فلا تقوى على رفع الرأس. الانتخابات المغربية أكبر مهزلة، لا نزاهة ولا شفافية ولا أدنى مصداقية، إن كانت الانتخابات ستغير شيئا لغيرته منذ زمن، ولمنعونا منها. لكن مادام الشعب لا يقوى بصوته إطاحة ظلم جاثم وحرباء أمامه تتلون بألف لون ولون… فتوقع أن المهزلة ستستمر. وسيظل الجبر متربعا على عرشه العاجي، متفرجا داعيا للمهازل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب