الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين يسير الإسلام السياسي الحاكم في عراق الحضارات / معدل .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2020 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الأسلام السياسي الحاكم .. ألى أين ؟
لا يمكن لأي قوة سياسية تنتمي الى الإسلام السياسي !..
تكون قادرة على أن تقف مع الشعب مطلقا ، حتى تخرج عن فلسفة ونهج وثقافة الدولة الدينية والإلغاء للأخر .
هؤلاء عبدت الطاغوت والسلطة والمال والسلاح ، ويتحكمون في رقاب الناس باسم الدين والدين منهم براء .
في عرفهم هذا خط أحمر ، وبعكسه يعني نهايتهم وموتهم !...
فلا يتوهم أحد من شعبنا وقواه السياسية أبدا ، في إمكانية تغيير نهجهم وقدرتهم على تحقيق العدالة وبناء دولة مواطنة .
هؤلاء لم ولن يرسون العدل ويشيعوا السلام والأمن ، في هذا الوطن الذي تقذف به الحمم والبراكين , والأهوال والأمواج العاتية في الزمن الرديء ، ولا يمكنهم إشاعة السلام والرخاء والتعايش بين مكوناته المختلفة .
خبرهم شعبنا جيدا منذ أربعينات القرن العشرين وحتى يومنا هذا ، وأثبتوا بما لا يقبل الشك عدائهم المستحكم للتعايش وللديمقراطية وللعدل والمساواة ، ناهيكم عن غياب أي رؤيا عن دولة المواطنة والوطنية وحق الاختلاف والخلاف !..
إنهم يمثلون الخطر الداهم على حاضر ومستقبل الوطن والمواطن ، المشيعين للطائفية السياسية والعنصرية ، وللتمزق والتطرف ، والتعامل مع باقي مكونات شعبنا المختلفة .
إنهم يمثلون الوجه القبيح للإرهاب الفكري والسياسي في عراق اليوم ، ولا يتورعون عن أي نهج معادي للديمقراطية وللحقوق والحريات وللمرأة ، ويمثلون الوجه الأخر للفاشية الجديدة والتمييز بين الناس في الدين والطائفة وفي العرق والعقيدة .
هذا ديدنهم وجوهر سياستهم ومعدنهم الرديء ، والأحداث شاهد على ما نقول وما ارتكبوه من جرائم وما تسببوا به من كوارث بحق شعبنا من 2003 م وحتى الساعة ، خلال السنوات الاثنتا عشرة سنة الماضية تنبأكم بالخبر اليقين ، وتدلل على طائفيتهم ونهجهم العنصري ، وما أصاب شعبنا على أيديهم من ألام وجوع وتشرد وموت ، نتيجة سياساتهم الهوجاء وفسادهم وإفسادهم لكل شيء في عراق اليوم ، وتغييب لأبسط الحريات والحقوق .
فأشاعوا الحروب الأهلية والشقاق والنفاق السياسي ، وتغييبهم للدولة وللقانون وللعدالة في عراق الحضارات .
ما زالوا متمسكين بالسلطة وجاثمين على رقاب شعبنا بالرغم من كل ذلك ، وحولوا كل شيء الى رماد وخراب ودمار .
لا سبيل أمام شعبنا وقواه الخيرة ، غير خيار الدولة الديمقراطية العلمانية ، من خلال حكومة إنقاذ وطني كاملة الصلاحيات ، ولفترة زمنية محددة ، تأخذ على عاتقها إعادة بناء الدولة والمجتمع وكافة المؤسسات في الدولة والمجتمع ، وعلى أساس دولة المواطنة لا دولة المكونات والطوائف ، في ظل حكومة كفوء نزيهة ومهنية ومن خارج قوى وأحزاب الإسلام السياسي الحاكم ، فهؤلاء هم أس البلاء ، والمتاريس والموانع والمعوقات التي تحول دون استقرار وأمن وسلامة ورخاء العراق وشعبه .
بعكسه سيستمر العراقيون في الدوران في نفس الحلقة المفرغة ، وسيحصد شعبنا المزيد من الأهوال والمحن والكوارث ، ويستمر شلال الدم غزيرا على الساحة العراقية .
وأي محاولة من هذا الطرف أو ذاك للمساومة أو المراوحة ، من أجل إصلاح ما تم تدميره ، فهو جهد ضائع وشيء محال بوجودهم !..
ومعناها الانتحار بغياب القدرة على المبادرة والمناورة بوجود هذه القوى الظلامية ، هؤلاء الممانعين لأي عملية تغيير منشود .
لنصعد من أساليب النضال السلمي والنضال الجماهيري المطلبي والسياسي ، وعدم الوقوع في الفخ الذي يحاولون تظليل هذه الملايين بوعودهم الكاذبة ، والافلات من شراكهم وأحابيلهم الخادعة يجب أخذه بنظر الاعتبار .
هذه القوى الباغية التي تريد إيهام شعبنا وقواه التقدمية والديمقراطية والوطنية ، من خلال ألاعيبهم البهلوانية ، وكذبهم المكشوف والمفضوح ، الذي مارسته طيلت سنوات حكمهم البغيض ، من خلال سياسة الترويض والمماطلة والترغيب تارة والترهيب تارة أخرى .
إنهم يجيدون فن حبك المؤامرات والدسائس والمراوغة ، للإفلات من قبضة الشعب الذي تململ بعض الشيء ، فأرعبهم وقض مضاجعهم وأفقدهم توازنهم ، وجاءتهم في اللحظات الأخيرة طوق نجاة من قوى منهم وليس من خارجهم .
أقول لمن يعتقد بأن المنازلة وساعة الحساب قد أفلت !! ..
أقول بالعكس لقد بدأ وبشكل مختلف ، وسوف تكشف الأسابيع والأشهر القادمة أمور وتطورات ومتغيرات لم تكن في حسابهم !..
وستهز عروشهم والأرض من تحت أقدامهم ، وبأن مصدر قوتهم السلاح والمال المنهوب ، وليس الشعب مصدر قوتهم والفرق كبير بين الثرى والثريا !...
لا ولادة عظيمة من دون ألم وتضحيات وخسائر ، هكذا يخبرنا التأريخ ، ولكن برغم جسامة التضحيات والنوائب والصعوبات تتخلل هذه الفترة الحرجة من حياة شعبنا ووطننا ، ولكن سينتصر شعبنا في معركته المصيرية ، وسيقيم دولته العادلة ، الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية طال الزمن أم قصر ، وسيلحق الهزيمة بمستعبديه وسارقي قوته وسعادته .
صادق محمد عبدالكريم الدبش .
21/4/2016 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس