الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- لحظة التضحيات - في خطاب رئيس الحكومة الفخفاخ

الأسعد بنرحومة

2020 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في اللقاء الصحفي لرئيس الحكومة الياس الفخفاخ ليلة البارحة 19أفريل2020 قال " اليوم نقاوم وباء الكورونا من خلال المدّ التضامني والتطوّع ولم تفرض الدولة شيءا على أحد، لكنّ لحظة التضحيات قادمة..."
للأسف مرّ هذا الكلام وغيره على عقول الكثيرين مرورا سلسا رغم خطورته وذلك بسبب ضغط الدعاية المفرطة سياسيا واعلاميا لخطر فيروس الكورونا وكثرة ضحاياه في العالم وذلك في سياسة ممنهجة ومدروسة من أجل التهويل وزرع الخوف رغم ما بدأ يتضح من حقيقة تضخيم متعمد لعدد الوفيات والمصابين في العالم، وهذا أكّده الكثير من العلماء والمختصين والدكاترة .
ولكن ماهي لحظة التضحيات التي قصدها رئيس الحكومة الفخفاخ؟
خلال شهر فقط ورغم توقّف عدد من نشاط الوزارات وهو ما يوفر الكثير من المليارات لمجابهة الكورونا، وكذلك تخصيص 2500مليار لهذا الغرض ، الى جانب مليارات التبرعات، في مقابل ذلك عدم تحول الفيروس لتهديد حقيقي للمجتمع كما تحاول السلطة تصويره ، ومع ذلك وخلال شهر واحد دخلت الحكومة في سياسة اقتراض مجحفة قاربت 4000مليار منها أكثر من 2000مليار من صندوق النقد الدولي ...
هذه القروض مع كتلة القروض السابقة ، وباستمرار هذا النهج من الاقتراض ستتجاوز قريبا نسبة المديونية 100% من الدخل الخام للدولة وهو ما يفرض واقعا جديد يمهّد كليّا لانتقال السلطة لمرحلة التنفيذ الكامل لمختلف الاملاءات والأجندات المفروضة أمريكيا وأوروبيا وخاصة فيما يتعلق بتلك البنود التي مازالت تعرف تعطّلا وبطءا في التنفيذ.
من المعلوم أنّ اجراءات الحكومة خصوصا والسلطة عموما في تونس تحت ذريعة مجابهة وباء الكورونا ساهمت بصفة فعلية ومباشرة في تأزيم الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد ومازالت تسير في مزيد تأزيمه على مستويات عدّة منها افلاس آلاف المؤسسات وفقدان مواطن الشغل ما سيرفع نسبة المعطلين عن العمل الى جانب عجز باقي المؤسسات عن القيام بدورها الانتاجي بسبب الضغوط المالية..
ومن المعلوم أيضا أن الحكومة وافقت ومنذ سنوات على تنفيذ عدة املاءات خارجية بحجة اصلاح الاقتصاد والمالية ولكنها في الحقيقة تساهم في بسط نسيج اقتصادي أجنبي سيتحكم في الانتاج وفي الموازنة والاقتصاد لصالح الدول الخارجية من ذلك :
* انتصاب الشركات الاجنبية المصدرة كليا للخارج باسم دعم الاستثمار
* فتح جميع الاسواق والمجالات الاقتصادية للهيمنة الاوروبية بموجب اتفاقية الأليكا مع أوروبا
* خروج الدولة تدريجيا من الانفاق في المجال الاجتماعي والقطاع العمومي لصالح الخواص
* تنفيذ في اجراءات واملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين كالضغط على الاجور وتجميد الانتداب في القطاع العام ورفع الدعم نهائيا عن السلع والخدمات الحيوية.
عرفت هذه الأجندات تعطّلا كبيرا في التنفيذ مع حكومة يوسف الشاهد وهو ما أوقع السلطة في حرج كبير مع الخارج ....ولكن اليوم وبعد مرحلة الكورونا أصبح الطريق مفتوحا كليا للتنفيذ ولم يعد يوجد قوة قد تعطل هذا المسار وخاصة بعد دخول كل من منظمة الاعراف واتحاد الشغل واتحاد الفلاحين في جهود السلطة في مقاومة الكورونا .
وستجد الحكومة المسوغ لفرض هذا الواقع الجديد من التبعية والخضوع وهو دفع فاتورة مجابهة الكورونا والتي سمّاها رئيس الحكومة البارحة بمرحلة " التضحيات".
فالتضحيات المقصودة هي أن نقتسم رغيف الخبر مستقبلا مع صندوق النقد ، وأن ندفع فاتورة السير على الطريق له، والتضحيات هي أن نقبل بانتصاب الشركات الاستعمارية في بلادنا لنهب الاقتصاد بحجة النهوض بالاستثمار، والتضحيات أن نسمح بخروج ثرواتنا فلاحة وغيرها ليتمتع بها الاجنبي ونبقى جياع، والتضحيات أن نتخلى لصالح الانتاج الاجنبي فندمر انتاجنا ...التضحيات المستقبلية ان نرضى بالمرحلة القادمة من المعاناة والشعور بالذل والتبعية وأن نوافق جميعا على الانحناء والخضوع وان نصمت على الخيانة ....
نعم ، هكذا سيكون الوضع لما بعد الكورونا ، وهذه تونس التي يبشرون بها من الآن ، وهي في الحقيقة مرحلة ليست خاصة بتونس بل شاملة لجميع المنطقة ، وفي مشهد آخر ستشمل أوروبا لصالح جهة واحدة بدأت من الآن للتبشير لمرحلة جديدة من القيادة العالمية لاعادة صياغة النظام الرأسمالي تحت عنوان " نشر المبادئ الامريكية "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية