الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيوش ... معادلة السلاح والعقيدة

محمد ابراهيم بسيونى

2020 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الجندي كلما أدرك أن الحرب التي يخوضها حربا عادلة، وأن الهدف الذي يقاتل من أجله يستحق التضحية بحياته، كان صادق العزم في القتال قادرًا على المواجهة في أقصى تحدياتها.
جيش مصر قوي ليس لقوة سلاحه، فسلاح المصريين من حيث الكيف متأخر عن جيوش مثل تركيا وإسرائيل وإيران، لكن ما يجعله قويا هو وحدة أبناءه وعقيدته القتالية. هذه العقيدة موجودة ومتجددة دائما لتتناسب مع حرب الإرهاب والتحديات الموجودة حولنا. مصطلح الجيوش القوية معناه الحقيقي (الجيوش المترابطة ذات العقيدة العسكرية الواضحة). فمن يتناولون قوة الجيوش بقوة التسليح تناسوا أن أكبر جيش في العالم هزم من فلاحين فيتنام والعراق وأفغانستان، وأكبر جيش عربي هُزم من فقراء اليمن. الجيش القوي هو من يملك العقيدة والقضية ولو بأبسط السلاح.
‏في السعودية وكافة دول الخليج جيوشهم ضعيفة ليس لضعف التسليح بالعكس هم أكثر جيوش العرب تسليحا، لكن ما يُظهرهم ضعفاء غياب القضية التي يحاربون من أجلها وما يصدروه للعالم ليس مقنعا ويظهر كوجه آخر للأصولية الطائفية، علاوة على تعدد القبائل وولاء بعض القادة لعشائرهم الخاصة.
‏لتقريب مسألة العقيدة القتالية أكثر، في العراق مثلا سيطرت داعش على نصف مساحة العراق وكادت تدخل بغداد وتلحق هزيمة ساحقة بالجيش العراقي، لكن فور تغير عقيدة الجنود وتطوع مقاتلين شيعة أيدلوجيين في الحشد الشعبي ومن الحرس الثوري انقلبت المعركة وتم تطهيرالعراق من داعش في ثلاث سنوات.
‏كذلك في اليمن كانت صنعاء ومحافظات الشمال تعاني من القاعدة وداعش، لكن بعد سيطرة الحوثيين انقلبت المعادلة وطردوهم خلال عام واحد، أيدلوجية الحوثي القتالية هي المعادل الموضوعي للقاعدة باختلافات بسيطة كإيمان الحوثيين بالدولة والشراكة السياسية، هذا أضاف لهم اجتماعيا فوق البعد العسكري.
‏كذلك في سوريا كاد الإرهابيون يدخلون دمشق بعد أن طوقوها من كل الجوانب، لكن بعد انتفاضة إيران وتجنيد مقاتلين شيعة من باكستان والعراق وأفغانستان نجحوا في صد الهجوم مؤقتا وتحقيق مكاسب بطيئة حتى تدخل الدب الروسي بقوته المفرطة التي غيرت المعادلة في ثلاث سنوات.
‏في حين أن تركيا تملك جيشا قويا من الناحية التكنولوجية والحرب عن بعد ورغم ذلك فشلت في القضاء على حزب العمال الكردستاني على مدار عشرات السنين، والسبب أن عقيدتهم القتالية كانت موجهة ضد الأكراد بالمجمل الذين رأوا حزب العمال مدافعا عنهم فاحتضنوه، وصار للعماليين حاضنة شعبية.
‏نفس الشئ في – إسرائيل - يملكون أقوى جيش في الشرق الأوسط برمته ورغم ذلك فشلوا في دخول غزة عدة مرات وصارت حماس تقارعهم الند للند حتى بات موضوع الوساطة بين حماس وإسرائيل اعتياديا، والسبب ليس في ضعف السلاح الإسرائيلي ولكن ضعف عقيدته القتالية الموجهة لعموم الفلسطينيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق