الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحَظّ لُعبَةٌ لا أتْقِنُها

ادريس الواغيش

2020 / 4 / 20
الادب والفن



واقفٌ وقد سكنَ الليل
وحيد ٌ في الشُّرفة مُستتِـرًا في العَتَمَة
كأنّ البَـدرَ انزوَى في ليْـلِه فجأةَ
أخفى قناديله عن العُـيُون ونَام
أترَقّبُ أنِـينَ الصُّبح
سهرانٌ لوَحدي أسألُ نفسي مرّة
وهيَ في أخرى تُسَائِلني
ثم أعودُ إليّ وأنسَى المَنام
هنَاك حمامٌ في الأفق يحملُ أحلامًا وبشرى
أمَلٌ طائشٌ يُناديني
وثُـرَيّا تتهيّأ لتُوقِـدُ نورَها في ليْـلِ هذي السّماء
أصيحُ هَمْسًا وأتمَـرّدُ على صَمتٍ آلمَني
أصُوغُ ذكرياتي فيّ وقد هَجَـرتني
حينَ نفقَ بعيدًا عنّي ما مَضى من عُمري
أجدِّدُها بِطعم اللوز ولَـوْنِ الحِـنّاء
وأعودُ بمُقلتيّ نقـيّتين إلى المَعْدِن الأصيل
هَا زَمَني أمامي، واقفٌ ينتظرُ تحت سفح الجبل
لم أختَـر نسَبًا جديدًا وفصيلة دَمٍ تلائِمُني
حينَ خرجتُ عاريًا من نَبْعي
لكني لم أكُـن أعرفُ حينها أن الحَياة جديرَة بالإقامة
وأنّ الحظ لُعْبَةٌ لا أتقنها
لم أكُـنْ عَـرّافًا يلوّحُ للغَـدِ من مَنفاه
ولا برّاحًا يَجُول في الزّمَن الصّعب
يصدَحُ في المَنابِـر بالمَناحَات والشّعارات النيّئة
لن أسَاومَ اليَـومَ في الزّمَـن المَـوْبُـوء
أعَـقّـمُ برَاءَة طفولتي فيّ مُنتظرًا زَمَـن النّـقاهة
وُجُوهٌ تدوّنُ تجاعيدَها بالحِبْـر السرّي
أتْعَبَـتها خَطيئاتُها وخَـذلهَا صبرُها
أرْهَـقها حَمْـلُ كمّاماتٍ جَرْباء مُبللة بزَبَـد البَحر
تخضرُّ المَسافاتُ في عَـيْنيّ هناك على بُعد النّظر
تخبُو ألوانُ الرّبيع ورَاء جُـدْرَان الصّمت
أصواتُ العَصافير تصلني مَبْحوحة من ورَاءِ "زلاغ"
وتراتيلٌ الهَمس في صَمْت هذا الليل
ها نحنُ نواصلُ تعقيمَ ما تبقّى من أيّـام
نرتّـقُها أملاً في التِـئَام ندُوبٍ في وُجوهٍ مشرُوخَة
موتٌ نلبَسُه كل يوم في سَوادِ الليل
وآخرُ نخلعُه في ضوء النّهار
كلما فاجَأنا ظلُّنا في الصَّباح
أنّنا لا زلنا بعدُ أحيَاء...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل